يبدو أن النيات السيئة لأميركا لم تأخذ في الحسبان مقتل أكثر من 2000 مواطن سوري، ولم تخف على الدم السوري مقارنة بخوفها على الدم الإسرائيلي، وها هي الآن تطلب من بشار الأسد «التوقف عن رئاسته»، بعد أن تأخر الوقت وحل الخراب والدمار في كل المدن
ثمة موقف أخلاقي يجب أن تعلنه الأنظمة العربية التي تعتقد أنها ملكية أو ديمقراطية أو شبه ديمقراطية يؤكد أنها مع الشعوب العربية، وليست مع الأنظمة القمعية في كل من ليبيا واليمن وسورية. ليس كافياً أن يتم استدعاء السفراء للتشاور ولا يمكن أن
كنا نحسب أن مصطلح الخلايا النائمة يخص تنظيم القاعدة، حتى كشف ربيع الثورات العربية عن خلايا أخرى تخص الأنظمة الشمولية تزرع في وظائف عدة، منها الإعلام بهدف التورية، وقلب الصور، واستبدالها بصور أخرى. قبل أيام خرجت مجموعة من الصور التي تصور
ثمة أصوات سياسية ما انفكت تعتبر أن التجهم هو الأساس في فعل المقاومة، وأن الواقع العربي يحتاج إلى المشاعر المتألمة أكثر من حاجته إلى الفرح، مقسمة العاطفة الإنسانية بين رقص على الجراح، أو جلوس على باب المقبرة. ولأننا جزء من أمة تحتفي
أخذ ربيع الثورات العربية جملة من المسارات الناشئة بعد الحالتين التونسية والمصرية لأسباب عدة، منها التدخل الأجنبي، والمفاوضات الميتة، ومحاولة بعض الدول الكبرى تبريد الأحداث بناءً على معطيات تفرضها مصالحها الخاصة لا غير. صحيح أن الشارع
ثمة دور بدأ يظهر جلياً في ساحات التغيير العربية، لم نكن نعلم أنه موجود من قبل، وهو دور مدير الأمن العام الذي صار مخرجاً مسرحياً يمكن له أن يفبرك مسرحية كبرى في سويعات، وينجح في وقف المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية المطالبة بالإصلاح السياسي،
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نجد تعريفاً جامعاً ومتماسكاً لمفهوم الوطن، حتى إن تحدثنا عن الارتباط التاريخي بالأرض ومسقط الرأس أو البيت كما هو في اللغة الإنجليزية، أو جهة الانتماء عند الكثير من الشعوب المتمدنة، والشعوب البدائية، على حد
نسمع عن سوء استخدام السلطة بعد أن تتكشف فضيحة ما، كأن السلطة في العديد من البلدان العربية تستخدم بعكس السوء أحياناً، إلى الحد الذي بتنا لا نفرق فيه بين رجل الدولة أو صاحب المصرف العائلي، بعد تصاهر المالي مع السياسي، نسمع بحزن وربما بخجل عن
في الدرس اللغوي تُعد «كان وأخواتها»، من الأفعال الناقصة، وقد سميت ناقصة لأنها لا تكتفي بمرفوعها، وتحتاج مع المرفوع إلى منصوب. في الدرس السياسي كان على الرئيس المخلوع حسني مبارك أن يجلس في صدر التاريخ، أو على مقربة من أبوابه، بدلاً من
باستطاعة الشعوب العربية المضطهدة أن تستفيد كثيراً من ثقافة العصيان المدني، وتحرج السلطات المستبدة عبر تفعيلها لهذه الثقافة، واستثمارها خياراً من خيارات المقاومة السلمية الرافضة للعنف، والساعية للتغيير بغيره من الأدوات. وتكمن قوة العصيان
الذكاء السياسي الذي قاد القاضي مصطفى عبدالجليل إلى إعلان المجلس الوطني الانتقالي، ليكون واجهة لثورة 17 فبراير، التي اندلعت ضد نظام العقيد معمر القذافي، يجب أن يعمم في ربيع الثورات العربية، ليكون المجلس بمثابة الممثل الشرعي أو الحكومة
في دول الغرب يستقيل الحاكم أمام أي هفوة أو احتقان سياسي أو حتى إذا وعد بإصلاحات سياسية ولم يستطع تحقيقها في برنامجه السياسي. في دول العالم المتحضر يعتبر الحاكم نفسه خادماً حقيقياً للشعب ويعرف سلفاً أنه يمكن أن يقذف بالبيض الفاسد والبندورة
