خالد الكمدة

شريط الاخبار:

خالد الكمدة

أرشيف الكاتب

  • المرض ليس عيباً 20 ديسمبر 2015
    قيل في ما توارثنا من الحكمة، إن «معظم النار من مستصغر الشرر»، وقد نرى ذلك في أيامنا هذه واضحاً جلياً في بيوتنا، وفي ما ينعكس من اضطراب مفهوم التربية بين الآباء والأمهات. شرارات قد تبدو صغيرة، تلمع في جولات طارئة من حياة الأبناء، يتعامل
  • لأجل رجال المستقبل 13 ديسمبر 2015
    «كان لدي أبناء خمسة، فقدت البكر في حادث دراجة أليم بينما كان في رحلة برية، ذبلت معه كل أحلامي التي علقتها عليه بعد أن أصيب أخوه الأصغر بمرض مزمن. في انتظار أن تنتعش أحلامي الذابلة كنت أغدق على الثالث بالعطاء والدلال، منحته حرية مطلقة ولم
  • مفاتيح لا تُشترى 06 ديسمبر 2015
    ربما كان شيوع عبارة «سأطلب الطلاق»، هذه الأيام، أشيع لدى فتياتنا مع عبارة «أريد تكوين أسرة»، لأن الاستسلام هو صفة العصر عندما يتعلق الأمر بالطرف الآخر. تقف المرأة عند حدود الصدمة إذا ما لم يعجبها شيء أو أكثر من تصرفات الشريك، وتعتبره
  • أين شمسنا؟!.. 29 نوفمبر 2015
    تعقيباً على ما لخّصه (أبوحمد) لابنه عن صفات الرجولة، علقت (أم سيف) «هذا هو حتماً ما نريد، زوجات وبنات وأمهات، هذا هو الرجل الذي نريده ركيزة لأسرتنا، تقوم في كنفه وبرعايته الحياة، ولكن أين هم هؤلاء الرجال؟».   موجودون يا (أم سيف)، في سماء
  • كيف أُصبح رجلاً...؟ 22 نوفمبر 2015
    كلمات تتزاحم في فم حمد، وهو يخرج مع والده من المسجد، يريد أن ينفرد به فيسأله.. «أبي أكاد أقاربك طولاً، سأصبح رجلاً بعد شهرين أو أقل»، وأرفقها بابتسامة شبابية خبيثة، أطفأها رد والده «لن تصبح رجلاً هكذا يا حمد، حتى ولو تجاوزتني طولاً، ولن
  • مازالت مورثات جمع كبير من الرجال في أيامنا تختزن تراكمات عقود مما تلاشى من الأفكار، واندثر من الحقائق، وانقرض من الأعراف، تطورت حياتنا بكل تفاصيلها، فما عاد طفل اليوم كطفل عقد مضى، ولا يشبه بحال من الأحوال طفل قرن مضى، وليس الرجل الرقمي
  • مررنا جميعنا على المقولة التي أُنتجِت في عصر التنوير قبل الحركات النسائية الأولى، وتوارثتها الأجيال وتناقلتها الثقافات «وراء كل رجل عظيم امرأة»، وأمام الأمثلة الناجحة والقصص المثبتة في هذا المجال، غابت عن الأذهان وتوارت خجلاً ربما أو
  • حتى يكتمل القمر 25 أكتوبر 2015
    تصفيق حار صاحب اعتلاء سارة المنصة لإلقاء كلمتها، حشود كبيرة يضمها هذا المؤتمر الدولي تفوق بمرات عدد من حضروا زفاف أختها الكبرى، والتي لم يصفق لها أحد. وقفت خلف الميكرفون تملؤها الثقة، شعرت وهي ترتب أوراق الكلمة بنشوة الشهرة، وتسلل إلى
  • فرسان الإرادة 18 أكتوبر 2015
    إذا ما استيقظنا في صباح مشرق ووجدنا أن جميع البشر أصبحوا على شاكلة واحدة، بالألوان والملامح نفسها، أشياء متشابهة كأشجار نخيل في واحة كثيفة، فمن سيكون فينا أكثر قدرة على العطاء؟ من سيكون منا النخلة الأغنى والأكرم، وسيمنح الظل والثمر، هل يا
  • سكينة مشوشة 11 أكتوبر 2015
