لو لم يكن للهامش فضل سوى أنه جعلنا نقرأ قصائد الشعراء الصعاليك، لكان ذلك مزية وحدها. فالتهميش يحيل إلى العنف ـ كما يقول دارسو المجتمع ـ ولكن التهميش ليس عنفاً مجانياً بالضرورة، فلبعض أشكال سلوك العنف مبرر وجودي، فحين يفقد الإنسان رغبته في
كلما جاءت “سيرة الكبت” تخيلت ناراً تلتهم غابة، ثم يركض الجيران لإطفائها فيمنعهم رجل الشرطة. بالنتيجة تستمر النار في التهام الغابة، ويستمر الناس في محاولة إخمادها، ويستمر الشرطي في منعهم. لذلك، ربما يبدو سلوك الكبت سلوكاً دائرياً في حياتنا
ومن العجائب أني بما شاك منه محسود! تذكرت بيت المتنبي هذا قبل فترة، حين قادتني ظروف العمل لتناول الغداء في مطعم شعبي، ورأيت رجلاً يسرع ليلمّ فتات المائدة، ويأكل من الطعام الذي تناولته على مضض، وبسبب الجوع فقط. هذا موقف يتكرر في كل مدينة
يرد في بعض المأثورات النبوية أن أحد الصحابة كان يرتل القرآن ليلاً، وحين فرغ حانت منه التفاتة إلى السماء، فرأى غمامة كانت تظله ترتفع حتى غابت عالياً، وحين أخبر النبي الكريم بذلك قال له: هذه الملائكة كانت تستمع حسن قراءتك القرآن، وفي
في بعض الأعمال الدرامية تظهر شخصية الأعمى كشخص عارف بما سيحدث، عبر جمل متفرقة وإشارات يلقيها ضمن السياق أو خارجه، يفهم المتلقي أن هذا الأعمى «يعرف»،وأن معرفته تمتلك خاصية النفاذ التي يفتقر إليها المبصرون. تبدو هذه الثيمة مغرقة في القدم،
بالتأكيد لم يكن أمراً مقصوداً مني،لكني حين أعدت ترتيب الكتب على المنضدة بجانب سريري لاحظت أن أغلبها لكتّاب من العراق. في البداية لم آخذ الأمر بجدية،لكني بعد انتباهة قصيرة قلت لنفسي: ما هذه المصادفة الطريفة! الكتاب الأول كان رواية جميلة
قبل فترة كنت أتصفح الموقع الشخصي للشاعر العراقي سعدي يوسف، وفي إحدى المقالات شدتني عبارة تقول «سعدي يوسف شاعر مادي، يصدر شعره عن نظرية مادية جدلية»، في البداية قلت لنفسي: من الشجاعة الأدبية أن يعترف الرجل بأنه مادي ويحب «الفلوس»، لكني حين
قبل أكثر من 100 عام ولد في مصر النادي الأهلي، ولولادته قصة طريفة ومدلول مهم، فهو ولد كتجمّع لمحبي كرة القدم في القاهرة، ولكن الهدف منه كان اللعب مع فريق المحتلين البريطانيين والتغلب عليهم، وهذا ما حدث، فبعد أول مباراة بين الفريق الأهلي
يسمي الجاحظ كتاباً من كتبه «فضل السودان على البيضان»، محاولاً إثبات قدراته الكتابية بمخالفة المفهوم السائد في وقته، ويسلك بذلك طرقاً عدة، مستشهداً بالمنطق والتاريخ والأديان، ليصل إلى نتيجة أصبحت من بدهيات عصرنا، ما يفعله الجاحظ يشبه من
تمثل قدرة النساء على الكيد جزءاً مهماً من تصورات الرجال، والحذر من إغرائهن مع الرغبة بالوقوع فيه في الوقت ذاته، وجزءاٌ أيضاً من ثنايا تصورات الرجال عن المرأة. لا يعلن الرجال ذلك بطبيعة الحال، أو ربما يسهمون في نفيه، بكل ما أوتوا من فصاحة