حين يقول الرئيس الأميركي باراك اوباما إن « حدود الدولة الفلسطينية الموعودة لا تعني بالضرورة حدود عام 1967 »، نقول إن اوباما ليس اوباما وان أميركا ليست أميركا، وان اسرائيل بما فيها من مستوطنات ومعسكرات ليست اسرائيل، وان الهدم، بحسب مفهوم
بعد جهد نجح أطباء أردنيون في زراعة لسان الشاعر اليمني وليد الرميشي من دون أن يدري أحد إن كان اللسان العائد هو نفسه أم أنه قد تكلل بجزء جديد. لم يك لسان الرميشي الذي تعرض للبتر لسانا عاديا ولو كان كذلك لما استفز بتره الرئيس اليمني علي
منذ بداية العام ونحن نرى كيف انكشف الحكم الجمهوري العائلي، وكيف أصبح فك الارتباط بينه وبين الشعوب ناجزاً في أكثر من بلد عربي. ثمة سقوط فيزيائي يعيشه هذا الحكم «الجمهوعائلي» يتمثل الآن في اعتراف بعض أفراده بأن أمننا من أمن إسرائيل، وأن
ليس لشبكة القاعدة علاقة تذكر بثورات العرب الأخيرة، ومن غير المعقول أن يقول باحث أو مفكر إنها المساهم الرئيس في تغيير قواعد اللعبة السياسية في الشارع العربي واحتداماتها المركبة. ثمة رياح هبت من جهات عدة، والصحيح أنها رياح الحرية التي راحت
يؤكد الإعلام العربي الجديد الآن تمدد سلطته التي لا تكمن في فضح كارثة الاستبداد الموجودة في بعض الأنظمة الشمولية من خلال الحوارات الاستفزازية والبرامج الوثائقية فقط، وإنما في سرعة وصوله إلى بؤرة الحدث وصياغة الخبر ضمن خطاب مناهض لكل نظام
لم أر في حياتي مشهداً تجتمع فيه الشفقة مع التشفي مثل المشهد الذي ظهر فيه رئيس ساحل العاج السابق لوران باغبو، شبه عارٍ في أحد الفنادق، بعد اعتقاله على يد القوات الموالية للرئيس المنتخب والمعترف به دولياً الحسن وتارا. وعلى الرغم من أن مشهد
تكشف أرقام الأشهر العربية، وما وقع فيها من ثورات سلمية، عن سقوط بعض الأحزاب والأيديولوجيات التي استكانت، وشكلت مع السلطات حالة من الاستعصاء السياسي امتدت منذ بداية القرن الماضي إلى الوقت الحالي. لقد ظلت الماركسية والشيوعية والناصرية
يبدو أن واضعي السم الأسود في قهوة الكواكبي بعد تعريته لطبائع الاستبداد لم يذهبوا في طيات التراب وظلوا لأكثر من قرن أحياء وبمعابر مفتوحة تطل على ساحات التصفية وتمارس اغتيال الوعي ورسم السياسات بالدم، الذي قال نيتشه إنه «أسوأ شاهد على
بالاستناد إلى كل الشرائع القديمة والجديدة يتوجب القول إنه لا يجوز أن يقتل شخص لأنه يحتج على السياسات الحكومية ويطمح إلى التغيير. يقال بكل صلف إن استخدام القوة في فض الاعتصامات وإصابة المعتصمين يتم من أجل البلاد! ويقال أيضاً إنه يتم في
لم يتوقع المواطن العربي أن يأتي اليوم الذي يرى فيه أن الأسلحة التي كانت تشترى بماله، بحجة حماية التراب الوطني، والتصدّي للعدو والتوازن الاستراتيجي والحروب الباردة والساخنة، سوف ترتد إلى صدره، وليس إلى صدور الأعداء. مليارات عربية كثيرة تم
يبدو أن بعض البلدان لا تقوم على منطق حضورها التاريخي أو السياسي، وإنما على مزاعم وحملات من التضليل والتزييف العلني المبثوث في إعلامها. كل بلاد يعتقد نظامها السياسي أنه أكبر منها ليست بلاداً، حتى لو استقلت وأخذت تضاريسها على الأطلس وصارت
كنا نحسب أن الفساد مجرد حالة استثنائية قد تحدث في مناطق الإدارة بين الحين والآخر، وإن شطّ بنا الظن نقول إنه قد يتعلق بالواسطة والمحسوبية والتحايل على القوانين والأنظمة. كان الفساد أقل حجما، وكنا نتندر حول فساد أحد «الحيتان»، وكيف ملأ حافلة
كل المعطيات تؤكد أن بعض النظم العربية ستظل لاهية وتناور في لعبة الإصلاح، على الرغم من أن وضعها الحالي يدعو إلى التفكير في ممر آمن تخرج عبره بسلام من بلدانها إلى ملاجئ الغرب أو صقيع المصارف الغربية. منذ ثورة الياسمين التي لم تبرد بعد حدثت