    جميل هو التحليق بحرية كالعصافير، في سماء ترسم أجنحتنا أبعادها، بلا حدود وبغير إشارات مرور تطلب منا الانعطاف يمنة أو يسرة، أن نمتلك النسخة الوحيدة من مفاتيح حياتنا، لا يعكر صفو سيرنا بها قرارات آخرين أو وجهات نظر لا تتطابق معنا، أن نتفرد
  • الدور عليك 04 أكتوبر 2015
    كأم حنون.. تقضي أحياناً ليالي طويلة تفكر في بسمة غابت ليوم أو بضع ساعات عن وجه طفلها، تحيطه بجبال من الحب وغيوم من العطف، تملأ خزانته وأدراجه بما قد يضمن ألا تستأذن إشراقة بسمته ولو لدقائق.. كأب طيب لا يألو جهداً ولا يبخل بعطاء، يمنح بلا
  • فن الاختلاف 13 سبتمبر 2015
    في سعي لفهم الآخر، عرض على مجموعة أشخاص صور لأجزاء من جسم «فيل»، علق الأول على صورة خرطومه «يبدو هذا كثعبان»، ورأى الآخر صورة ساقه فقال «هذا شيء يشبه الأعمدة»، وشبه الثالث صورة الذيل بالحبل، ورأى رابع صورة لجسد ضخم فتخيله كحائط في غرفة..
  • اشتقنا لك يا سعيد، وإلى قصصك العذبة وحضورك اللطيف في مجلسنا، تستمع باهتمام لكل ما يقال، وتحرص على خدمة الحضور والتعلم منهم، وتُعرفنا في جمل بسيطة واضحة بهموم جيلك، باحثاً في خبرات من سبقوك عن المشورة.. اشتقنا لك بعد أيام قليلة ودعنا وإياك
  • مضى عامان ونيف، ولازالت أيام أحمد تمر برتابة، يكرر عند استعراض ذكرياته قبل أن يغمض عينيه كل ليلة بأن الغد سيحمل ترياقاً لقلبه، وفي الصباح يستيقظ وقد أشرقت الشمس بجرأة ملقية جام ضوئها على أحزانه تكشف له عمقها، وتذكره بأن أحلام الليل يمحوها
  • حكمة مُحَكِّم 05 يوليو 2015
    الشقاق ابن شرعي للكيل بمكيالين، ورؤية الأمور من الزاوية التي تعجبنا أو تناسب موقعنا لن تثمر أبداً نظرة شاملة أو صورة واضحة، ولن تجلب العدل؛ أضف إلى ذلك، فإن استغراقنا في تفاصيل اللحظة وتجاهلنا للآتي والقادم، لن يبقي نشوة الفرح على طاولتنا
  • قد تكون قصص انحراف أو تطرف الشباب الأكثر أدباً والأعلى خلقاً مفاجأة ليس لذويهم فحسب، بل لجلّ أفراد المجتمع، حتى يصبح البحث عن المبرر قضية مؤلمة بحجم إيلام ما آل إليه الشاب أو الفتاة، لا يحتاج الأمر إلى كثير تفكير، إذا ما سلطنا الضوء على
  • ساعة وساعة 21 يونيو 2015
    «بعد عام دراسي طويل وشاق ستأتي أخيراً الإجازة، متأخرة وقصيرة، ولكنها تصافح رمضان، لا بأس ببعض الأيام نقضيها في امتحاناتنا النهائية، سنستمتع بالراحة والنوم والأكل والزيارات، أسابيع نصبح فيها كالخفافيش، ننام فجراً ونستيقظ عصراً...»، غرّد
  • على قدم وساق، تستعد المحافل العامة ومراكز التسوق لاستقبال الشهر الفضيل، مازالت أيام وليالٍ تفصلنا عن موسم الزهد والطاعة، غير أن المنصات امتلأت بالعروض وطوابير المستهلكين طالت وتطول نهاراً بعد ليل وسبتاً بعد جمعة. لابد أن إدارات التسويق
  • لو انشغل الكثيرون بمعالجة نواقصهم وتصحيح عيوبهم، لما وجدوا وقتاً للنظر في مثالب الآخرين، لكننا دوماً نرى الأخطاء أوضح إذا ما كانت بعيدة عن ضفتنا، بعيدة عن بيوتنا وأبنائنا أو أنفسنا، ومرايانا غالباً عمياء، ليس فقط عن عيوبنا بل أيضاً عن
  • في زمن التقديس المفرط للحرية الشخصية، صار الحديث عن الاحتشام تدخلاً مرفوضاً في شؤون الآخرين، وصارت الخلاعة تمدناً يُحظر نقده، مجاراته حضارة ومخالفته رجعية. في موجة المبالغة في ربط الحرية الشخصية بالتطور، تضاءلت في حساباتنا حريات الآخرين،