إذا حاولنا تفسير الإيروسية باعتبارها أشمل من الشهوة لوحدها، فسنجد أنها باسم «الدافع» تتجلى في جزء كبير من تصرفاتنا اليومية، فكل ما نمارسه في نهاية المطاف ليس سوى رغبة تتجذر في النفس، ثم تأخذ شكلاً خاصاً بها، حين تظهر في تصرفاتنا، لكنها
«إن لبريطانيا العظمى عدوين في الشرق: أحدهما لينين في الشمال، والآخر هو رمضان شلاش في الجنوب»، ونستون تشرشل: حين نراقب سيرة حياة غالبية رجال الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي في بدايات القرن الماضي، سنلاحظ أن غالبيتهم
يمكننا أخذ مرض أنفلونزا الخنازير مثالاً على سرعة التأثر والتأثير في هذا العصر، فهذا المرض بدأ في المكسيك، ثم انتقل إلى أميركا وأوروبا، وإلى أماكن أخرى من العالم. ومن زاوية مختلفة، يمكن لانقطاع النفط في نيجيريا أن يضر بالمشروعات في كندا،
قبل عام تقريباً في نبذة تلفزيونية عن الناقد المصري الراحل رجاء النقاش، قيل عنه إنه كان مكتشفاً لأسماء مهمة في عالم الأدب، مثل محمود درويش والطيب صالح وأحمد عبدالمعطي حجازي. تُرى، هل يمكن أن توجد علاقة صحية بين الناقد والمبدع؟ هل مهمة
«المدنيّة تاريخٌ معاكس للشعر» فلوبير. لأن المدينة تتضمن من التعيين والدقة والمعنى ما يضيق به قلب الشعر، في المدينة يمكننا الوصول بسهولة إلى عنوان ما، فالشوارع والأمكنة مرقّمة ومسماة ومحددة الموقع بدقة. هذا يتعارض مع جوهر الشعر نوعاً ما،
يشكل «البانتوميم»، أو المسرح الصامت، شكلاً مهماً من أشكال التعبير المسرحي المتعددة، لكنه ينفرد عنها بقربه الشديد من «التجريد الفلسفي»، باعتباره يقدم لنا الرسالة خالية من الحوار، وهو أهم المؤثرات التي يستخدمها العمل المسرحي عادة.
«كل المسوخ ضرورية وليست عابرة للوجود» بورخس في أحد نصوصه يزعم بورخس ـ كاذباً ـ أنه وجد تصنيفاً في موسوعة صينية قديمة يقول إن الحيوانات تنقسم كالتالي: حيوانات يملكها الإمبراطور، وأخرى محنطة، وخنازير رضيعة، وجنيات البحر، وخرافية، وكلاب
«الحقيقة دائماً في الهامش» (غادمير) بنية مراوغة، هذا أهم معلم نجده في ديوان «آخر الورثة من سلالة النخيل» للشاعر السوري باسم القاسم، وهو أول عمل يصدرله عن «دار الفرقد» في دمشق. في نصوص هذا الديوان التسعة، سيصعب علينا تثبيت صفة جامدة تشمل كل
كان الشيخ إبراهيم البلتاجي إمام جامع ومنشداً دينياً في الأعراس، اكتشف جمال صوت ابنته أم كلثوم فتبنّى صوتها. وبين التبنّي والبنوة الحقيقية خلطة توصلنا إلى الإبداع، فالبنوة نتاج الطبيعة، ونتاج علاقات توصف عادة بالعلاقات المحافظة، بينما نجد
لمدينة حلب تقاليد صوفية عريقة، بقي بعضها وداست الجزء الأكبر عجلات عصر السرعة، وأنا صغير كنت أقضي الصيف في حلب شمال سورية، في ليلة الجمعة يأخذني جدي المتصوف لحضور جلسات الذكر التي تشتهر بها المدينة. وبحكم سنه وقدمه في الطريقة كان يحصل على