بات في حكم المؤكد أن وجود بعض رموز النظام العربي لا يقوم إلا على تدوير المناكفة والتعايش معها، في ظل الوجود ضمن كتلة من التجاهل تعيش على وهم اسمه «مديونية المعنى» تنبعث من مرجعية مريضة ما انفكت ترسخ بيننا أن الزعيم هو الشعب والدولة والثروة
يبدو أن النظام العربي لم يعتد بعد على رؤية المسيرات السلمية التي بدأت تطوف الشوارع منددة بسياساته، بعد أن كانت هذه المسيرات في ما مضى مخصصة للتأييد والولاء، وتقوم على أكتاف فئة مستفيدة ما انفكت تحاول نفي الآخر الشعبي وإنكاره، غير أن هذا
إلى الآن لم يخضع موضوع التشبث بالسلطة والاستحواذ الأبدي عليها للبحث، ولم يحظَ بسؤال معرفي مفصلي، يوضح تضاريس واحتدامات هذا المفهوم، الذي يرى ميشيل فوكو أنه «نمط من الفعل يقوم به البعض تجاه البعض الآخر تحت يافطة القيادة، باعتبار أن السلطة
في عُرف الثعالب من الليبراليين الجدد أصبح مفهوم تفكيك الدولة، وبيع مؤسساتها قطعة قطعة مجرد استثمار رابح يسهم في قوة اقتصادها. الثروات الطبيعية المكونة من الأسمنت والفوسفات والبوتاس والمياه والكهرباء دخلت صالة المزاد، وتم بيعها لمستثمرين أو
قبل ربع قرن كانت أمي حين يدهمها الصداع تضع قشة صغيرة على جفنها، وبعد أن تتماثل للشفاء، كنا نسأل كيف استطاعت تلك القشة أن ترفع عتبات المؤلم من رأس أمي من غير أن نجد جواباً مقنعاً. بعد ربع قرن اكتشفنا أن أمي كانت تبدل موضع التركيز وتتحايل
ثمة امتحان مثير يعيشه المواطن العربي مع حكومات تهدد استقراره من خلال رفعها الأسعار أضعافاً مضاعفة، في عملية استهتار راحت تنهش حتى حاجاته الضرورية، وتتطاول على حياته، وشروط استئنافها لمصلحة حفنة من التجار المحظوظين. إن واقع الكثير من
كتب كثيرة تخرج الآن وهي محمّلة بكثير من الاقتراحات لحل القضية الفلسطينة بناء على حل الدولتين، وضمن دوافع لا أحد يستطيع الجزم بأهدافها من كثرة ما هي مخترقة وغامضة. في كتابه «نحو وعد بلفور جديد» يطرح د. سامي الخوالدة حل القضية الفلسطينية
أكثر من 100 عام مرت على سؤال التنوير ومفهومه وآفاقه في الوطن العربي، وعلاقته المشتبكة والملتبسة مع الفكرين الديني والسياسي، من غير أن نصل إلى نتيجة تذكر تحدد لنا كيف بقي هذا السؤال معلقاً بكل احتداماته خارج وعينا وواقعنا، وكيف قدر له أن
إذا كانت إسرائيل لاتزال تجزم بأنّ اللاسامية هي التعبير عن كراهية اليهود أو الحقد عليهم، أو ممارسة التمييز ضدهم وضدّ مؤسساتهم المجتمعية والدينية من قبل بعض الإيديولوجيات الراديكالية أو الفكر الديني المتطرف، فإنها بذلك تغفل عن أنها أول من
قبل أيام وفي مهرجان مجاز للشعراء الشباب تعرفت إلى عدد من الشعراء الذين يحسبون على جيل الألفية الثالثة، واستمعت مثل غيري إلى قصائد قليلة، ولكنها كانت تمسك بتوهجات نص جديد وحماسة تتوثب لكي تؤكد نطقها. كانت القصائد جديدة إلى الحد الذي يمكن
منذ بدء الوعي ونحن نعرف أن كرة القدم لعبة رياضية يتنافس فيها فريقان، وتلعب أصلاً بالأرجل، وربما بالرأس، وضمن تفاهم متفق عليه من قبل الفريقين بأن عدد الأهداف هو الذي يحدد من الفائز، وأن على الخاسر مهما كانت صفته أو خبرته أو عراقته الرياضية
يبدو أن إسرائيل تعودت على إشعال الحرائق في العالم العربي إلى أن نسيت تحصين نفسها، وفاتها أيضاً أن تقرأ نص الكاتب العالمي ماكس فريش «مشعلو الحرائق» لكي ترى بأي يد احترق البيت على من فيه وكيف تجلت نيران المحرقة. من العجب أن تسارع بعض الدول