  • محزن هو غروب نضارة الورود، مهما طال عمرها، فكيف إذا ذبلت في طور تفتحها؟! بحجم الفرح الذي يغمرك وأنت تنتظر أن ترى بتلتها الأولى، يغزوك شجن لا تقاومه وأنت ترى نهاية سريعة غير محسوبة لأيامها، وتبدداً لأحلامك وكثير غبطتك وأنت تراقبها منذ ولدت
  • في منزل أخته، وعلى أصوات النقاشات الحادة، جلس مروان ينظر إلى ساعته، بقي قليل على وقت المباراة، وهو رهن انتظار أن تهدأ الأجواء العاصفة، وأن ينجح والداه في حل خلافها مع زوجها. حدث شيء شبيه منذ شهر، واستمتع أصدقاؤه برحلة مسلية غيبه عنها
  • بطاقة حرية 10 مايو 2015
    ليس قفصاً ذهبياً كما يزعمون، بل بوابة نحو التحرر، نحو كسر كل القيود الفعلية والافتراضية في منزل العائلة، لا مسؤوليات ولا واجبات، فرح ومرح ولعب وتسلية، مدخل لمملكة تأمر فيها المكلة فتطاع، ولا تؤمر، مقدمة لكسر الحدود وإلغاء مفردة «عيب»، ليس
  • لم يقلق محمد كثيراً عندما عاد إلى المنزل ولم يجد زوجه، فقد تكرر ذلك مراراً منذ أن جمعهما سقف واحد، فهي إما تتسوق أو في مقهى فاخر مع صديقاتها أو في نادٍ أو صالة سينما، ومرات قليلة فقط كانت في المنزل عندما عاد هو منهكاً من عمله، شهور ستة فقط
  • حبات اللؤلؤ 26 أبريل 2015
    نتحدث بجدية وباهتمام عن أهمية العود الحسن للعادات والتقاليد، بعد أن جربنا كل ما هو حديث وكل ما هو متطور إلى درجة الغلو، وتعبنا في مجاراة ما هو دارج بل وفي التسابق والتنافس لتبني الأجمل والأفضل، حتى نسينا أو نُسينا الجوهر، وتحولت في حياتنا
  • مسابقة أفخم زفاف 19 أبريل 2015
    طويل جداً ذيل ثوبها الأبيض، كأنها ستستخدمه بعد حين غطاء سرير أو ستائر لغرفة الضيوف، وثقيل جداً وزنه، فما به من أحجار براقة ولآلئ يكفي لإضاءة المكان إذا ما أطفئت الأنوار، أشفق على هذه الصبية النحيلة من حمله والمشي به، لا ذنب لها في ذلك إلا
  • وقت مستقطع 12 أبريل 2015
    متعب هو التسابق الدائم مع عقارب الساعة، مقارنة المسافة التي تقطعها هي بما أنجزته أنت من مهام ومواعيد، منهك القفز بين الرسائل الإلكترونية والمطبوعة، والسباحة في الوثائق والقرارات، ومطاردة الأفكار الطائرة والمخاوف العابرة... في وقت ما، تشعر
  • إعادة شحن 05 أبريل 2015
    في سقف العالم، حيث جبال التبت تعانق السماء، لا يوجد الكثير من رفاهية الحضارة، ولا توجد اجتماعات ولا اتفاقيات ولا صفقات، ولا يوجد أيضاً وقت للنميمة، ولا مساحة للكره أو الحسد. وَصَلنا كثيراً كيف يقضي نُساك الجبال ساعات وأياماً في استخراج
  • حديثة هي مستشفياتنا وراقية، نظيفة ومرتبة، معاملاتها إلكترونية وإجراءاتها تحسن باستمرار، ولايزال جلنا يفكر خارج حدود الدولة إن أصابه ألم أو خشي مرضاً. في وقفة صريحة علينا أن نعترف بأن الطبيب هو أصل جودة العلاج، وأن غيابه أو تغيبه أو ضعف
  • دقائق خمس قضاها جمال، وهو يتأكد من ثنية غترته أمام المرآة، ستكون حتماً واضحة في الصور، ابتسم لنفسه ابتسامة خفيفة، هكذا سيقف إذا حالفه الحظ بصورة مع المسؤول، علق بطاقة «المتطوع» على ثوبه، تذكرة دخوله لمؤتمر يضم كبار الشخصيات، وانطلق بحماس..