حين غضب سيف الدولة من المتنبي غضبته الأخيرة، رماه بدواة كانت أمامه فشجّ جبينه، نستطيع قراءة الصورة بالشكل التالي: ملك وشاعر وأداة كتابة تستعمل في مجال العنف. ونستطيع تعديل الصورة أيضا، لتصبح كما يلي: الجمهور وكاتب وكتاب يحرق علانية. ماذا
ليس العنف سلوكاً شاذاً في مقاييس الإنسان كما قد يدعي بعضهم، بل هو سلوكٌ طبيعي ويمارسه الإنسان في كل حالاته، وبكل أشكاله المختلفة، وبمسوغاته التي يخترعها ليبرر عنفه والإنسان في هذا الاعتبار كائن عدواني. وصف القرن الماضي بقرن العنف نتيجة
قصير عمر العشق كأعمار الطغاة، وجميل كصوت شلال، وعنيف كوحش، وخفيف كلص عابر، وماذا بعد؟ يستطيع كل منا أن يقول إن تجربته في العشق نادرة، لا تشبه تجارب الآخرين، فالإنسان لا يستنسخ تجارب غيره في العشق ولا يستفيد منها، كل عاشق يرى أنه خلاصة الحب
في كل رواياته تقريباً يقودنا الروائي اللبناني حسن داوود إلى أقبيةٍ من الانطواء على الذات ،والحوار معها بكل الطرق الممكنة، وبكل ما يسمح به السرد في هيئته الصحافية إن جاز التعبير. فبسبب الحرب الأهلية تدمر «بناية ماتيلدا» بالكامل ،وبسبب الحرب
لو لم يكن للهامش فضل سوى أنه جعلنا نقرأ قصائد الشعراء الصعاليك لكان ذلك مزية وحدها، فالتهميش يحيل إلى العنف كما يقول دارسو المجتمع، لكن التهميش ليس عنفاً مجانياً بالضرورة، فلبعض أشكال سلوك العنف مبرر وجودي فحين يفقد الإنسان رغبته في الوجود
تقول الأسطورة اليونانية الشهيرة إن والدة أخيل غمّسته في نبع الخلود حين ولد، فاكتسب المناعة ضد أي احتمال ما للخطر، لكن والدته كانت قد أمسكت به من كعبيه فيما هو منغمس في ذلك النبع، ولذلك صار كعباه نقطة الضعف الوحيدة في فضاء قوته الخرافي. هذه
{وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} «قرآن كريم». كثيراً ما نصادف في كتب التاريخ العربي أن يقوم الحاكم بمعاقبة أحد عماله بعد عزله، فيسجنه وينكل به ثم يطالبه بأداء الأموال التي اختلسها من بيت المال، ويحدث أن يستصفي منه
يقول الجاحظ في مطلع رسالته عن العداوة والحسد إنه «ربما يؤلف الكتاب فينسبه لغيره ممن تقدم كابن المقفع، ويحيى بن خالد، ومن أشبههم من مؤلفي الكتب». غريب أن يفضح المزوّر نفسه، في حين يبدو من الأكثر منطقية أن يستر مادام الله قد ستر. ثم ألا يجوز
«وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب» قرآن كريم تحكي أسطورة صينية أن سيدة فقدت ولدها الشاب فحزنت حزناً شديداً، وزارت حكيماً ليعيد لها ولدها الميت،فطلب منها أن تجلب عشبة معينة من بيت في القرية لم تدخله الأحزان قط، وفي أثناء جولتها بين البيوت
في طفولتنا، هناك أفكار معينة ونصوص محددة تنقضّ على عقولنا بشدة، وتسهم في بلورة المرآة الخاصة بكل منا على حدة. هناك النص الديني، والنص الشعري، وأحداث التاريخ ـ إذا وافقنا على اعتبارها نصوصاً فاعلة بشدة ـ وهناك النص الاجتماعي المتمثل بالحياة