بعد أن فشلت معاهدات السلام مع اسرائيل على الصعيد الشعبي، وأخفقت الجهود السياسية للدول الكبرى والصغرى في تحويلها إلى واقع قانوني، تحاول وزارة الخارجية الإسرائيلية الآن عقد مؤتمر«أدباء من أجل السلام» في مدينة حيفا يشارك فيه عدد من الكتّاب
كثيرة هي الدعوات التي تتكرر الآن لاستثمار الوقت عند الشباب،أ وإحياء وتجذير قيم العمل لديهم، غير أن هذه الدعوات تذهب هدراً حين تقابلها على الطرف الآخر مواضعات جامدة لا تنبذ لعنة العيب الموجودةأ في مساحات الذاكرة الشعبية، التي تدحض إنسانية
يعيد الباحث حاتم الزهراني الاعتبار إلى الفكر في الشعر العربي في كتابه اللافت «شجاعة العقل»، ودراسته الفكر الشعري عند المتنبي، ليس لأنه ملأ الدنيا وشغل الناس، بل لأنه خرج مختلفاً من لحظة الاستعداد الفطري، وابتعد عن العفوية التي كانت مدرسة
ثمّة أطعمة كثيرة تنتمي إلى ثقافة الجوع، بدأت بخبز الشعير وانتهت باللفت والخبيزة والملوخية وبعض الحشائش التي شاع طبخها، للحد من تداعيات الجوع، ولولا كفره لما كانت موجودة، وربما زاد حجم الجياع أكثر إلى درجة استخراج الحبوب من الروث، وتشابه
ربما كانت اللوحة التشكيلية الحديثة هي الأقل حضوراً في حمل المضامين الإنسانية اعتبارات كثيرة، منها أن قراءة اللون صعبة، وأحياناً غامضة، ومنها أن التأويل يكاد يكون هو الأهم في رسم العلاقة بين الفنان من جهة، والمتلقي من الجهة الأخرى. قبل أيام
لطالما كنا نسمع ونرى المثقف العربي وهو يجابه السلطة المستبدة بإبداعه وحياته، باعتبارها محرقة للحريات جميعها، إلى أن شاءت الظروف وحدث العكس تماماً، وذلك حين خرجت السلطة لتمد يدها الطويلة وتسرق خطاب المثقفين العرب، وتقف على باب الشعب منتقدةً
يكاد يكون بحث د. فيصل درّاج «العولمة والثقافة في عالم متغير»، الذي قدم في ندوة «الثقافة العربية» التي نظمتها مؤسسة شومان، بالتعاون مع مؤسسة العويس على مدار يومين، من أنضج الأبحاث التي تناولت سؤال العولمة والثقافة عبر مقاربات عدة. مقاربة
ربما كان من المهم أن يتم الاحتفاء بالقصة القصيرة وحضورها في الأدب العربي المعاصر والانتباه إلى حيويتها، من غير أن يتم تكريس ثلاثة أيام متتالية من فعاليات «ملتقى عمان الثاني للقصة القصيرة» لإنكار موتها بناءً على سوء فهم للبنيوية قيل عن موت
بعد قليل يحل الاعتدال الخريفي ويبدأ الشتاء، ومع كل شتاء علينا أن نتوقع أنفلونزا خاصة تتعلق بالحيوانات أو بالطيور، تنتج وتباع ليس من قبل شركات الدواء، وإنما من قبل الدول الكبرى أيضا. ما اسم الأنفلونزا المقبلة؟ وكم مليارا من الدولارات
ثمة قتل بطيء غير مشمول بمظلة «الجريمة والعقاب» يتم بحق المهمّشين تحفزه الدول من خلال ربط مصيرهم بوعود كاذبة تجعلهم يقضون العمر كله وهم يقفون على أبواب شبكات مكونة اجتماعياً بانتظار معونة أو دواء أو مسكن، وفي نهاية المطاف يجد المرء منهم
إذا كانت مقولة المفكر كوستاس اكسياوس «من حق البشر أن يحلموا ويتعلقوا بأيديولوجيات تستهدف الخير»، محقة في جانب منها، فإنها تحمل في الجانب الآخر جملة من الكوارث المروعة، بسبب تعريف الخير في عالم باتت المفاهيم القائمة فيه حالياً تؤكد أن
لفت الدكتور جمال الشلبي نظري إلى خطورة كتاب «إدارة التوحش»، فرحت أبحث عن مبعث هذه الخطورة، رغم أن الشلبي حاول أن يحددها مسبقاً باهتمام الإدارة الأميركية بالكتاب، إلى الحد الذي حرصت فيه على ترجمته ودراسته لمعرفة تنظيم القاعدة من خلال
لا شك أننا الآن نعيش في عصر لا نجد فيه العربي «المصفى»، خصوصاً بعد أن ذهبت أنفاس تلك الصفوة من رجال الأربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي، تاركة الأجواء متاحة ومفتوحة فقط لرائحة الأنفاس الإقليمية والطائفية. لم يعد هناك حديث عن