  • بعد التقاعد 08 مارس 2015
    بدت تلك الليلة كأنها لن تنتهي أبداً، ظلامها أحلك وهواؤها أعكر، لكنها حكماً مضت، كما يمضي كل شيء قاسٍ، وكل شيء جميل.. «أصبحنا وأصبح الملك لله»، ردّد يوسف بعد الأذان، وكان قد حسم أمره بأنه بغض النظر عن الظروف والتحديات، سيظل صامداً كشجرة
  • شجون خريفية 01 مارس 2015
    الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، اقترب موعد منبه الفجر، ولم يغمض بعد ليوسف جفن، لايزال يحاول البحث في همه من زوايا مختلفة، ولايزال الواقع يضع عقباته أمام كل ثغرة قد يستقر من خلالها أمره، أو فسحة يتسع لها أمله. عندما كان يوسف شاباً كانت
  • لنكسر طوق وحدتهم 22 فبراير 2015
    إذا ما استطلعت آراء 100 شاب وشابة، عن أجمل ما في الزواج، وأهم مزاياه، فستحصل على الكثير من الأسباب، أغلبها مكرر، وبعضها مفاجئ، لكن سبباً واحداً لن يذكره أحد، وسيكون هو السبب الأول، وأحياناً الوحيد لهم جميعاً، إذا ما كرّرت استطلاعك للفئة
  • لا.. ليس خيانة 15 فبراير 2015
    هذا الصوت الرصين الهادئ، وهذه الأحاديث الشيقة الثرية وحضورك الوقور الكريم، يسعدنا يا أبا محمد، لكنه لا يخفي انكسار عينيك وتبدد لمعانهما. بين الكلمات وفي رنين الضحكات، تستلقي دندنة حزينة، تلتحف بمشاغلك وتطمر نفسها بأحاديثك الغنية، تختبئ في
  • يُحكى أن امرأة دمثة الطباع، عذبة الطبيعة، وضّحة الخِلقَة كانت تبحث عن السعادة، لا تقنع برضا زوجها ولا عطف أبيها، لا تفرح بسعة دارها ولا رغد عيشها، ويؤلمها فراغ في صدرها، تؤمن بأن سعادتها في ملئه. رزقت بصبيّ بهيّ، أشرقت له أساريرها، وانشرحت
  • بوشاحها الفاخر المزخرف، تجوب على غير هدى أروقة قصرها، تبحث بقلب مضطرب عن شيء لا يسميه عقلها، تضحك تارة فتشرق الشمس في كل الزوايا، وترتدي الجدران والسلالم السلام، وتندفع اللآلئ فجأة من جفنها الذي زاده التعب سحراً، كمزنة ركامية، فتبكي معها
  • الساعة الثامنة صباحاً، أنهت عائشة كل ما يمكنها القيام به في هذه الغرفة الصغيرة، أعادت ترتيب الملابس والوسائد، قرأت الصحف وتصفحت الشبكة.. وماذا بعد؟ لن تفكر في طعام الغداء، فهي ضيفة في هذا المنزل، لن تبخر المجلس، فلن تستقبل فيه ضيوفاً، لن
  • حقيبتان وبضعة أكياس، متاع عائشة إلى بيت أخيها، فما اقتطعت لها زوجته من غرف الأبناء لا يتسع للكثير.. حقيبتان خفيفتان، فهي لا تقوى على حمل كثير من الأوزان، فحملها من الهموم ثقيل، ومن الذكريات أثقل. «إذا ما اشتهت نفسك إنهاء الشراكة، سواء كانت
  • أمام باب غرفتك، وقفت يوم أمس لبرهة، وضعت يدي على المقبض، أعلم أنك لست بالداخل، فرحلتك بدأت يوم أمس إلى محطة ستستقر فيها، تنطلق منها وتعود إليها، وهذه الغرفة ستبقى وحيدة مع ذكرياتك، تحولت إلى محطة ترانزيت، تزورها أنت على عجالة، ومربع لجميل