الألم مصدر الإبداع.. تبدو هذه المقولة شائعة بين أهل الأدب حتى باتت علامة جودة المنتج كما يقال، فكلما تألمت أكثر، كانت كتابتك أكثر صدقاً وحرارة وألماً بالطبع، أو هكذا يقولون. لكن هذا التصور يتجاهل أن تناول الألم كتابياً لا يتم إلا خارجياً
لا يمكن الحديث عن شكل واحد للدولة في الوطن العربي، فبسبب الاختلافات الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية تتخذ الدولة أشكالاً مختلفة، وتبرز النخب الحاكمة في كل دولة بطريقة تتوافق مع مصالحها ومصالح الدولة، كما تراها. يرجع جزء مهم من الاختلافات
قبل أكثر من 100 عام ولد في مصر النادي الأهلي، ولولادته قصة طريفة ومدلول مهم، فهو ولد كتجمع لمحبي كرة القدم في القاهرة، لكن الهدف منه كان اللعب مع فريق المحتلين البريطانيين والتغلب عليهم، وهذا ما حدث فبعد أول مباراة بين الفريق الأهلي وفريق
هذا عنوان ديوان شعري جميل للشاعر المصري رفعت سلام، لكن تحليل الديوان ليس مدار كتابتي اليوم. العنوان جعلني استرسل في التفكير حول فكرة النهاية نفسها، نهاية الأرض أو نهاية الحياة أو نهاية الكون كله. في كتب السنة النبوية نجد أبواباً مخصصة
إذا حاولنا تفسير الإيروسية باعتبارها أشمل من الشهوة وحدها، فسنجد أنها باسم «الدافع» تتجلى في جزء كبير من تصرفاتنا اليومية، فكل ما نمارسه في نهاية المطاف ليس سوى رغبة تتجذر في النفس، ثم تأخذ شكلاً خاصاً بها حين تظهر في تصرفاتنا. لكنها تبقى
قديماً قال أبونا الجاحظ «المعاني مطروحات في الطريق، يعرفها البدوي والقروي والعجمي، وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ»، ولا أعرف لماذا أتخيل أن الكلام يدور حول الأحذية وليس حول المعاني، فالطريق هو المكان المتوقع للأحذية. لكن ماذا لو
حين يسألنا أحد عن مريض عزيز فقد يحدث أن نخبره بأنه «بعافية شوي»، مع أن الواقع أنه أبعد ما يكون عن العافية، يرجع هذا لاعتقادنا بأن اللغة تملك قوة سحرية، خصوصاً وأننا نستطيع أن نطوعها لتحقيق أهداف على أرض الواقع فعلياً. فبمجرد أنْ نصِفَ
«من جائزة نوبل أحب فلوسها» من لقاء للجواهري أفضل أن أقرا مقالاً يفكك نصاً أدبيا متميزاً، ويدلني على مكامن الجمال فيه وجوانب الضعف، بدلاً من أن أسمع بحصوله على جائزة أدبية ما. حصل معي هذا عندما قرأت مقالاً يتحدث عن عالم الروائي التركي،
«عندما يفكّر السجين بالنور فهل هو ذاته الذي يضيء» بابلو نيرودا في لقاء معه يقول الشاعر فرج بيرقدار إن خروجه من السجن جعله يرى العالم أكثر نقصاً وتشوهاً مما كان عليه قبل أن يُسجن، أما رؤوف مسعد فيقول في كتابه «بيضة النعامة» إن تجربة السجن
قبل أيام كنت أتحدثُ إلى أحد أصدقائي عن زيارة مفترضة للقاهرة، فقال لي: «المكان الأهم الذي أريد زيارته سيكون ضريح السيد البدوي في طنطا». صديقي هذا ليس رجلاً متديناً بأي شكل من الأشكال، لكنه مع ذلك لا يزور دمشق من دون أن يقف على ضريح ابن عربي