يأخذ مفكرو الغرب علينا أننا أمة لا نملك اتجاهاً سياسياً ينتمي إلى الحركية الاجتماعية وحقوقها الديمقراطية، التي تعني أن لكل إنسان الحق في أن يأخذ دوراً في حكومة دولته مباشرة أو عن طريق اختيار ممثلين عنه. ويؤكدون دائماً مع بعض التهذيب أننا
تكاد تكون أبحاث المفكر الدكتور أحمد البرقاوي ملازمة لما نعيشه الآن من رداءة أوضاع فكرية وسياسية تجعلنا نكرر مقولته البليغة بلا تردد «إن الانحطاط يعبرعن نفسه». البرقاوي صاحب السؤال الدائم لماذا لم ننتقل من النهضة إلى الحداثة؟ كان ولم يزل
كثيرة هي السجالات التي تدور الآن في العالم العربي حول ثقافة السلوك المدني ودلالاتها وتجلياتها ومدى ضرورة وجودها في بنية وتلافيف المجتمع المدني. غير أن اللافت حقاً يكمن في أن مدونات السلوك المدني التي تنشأ بدعم حكومي وبشراكة مع منظمة من
أحياناً وبحجة الخصوصية، ينهال كاتب ما على جذراللغة العربية طارحاً بعض الأفكار التي من شأنها الزج بنا إلى نزاع غير عقلاني يمكن أن يتطور الى توريط شخصيات وطنية وأخرى قومية في نسف مسألة التعايش المشترك في هذا البلد العربي أو ذاك، والقفز عليها
إذا كان لكل مؤتمر خلاصة معرفية، ولا نقول رزمة من التوصيات الباهتة، فإن خلاصة مؤتمر كلية الآداب الذي عقد أخيراً في الجامعة الأردنية بمشاركة عربية وعالمية تكمن في الكلمة التنويرية التي قدمها د.فهمي جدعان، وجاءت بعنوان «في وجودنا في العالم»،
في بداية التسعينات من القرن الماضي، كتبت نصا حلمت فيه بجملة من العوالم الموازية، وقلت بلسان مخيالي إن «العالم ليس وحيدا»، والأنكى من هذا وذاك هو أنني تخيلت عالما مستطيلا، وآخر مربعا يعج بمخلوقات رحت أرسم لها ملامح مختلفة عن ملامحنا. قبل
في الوقت الذي تُطلق فيه دعوات من الشرق، لكي تؤكد أن التقسيم الحضاري أو الديني لسكان العالم، يؤدي إلى مقاربة انعزالية للهوية الإنسانية من الممكن أن تكون طريقة جيدة لإساءة فهم كـل شخـص تقـريباً في العالم، تقابلها على الطرف الآخر دعوات من
قبل أيام وفي تقرير رياضي بُث على إحدى المحطات الفضائية ظهر شاب عربي يشجع المنتخب الهولندي، مؤكداً أنه ينتمي إلى هذا المنتخب، ويتحدث عنه بأحاسيس وطنية هولندية وعلم مرفوع ومطبوع على الخدين، من دون أن يتعثر أو يرتجف وهو يقول، بالنصب على
يضعنا المفكر نعوم تشومسكي بين جملة من الاعتبارات التي ربما تكون غائبة أو حاضرة في الفهم السياسي العربي، ونظرته إلى تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. ويؤكد تشومسكي أن سياسة إسرائيل قائمة على عنصر القوة، وأن هذه القوة تتكفل بها الإدارات
ربما ليس مهماً أن يعاد تعريف العولمة في زحام التعريفات المتنوعة والمتعددة، بعد أن تشابكت خيوطها مع السياسة والثقافة والاقتصاد في آن واحد، وعدّها بعض المشتغلين بمفاهيمها، مجرد مشروع غير ناجز، بمعنى أنه لم ينضج بعد. ولكن المهم في هذا المجال
لو خير المفكر الراحل محمد عابد الجابري بين حفلات التأبين والوقوف دقيقة صمت احتراما لفكره وروحه وبين القراءة الواعية لمدونة أفكاره لاختار بكل تأكيد أن نقرأ بحثه «القبيلة والغنيمة والعقيدة»، الذي حدد فيه ثلاث محدودات حكمت العقل السياسي
لا أدري ما الفائدة من استظهار المكان العربي في بعض الروايات العربية، إذا كان المقصود هو زج الالتباس بينه وبين المدينة الفاضلة بقلم روائي يحاول أن يقنعنا بأن مكانه الوطني يمثل قيمة جمالية قد لا نجد مثلها في كل بلدان العالم. ثمة أمكنة عربية