  • عرس من أيام زمان 04 يناير 2015
    أو هكذا قالوا عنه، يولة وعيالة ورزفة.. مكسار وحنة.. لا ليس كذلك، لم يصف ما شاهدناه عرس أيام زمان، لم يحاكِ جود العرب ومرؤة فرسانهم.. وجوه غريبة ورقصات أغرب، وحركات ممجوجة لا تشبه ما نريد لحياة العروس والعريس أن تكون عليه، لا تماثل تطلعاتنا
  • في محفل عام مزدحم يغص بالعائلات والأطفال من الزائرين وأبناء البلد.. وأنا معهم، أقضي حوائج أسرتي.. يفاجئني مشهد يشوش تفكيري ويملأ ذهني بإشارات التعجب وعلامات الاستفهام؛ شبان ثلاثة، أو هكذا هو تصنيفهم البشري، يختالون بيننا، من دون هوية
  • عندما هاجمتنا وبغير مقدمات عادات دخيلة وثقافة مشوهة تلقينا الصدمة، وقبلنا الاعتراف بخسائر المباغتة، فلكل نجاح ضريبة، قبولها وتجاوزها هو السبيل الوحيدة لمواصلة النجاح، ولكن دون استساغتها وتقبلها. أن تصاب بفيروس يلقيك محموماً في الفراش
  • أتعبتنا يا بنت حواء لإرضائك، فهلّا تلمست الأرض تحت أقدامك، وهلّا فتحت لعقلك الذي تجاوز الطب والهندسة والفلك مجالاً ليقرأ الزواج كما هو، بغير ألوان وشرائط وأقراص عسل، كما هو بصيفه وشتائه، بضبابه وصحوته، بألوانه كلها، الصفراء والخضراء
  • «الشرع أحل أربعة.. يا أخي إذا كان لا يعجبها أن تبقى في بيتها معززة مكرّمة يمكنها أن تتمتع بغرفة صغيرة في بيت أمها الشعبي، مؤخر صداقها في الدرج الثالث، سيصلها كاملاً وفوقه هدية». مؤخر صداق (أم جابر) في درج زوجها الثالث، هكذا يختصر كثير من
  • إلى زاوية بعيدة في المجلس يسير على وهن، كأنه يريد أن يختبئ بين الرفاق. يحرص على ألا يغيب في أي مساء ولكن حضوره أشبه بغيابه، تكلله الهموم كباقة من خزامى وفي أجوبته المختصرة حكايات كثيرة لا تروى. يأبى سالم ومن دون تفكير دعوة أصدقائه إلى رحلة
  • عروس عند الطلب 16 نوفمبر 2014
    «انظر إلى هذه الطفلة يا راشد، ألا تعجبك؟ أليست كعرائس الرسوم المتحركة..؟»، ينظر الطفل ذو الأعوام الثلاثة إلى قطعة اللحم الملفوفة بشراشف وردية عليها أزهار وصور قطط ملوّنة.. يومئ برأسه.. «ستكون لك ولن يحظى بها أحد غيرك..». تتابع أم راشد
  • هاتان العينان المكحلتان بالإثمد، وهذا الثوب المطرز بألوان قوس قزح، كلها لم تتغير ولن تتغير عندما تقلب الصفحة. تبقى البطلة بجمالها وأنوثتها ورقتها، حتى إن قفز الفارس مع خيله من قصة حياتها، تبقى النخلة شامخة وإن تحركت القافلة، ويبقى ثمرها
  • أسر طوعي 02 نوفمبر 2014
    «السعادة لا ترحل مع أحد، أخبروا الراحلين بذلك»، نلتقي بالآخرين بغير إرادة منا، نولد بغير إرادة، وفي وقت مبكر يبدأ حفل التعارف، هذا هو خالك، وتلك عمتك، وهذه ابنتها الجميلة. ذاك هو جارنا الذي لا يمكن لك أن تغضبه، بيته هو الأكبر في الحي، ولدى