يسمّي الجاحظ كتاباً من كتبه «فضل السودان على البيضان» محاولاً إثبات قدراته الكتابية بمخالفة المفهوم السائد في وقته،ويسلك بذلك طرقاً متعددة مستشهداً بالمنطق والتاريخ والأديان، ليصل إلى نتيجة أصبحت من بديهيات عصرنا. ما يفعله الجاحظ يشبه من
حين يريد الإنسان التعـــبير بلغته فإنه لن يستطيع تجاوز ما تسمح به اللغة نفسها، فهو وإن كان يملك حرية الاختيار بين طرق التعبير فهو لن يفلت من رقابة المحتوى الثقافي للغة، ولن ينجح دائماً في كسر المحظورات والقفز فوق الممنوعات، ولذلك فغالباً
أهم ما قامت به قصيدة النثر في وقتها أنها كانت طريقة في الرفض الذي اجتاح العالم العربي مع صعود التيارات اليسارية، فبحكم طبيعتها الفنية الحرة، والقادرة على تمثل طرق التعبير المختلفة أصبحت أشبه بتعويذة «تقدمية» في وجه مختلف التيارات المحافظة،
يمكننا أخذ مرض أنفلونزا الطيور كمثال على سرعة التأثر والتأثير في هذا العصر، فهذا المرض بدأ في آسيا،ثم انتقل إلى أوروبا، وإلى أماكن أخرى من العالم. ومن زاوية مختلفة، يمكن لانقطاع النفط في نيجيريا أن يضر بالمشروعات في كندا، ويمكن لإضراب
«الماء أكثر الأشياء عدالة» شاعر مغمور بالماء بدايةً لا أعتقد أن الديمقراطية هدفٌ بحد ذاتها،هي ليست سوى شرط لبناء مؤسسة تحاول تحقيق الأهداف بأقل قدر ممكن من الخسائر،وبالتالي فهي نظام لتحقيق المنافع والتبادل وتقليص التفاوتات،بأقل قدر ممكن
يحضر الشاعر«المقنع الكندي» في الأدب العربي مقنعاً قبل أن يحضر شاعراً، وهو الذي كان يضع القناع ليخفي جماله الحاضر عن لصوصية الأعين.وهدف الإخفاء معاكس تماماً لهدف النسوة اللاتي يضعن أقنعة التجميل ليظهرن جمالهن الغائب. بهذا تبرز أمامنا
«الحرية هي الحقيقة، وهي الحجاب» (متصوّف) حين أراد الفرنسيون الحصول على الحرية، حصلوا على السلطة أولاً في ثورتهم الشهيرة. وفي أميركا ذهب العبيد ليشاركوا في الحرب الأهلية لينالوا حريتهم، وفي حالات أخرى يزدحم بها التاريخ سيكون الحصول
قبل أيام سمعت خبراً طريفاً عن فتوى بتحريم التنزه مع الكلاب والقطط في الأماكن العامة. ليس هذا جديداً، فالمزاج الديني لا يحبذ هذه الحيوانات خارج إطار «الضرورة».لن أعترض فأنا أيضاً لا أتعايش مع الحيوانات الأليفة حتى تحت قيود الضرورة. هذا
«نحن لم نحدث، لأن أحداً لا يتذكرنا»، هذه جملة من إحدى روايات هنري ميلر، كانت أول ما خطر ببالي حين عرفت بوفاة محمود درويش. قلت في نفسي سيحدث هذا الشاعر باستمرار، لن ينقطع حدوثه أبداً، ففي كل يوم سيتذكره عاشق أو ناقد أو مقاوم. لكن الفكرة
في دمشق القديمة أشياء كثيرة تشد الانتباه، لكني لا أملّ من مشاهدة الجدارية التي تطل على صحن الجامع الأموي. فرغم أنها لا تحتوي سوى تزيينات نباتية مختلفة لنهر بردى يخترق دمشق، إلا أنها بألوانها وبهجتها تكاد تسحر الناظرين. وهذا ليس