تصر دور النشر في الوطن العربي على معنى دورها الحضاري في ترويج الثقافة والإبداع، وتؤكد في كل مناسبة أن هذا المعنى يأتي في المرتبة الأولى في سلسلة تطلعاتها وأهدافها الثقافية. غير أن القرار الذي اتخذته هذه الدور، أخيرا، بعدم ترويج الكتب
إذا كان التجديد في الأدب العربي والعالمي معناه ابتكار ما هو غير مألوف فقد جرنا الضجر إلى ضجر مماثل حين وقعنا في فخ أمسية لشاعر عربي تحوّل من قراءة الشعر إلى اللعب عليه وعلينا في آن واحد. الأمسية التي جاءت ضمن مهرجان احتوى على فعاليات
يمكن لأي قارئ أن يقرأ بلا ملل كتاب «وحدة العقل البشري» للكاتب محمد يغان، ويطل على بحثه الموسع الذي يتناول بصورة نقدية بنية العقل الكوني وتشكلاته، ويتوقف عند رؤيته لبنية العقل العربي من باب النقد لمنتجاته، والتمييز ايضاً بينه وبين العقل
يبدو أن الأزمة التي يمر بها الشعر العربي حالياً، ليست أزمته، وإنما أزمة بلدان وأحوال شرائح اجتماعية مثقلة بهموم وانكسارات تؤكد أنها ليست بخير، كما تؤكد أيضاً أن الثقافة مرتبطة بالوعي المديني وطبيعته المتقلبة والمتغيرة. من يطالع العصور
من المؤلم أن يستقر في الوعي الجمعي العربي أن نهاية القرن التاسع عشر كانت بداية عصر النهضة والتنوير في الترجمة والتمدّن والحداثة، وأن هذه البداية قد استمرت إلى منتصف القرن العشرين، في الوقت الذي لم يتجاوز عدد الجامعات العربية ودور النشر
قبل أن نتوقف كثيراً عند جريمة اغتيال المبحوح في دبي على يد عناصر «الموساد»، لا بد من التأكيد أولاً أن الجرائم الإسرائيلية كانت ولاتزال تحدث وستحدث دائماً مادام هناك دبلوماسية غربية تغطيها، وتترك كل مجالاتها الحيوية مفتوحة ومستباحة، ربما
يحاول الكاتب الأميركي توني سميث في كتابه «حلف مع الشيطان»، الذي ترجمه إلى العربية المترجم هشام عبدالله، وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر أخيراً،أ إعادة الاعتبار لمقولة الكاتب رينولد نيبور «إذا قدر لنا أن نبيد فإن قسوة العدو لن تكون
ما من مسؤول عربي يُكتب له أن يخرج على المحطات الفضائية إلا ويتبجح في الحديث عن حق المواطن في ممارسة حرية التعبير، ويشير إلى إصرار حكومته على عدمأ تأييد التجاوز على الحريات العامة. هكذا هو الشعار الذي يطرح دائماً، وحين يجد المواطن أو
كتب عدة تصدر الآن حول الرواية العربية الجديدة، غير أن هذه الكتب لا تنشغل بمضامين الروايات العربية، قدر انشغالها بالمقارنة بينها وبين الروايات العالمية، من حيث اشكالية المصطلح الفني لا غير. وفي ظل نسيان النقاد، أو تناسيهم، امتداد فضاء
ثمة خطأ كبير يرتكب بحق القدس، يكمن في الاعتماد على الحق الديني في هذه المدينة المقدسة التي احتلتها إسرائيل في،1967 في أكبر حادثة اغتصاب في العصر الحديث. أ ويتعلق الخطأأ تحديداً بما يجب أن يدركه السياسي الفلسطينيأ من مغبة اعتماده الكلي على
يحتار قارئ التراث العربي كثيرا عند سرديات تتناقل أخبار الحكام والولاة السابقين، ويتوقف عند عبارة شهيرة تتكرر في المتن، وتكون بمثابة لازمة وهي: «دخلت على فلان في علته التي مات فيها»، ثم يورد المتحدث خبرا أو حكمة أو موعظة عن رجل في النزع
«بين نارين» اسم حلوى معروفة على نطاق واسع، ترفع السكر إلى الحد الذي يمكن أن يتحول الدم إلى عسل. لا أعرف لماذا كلما تذكرت هذا النوع من الحلوى، أتذكر المواطن العربي وأحواله، في بلاده أو حتى في بلدان العالم كافة. فهو في الداخل بين موال يختنق