في فترة سابقة كان الحديث عن الاشتراكية، وقدراتها الخارقة، وجمال عيونها، ورشاقتها في حل المشاكل، وطلعتها البهية في ظلام الأزمات. وتماماً وبالطريقة السحريةنفسها، يتم الحديث اليوم عن «الديمقراطية»، وصوتها الرخيم، وخصرها الرشيق، وأناقتها في
ينطبق المثل الشهير «الماسك على الجمر» على العلاقة بين المثقف والسلطة بشكل كبير، فهذه العلاقة تراوح بين الالتباس والوضوح، حداً يجعلنا نرى الجمرة وقبضة اليد دون أن نعرف أيهما المثقف وأيهما السلطة. يتجسد هذا القول في تصورنا الخاص عن
هناك دائماً طُرُق متعددة لسرد الحدث التاريخي، يمكننا أن نتحدث عن معارك هانيبال في روما من وجهة نظر أهل قرطاجة، باعتبارها وسيلة للتخويف أكثر منها رغبة في القضاء على روما. ولذلك كان الدعم الموجه لجيشه قليلاً ما أدى لسقوط قرطاجة ذاتها في ما
بورخس الشاعر والروائي الأرجنتيني كان أميناً للمكتبة الوطنية في بلاده، وكان رجلاً كفيف البصر في الوقت ذاته، كان يسترخي مغمض العينين حين كان القارئ الخاص به يقرأ له نصاً يحبه، ومن يقرأ كتاباته سيلمح فوراً أنه صوفي تقريباً. يبدو المشهد
يرى البعض أن الأحلام إلهام رباني يأتي من عالم الغيب، ليقدم لنا إشارة ربما توجه حياتنا. ويرى سواهم أن الحلم ليس أكثر من شيطان يتسلل إلى داخلنا مبشراً بالعصيان الذي يحطم بعض السكينة الباقية لنا. نفسياً، هناك من يرى الحلم تجسيداً أقصى
قبل سنوات قرأت السيرة الفكرية والذاتية للروائي اليوناني نيكوس كازنتزاكي،بعنوان: «تقرير إلى غريكو»، وعلى الرغم من أن مترجمها كان الشاعر الراحل ممدوح عدوان، وهو مترجم جيد عادةً، إلا أني لم أستطع متابعة القراءة بالحماسة ذاتها التي بدأت بها،
يحكي الروائي الإيطالي امبرتو إيكو في روايته باودولينو عن مكان ما في هذا العالم، حيث تتحكم المرأة بكل ما يحدث، وتكون هي المسيطرة والآمرة الناهية،لكن المفارقة أن الرجال ليسوا من سكان هذا المكان، فهو حكر على المرأة فقط. خطر ببالي هذا الجزء
ليس العنف سلوكاً شاذاً في مقاييس الإنسان كما قد يدعي البعض، بل العنف سلوكٌ طبيعي ويمارسه الإنسان في كل حالاته، وبكل أشكاله المختلفة، وبمسوغاته التي يخترعها ليبرر عنفه، والإنسان في هذا الاعتبار «كائن عدواني». وصف القرن الماضي «بقرن العنف
بعد كل تفاعل كيميائي تنطلق طاقة ما، عناصر التفاعل«تحسّ» بحرارة تلك الطاقة، وتحولها بشكل ما إلى شيء جديد مختلف. يأخذنا النص الأدبي بما يحمله من طاقة وما يبطنه من رموز، إلى ناتج جديد، أو شراكة رمزية بين الكاتب والمتلقي. الشراكة الرمزية هنا
في المأثورات كان النبي يقول عن مكة:والله إنك لأحب مكان إلى قلبي،ولولا أن أهلك أخرجوني منك لما خرجت. ونجد بلالاً الحبشي يعاني من الحمى بعد الهجرة فيترنم بأبيات من الشعر مشتاقاً إلى مكة، رغم عذاباته فيها. فالغربة ترتبط بالبعد عن المكان
مرة وصف ناقد الأديب العراقي علي الوردي بأنه تاجر، فكان رده بأنه يفتخر بأن يقدم للناس ما يشتهون وما ينفعهم، كما يفعل ذلك صانع الأحذية أو بائع البطيخ. وهو في رده يلخص صراعاً قديماً جديداً بين مدرستين في الأدب، فمدرسة ترى أن الأدب الحقيقي
قد نستطيع قراءة تاريخ الحضارة باعتبارها عملاً جماعياً ضد الموت. الفراعنة حلموا بالخلود على صيغة حياة بعد الموت، فبنوا الأهرامات، لتجسد خلودهم في الحياة التالية، ومارسوا التحنيط ليحتفظ الجسد بشكله في تلك الحياة المنتظرة. وكهنتهم كتبوا
أحياناً أتخيل «الهوية» وحشاً واقفاً بباب كل منا، مشرّعاً أنيابه ليفترس «هويات الآخرين المختلفة»، وفي الوقت ذاته يقدم المفاتيح والأقفال اللازمة للتعامل مع هذا الباب الشخصي، ويحرس وجود الباب أيضاً، ذلك أن الهوية جهد مشترك بين الذات التي
كان أحد أعمامي يجلس في فـــناء داره عصراً ليشرب الشاي، ويستمع إلى غناء المطربة العراقية سليمة مراد أو زهور حسين. لم يكن يفضل عليهما صوتاً مهما كان حين علم أن سليمة مراد من أصول يهودية، لبث واجماً لدقائق قبل أن يقول: لكنها سليمة باشا، كما
قبل أن يتحدث الفلاسفة عن غريزة القطيع ،سلباً أو إيجاباً ،فإن الشاعر الجاهلي شعر بها ورسّخها قيمةً من قيم البقاء لديه فقال : وما أنا إلاّ من غَزِيَّةَ إنْ غَوَتْ/ غَوَيْتُ وإنْ تَرشُدْ غَزِيَّةُ أرشُدِ . لم يفكر الشاعر في الأمر كثيراً فهي
ليس هذا الأسبوع مناسباً للفرح، فما يحدث في غزة لا يقترب بأحدٍ من حدود الفرح أبداً . لكن رغم ذلك لا أعرف لماذا ألحّ عليّ موضوع «الطائرات الورقية» بشدة هذا الأسبوع، مع أنه أمرٌ فكرت به منذ أن حدثتني صديقة عن رحلتها إلى فرنسا لحضور مهرجان
ليس هذا الأسبوع مناسباً للفرح، فما يحدث في غزة لا يقترب بأحدٍ من حدود الفرح أبداً . لكن رغم ذلك لا أعرف لماذا ألحّ عليّ موضوع «الطائرات الورقية» بشدة هذا الأسبوع، مع أنه أمرٌ فكرت به منذ أن حدثتني صديقة عن رحلتها إلى فرنسا لحضور مهرجان خاص
ليس هذا الأسبوع مناسباً للفرح، فما يحدث في غزة لا يقترب بأحدٍ من حدود الفرح أبداً . لكن رغم ذلك لا أعرف لماذا ألحّ عليّ موضوع «الطائرات الورقية» بشدة هذا الأسبوع، مع أنه أمرٌ فكرت به منذ أن حدثتني صديقة عن رحلتها إلى فرنسا لحضور مهرجان
وأنا صغير كنت أقضي الصيف في حلب شمال سوريا، في ليلة الجمعة يأخذني جدي المتصوف لحضور جلسات الذكر التي تشتهر بها هذه المدينة. وبحكم سنه وقدمه في الطريقة كان يحصل على امتياز خاص، فيسمح له بالوجود في إحدى الحجرات الجانبية في المسجد القديم حيث
يتحدث الفيلسوف الفرنسي باشلار عن «كائن مخنث أو مزدوج يطوف في أحلامنا الليلية»، خيّل إلي للحظة أن هذا الكائن يتمدد بجانبي وأنا «أمارس تأملاً في أسطورة ليليت»، فليليت أو ليليان وجدت لتتمرد، فاسمها يعني الليل أو الحلم أو التأمل الحالم جداً