يسجل للنثر العربي، خصوصاً في العصرين الأموي والعباسي، أنه كان مناهضاً للسلطة المُفسدة والفاسدة، على العكس تماماً من الجزء الأكبر من شعر تلك المرحلة،أ الذي تخدّر وتخدّرت بواعثه، فأغفل أسئلة التوتر الحيوي للوجود، وتورط في رسم الممدوح بكلمات
إذا كان الشعر في الغرب قد تم توصيفه على أنه هدوء ذو أجراس هائلة تقرع في مكان ضيق أو براعة النطق همساً ورعشة المتعة في الصورة والمعنى، فإنه عندنا وفي كثير من الاحيان مجرد صراخ مؤلم تتجمهر فيه وقائع محيط مبعثر ومخنوق لاعلاقة له بالحرية وتصاغ
مضى عام وها نحن الآن أمام عام آخر يطل برأسه الخدر في الوقت الذي يبدو فيه المستقبل وكأنه حقيبة كارثية تنتقل بحسب الرزنامة من يد إلى أخرى. هل انتهت حروب وانهيارات عام 2009أ أم تم ترحيلها الى العام الجديد، لكي تعيش ديمومتها اللاعقلانية في ظل
من يتوقف عند مقولة المفكر الراحل هشام جعيط: « التاريخ هو القاعدة الأساسية للشعور الوطني» سوف يستغرب كيف وضع هذا المفكر يده على منبت ومبعث الفكرة الوطنية، وسوف يستغرب غيابها الحالي عن الحياة السياسية والاجتماعية بعد أن كانت حية ومتوهجة
هل ينبغي للمفكر أن يستريح إلى موقعه كصاحب عقل جدلي، وينتهي على الرف، بمجرد أن يكتب أفكاره وينشرها، أم أن هناك ما يدعوه للوقوف خلف أفكاره بوعي وجرأة وقوة إيمان، حتى تتحقق أو يتحقق بعضها؟ سؤال طويل عريض، نتوقف عند تحرشاته واحتداماته، لأن
ثمة تبريرات مسبقة يقدمها المترجم العربي سلفاً، حين يتعلق الأمر بترجمة أعمال بعض الكتاب اليهود المغاربة، كأن يقول: كاتب يهودي لم يسقط في فخ الصهيونية، بل إنه ظل مصراً على شجبها وبقوة صوت المؤذن، ويصر على هويته المغربية. هل نحتاج نحن العرب
ليس ثمة شعارات صادقة وأخرى كاذبة، سواء صيغت من الهم العام، أو لجأت إلى مسايرة الرائج والحاضر، أو أسرفت مثلاً في الخيال السياسي. فالشعارات مادة إعلامية، أولاً وأخيراً، تبث للسيطرة على الناس، بما تمليه الغنائم المتوقعة للفرد الطامح، مهما
حين يقول علماء الاجتماع إن الدين صار ظاهرة سياسية لها مؤسستها، يجب أن نتوقف عند هذا الكلام قبل أن نشج كلامهم هذا بحديدة أو حجر. أليس في تحويل الدين إلى طائفة نقلة من المعنى الأول الذي يعني عبادة الله إلى معنى آخر، يمكن أن يعني عبادة الفرد
ذات قصيدة وصفت التاريخ بأنه «أكبر الرجال سناً»، وكنت حينها لا أتقصد توصيفا ذهنيا يتعدى هذا الإطلاق إلى فصامه الرسمي من جهة، والشعبي من جهة أخرى، ولم يدر بخلدي أن التاريخ يمكن أن يتمظهر في مجموعة من المؤرخين الذين يغذون مدونته بالوثائق
يكتب وينجز بعض النقاد العرب دراسات كثيرة ومتشابهة يجمعها عنوان واحد هو «قصيدة النثر ما لها وما عليها». غير ان هذا العنوان المراوغ سرعان ما نراه وهو ينقسم الى قسمين، وذلك حين يتم حذف الشطر الأول منه والاكتفاء بالشطر الثاني لجملة من الغايات،
حين يؤكّد مفكّرون عرب أن المجتمعات العربية من دون استثناء تعيش أوضاعاً مخيفة، تجعل منها عالة على الحضارة الحديثة، لابد للمرء أن يستغرب هذا الإطلاق، ليس لأنه يتعارض مع الحقيقة، وإنما لأن الجهة التي يجب أن تكون مقصودة بهذا الكلام تختفي، لكي
ما هي إلا دعوة لا أذكر حتى من أين أتت وبعدها صرت عضواً في «الفيس بوك». وحين توجهت نفسي الامارة بالفضول إلى الصفحات والصداقات، وكذلك البريد الوارد خرجت علي امرأة تريد زوجاً وتسأل بكل جسارة عن دخلي الشهري، وخرج علي شعراء كثر لا تصلح كتاباتهم
ثمّة كتابات كثيرة تتحدث الآن عن ترسيخ مفهوم المواطنة في العالم العربي، وتسعى جاهدة إلى تجسيده في الحياة السياسية فقط. وإذ نتأمل معظم هذه الكتابات سنجد حتماً أن مفهوم المواطنة فيها يطرح وكأنه منّة من هؤلاء الكتبة على الرعية، بمعنى أن
صيغ في الغرب ومن قبل نقاد معظمهم من أبناء المستعمرات السابقة في الشرق أكثر من دراسة خصوصاً في حقل النقد الثقافي تتحدث عن أدب الشعوب التي تحررت من الاستعمار أو «كتابة الضحية» تحديداً، وضمن تجليات تفنن مبدعوها كثيراً في حصرها بكتابات راحت
يبدو أن الوهج السياسي الذي حملته مفردة «الثورة»، خصوصاً في القرن الماضي، قد تغلغل وتمدد في المشهد الإبداعي، وفي الكثير من طياته الشعرية والنقدية أيضاً. حين نقرأ تحولات الشعر العربي المعاصر، منذ المرحلة السيابية إلى مرحلة قصيدة النثر، نبدأ
لم ينتبه متزمّتو المنع إلى ما قاله الدكتور نصر حامد أبوزيد حول اهتمامه بما هو عام وإنساني في الدين، ولم يتوقفوا برهة عند ضرورة وأهمية كشفه القناع الديني السياسي، وفصله عن الخطاب الديني الأصلي الذي يعد ضرورة معرفية لابد منها، ولابد من أن
حين نفكر في بلاغة «عصر الجاز»، نكاد نسمع صوت الحزن الذي قرر أن يصوغ احتجاجه، عبر آلة الساكسفون بين هبوط وصعود وغضب وألم ورقة واهنة، كما نسمع أيضاً في الأجواء ذاتها دوي انهيار صلادة وصلافة المجتمع الأميركي، أمام مطالب الملونين وحقهم في
منذ أن ناضل الباحث مايكل دوفرين، بحماس وحيوية، من أجل استظهار معنى اللعب كمتعة جمعية لكل الناس، ظهرت على السطح جملة من النظريات التي راحت تؤكد دور اللعب وحيويته في هز علاقات السيطرة والقناعات الأيديولوجية الحديدية، وتجاوز أسوارها من خلال
منذ بدايات القرن الماضي انبثقت أكثر من مدرسة نقدية في الغرب، استندت إلى الحداثة والنظر صوب التحرر من تأثيرات العقل الكلاسيكي المهيمن آنذاك. لكن حساسية هذه المدارس النقدية لم تتوقف عند تكوين نقد جمالي مستقر، مستلهمة إياه في نسق معرفي واحد،
بات مهماً تعرية وكشف مصطلح «التنمية الثقافية» لأنه في الأصل مجرد اطلاق مفجع صاغته بعض النخب الحاكمة في الوطن العربي وحصرته في مواطن معينة لا تخدم إلا تطلعاتها في ضم هذا الإبداع الحقيقي والمتمرد ودحره وخنق صلافته في كل ما يكتب ويرسم ويمسرح،
يبدو أن الالتباس قد صار يأخذ صفة المديونية في كتابات بعض الكتاب ممن قدر لهم أن يلعبوا بـ «البيضة والحجر»، فيخرج منهم من يدافع عن قضايانا العربية، وهو يسدد فاتورة إلى جهة الضد من خلال جرنا إلى جدلية تتطلب منا أن نقف معه ثم نعارضه في آن. في
أحياناً تبدو فكرة اعداد الملتقيات النقدية، وكأنها قائمة على توابع كلمة ليست طيبة قيلت ذات نزق أو موضة من الموضات الأدبية التي نتفاجأ بها، وهي تطلق بدوافع باتت معروفة في حمى الاستعراض الأجوف، أوالبحث عن حيز شخصي للمهمل والمنسي وساقط الهمة
شاءت الظروف أن يعهد إليّ بتنظيم ندوة للأدب الساخر ضمن أسبوع جمع جملة من الكتاب الذين يكتبون في هذا الجنس الإبداعي الذي أهمل من قبل النقاد، وظل عصياً على التصنيف أو الاستقرار في مرجعية محددة. وكان بيّناً لكل من شارك وكل من حضر أن من يريد أن
«الحال من الأحوال» هذا ما يمكن أن يقال أمام ما يحدث من تحولات في بيان البنية الثقافية والاجتماعية التي انتهت إليها حياة الإنسان العربي من دون ردة فعل أو من دون اعتراض أو حتى شهقة ألم ساخطة! طالنا الخدر تماماً، فلا غرابة أن نجد السواد
«أطلقوا الابداع» بهذا الفعل يجب أن يصرخ الشعراء والكتّاب في وجه الجهات الرقابية والوصائية التي تمنع تداول الكتب وتحول الكتّاب الى المحاكم المدنية والشرعية بحجة المساس بأمن الدولة أو المقدس الديني للبت في تأثيرها الأمني، أو التلذذ بتكفير