  • «أشعر بالضيق، لكن لا وقت عندي للمجلس، عليَّ أن أذهب إلى المكتب»، «لا أستطيع البقاء طويلاً في المنزل مع الأطفال، يجب أن أنهي بعض الاجتماعات»، «لن أتمكن من زيارة منزل العائلة يوم الجمعة، عليَّ أن أراجع الحسابات»، ليس لديه وقت لأي أحد، ولا
  • يقولون إن الحب قصة، حكاها الجد لأحفاده قبل أن يناموا، لكن النوم غلبهم قبل أن تكتمل، وفي اليوم التالي توفي الجد، ولم تكتمل القصة، وهكذا بقيت أجمل القصص في حياتنا التي لم تكتمل، ليس زهداً في النهايات السعيدة، بل لأن تخيل جمال النهايات أحلى
  • منذ بداية تعيينه، وبعد مرور سنوات خمس أو عشر، لا يشغل بال الموظف شيء أكثر من مواعيد ترقيته، نسبة ضئيلة هي للأسف من تعمل لتحصل مؤسستها على ترقية، وأقل منها من تعمل بجد وإخلاص وأمانة، لا لشيء إلا ليحصل المجتمع على ترقية. من الواضح أن كسر «
  • ما بين الفرح، والبهجة.. أو الراحة، والرضا، والأمان، تتنقل مفردة «السعادة» بغير استقرار، لا تجد لها بيتاً ولا حجرة، ولا تعزم أمرها فتختار مع أيٍّ من أصدقائها تقيم. كمليحة مُلهَمَة، بتنا نراها كل يوم مع رفيق، تلتف بعبق رحيقه أو تمنحه من
  • «لا تقلقي يا أم سلطان، ستعيد الدولة الطفل وتضبط الجناة، ألا ترين الشرطة تملأ حيّنا؟!». هكذا طمأن أبوسلطان زوجه المنفعلة بعد أن ضاع صبي في الحي يكبر ابنها بعامين. ضاع.. خُطف.. أو قد يكون هرب بإرادته مع أقرانه في مغامرة صبيانية غير محسوبة
  • فلنتفكر 20 يوليو 2014
    كنا نضع الدرهم فوق الدرهم والخمسة فوق العشرة، حتى نجمع ما نريد لاقتناء مادة ضرورية، نصبر ونعمل بهمة حتى نحصل عليها، وإن أنفقنا لأجلها ما جمعناه بعناء صارت عندنا غالية وحافظنا عليها من العطب والهدر. واليوم نذهب في رحلات سياحية، نأكل في
  • الساعة الرابعة فجراً، جسد أحمد يغلي، وأنينه يجرح هدوء الغرفة الباردة، أرق من أن يشبه صوت المنبه، وأضعف من أن يوقظ خادمته التي استسلمت لنوم عميق، بعد أن أنهت قائمة مهامها اليومية. في زاوية صغيرة من غرفة ملئت بأفخر المفروشات واللعب، يجرب هذا
  • تعلمنا الكثير منه، ومازالت طروحاته تفاجئنا، بأبعادها وآفاقها، وغنى أهدافها. مع كل فكرة يطلقها للعلن، يحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على أن يطلق منهجاً جديداً، دروساً وعِبراً، مفاهيم وقوانين مغلفة بمبادرة مرهفة، تؤسس لأمة صلبة
  • راقب وجباتك كما تشاء، أو اختر لنفسك ما تشتهيه، ليس هذا هو مقياسك الأوحد لحياة صحية، وجسد مرتاح، وروح مطمئنة. باشتياق يستقبل جلنا الشهر الفضيل، مشروعات كثيرة وأيام مزدحمة، نهار خامل وليل يغصّ بما لا يُجدي في كثير الأحيان، نأخذ من نفحات
  • بأي ذنب تركت 22 يونيو 2014
    في غرف العيادات والمشافي وجوه باهتة تبحث عن أمل الأبوة، لدى كل منها حلم بأنامل صغيرة تتمسك بإصبعه، ورأس صغيرة تستند إلى صدره.. وعلى قارعة الطفولة، براءة تفتش عن أصابع تتمسك بها، ورؤوس أثقلها انتظار الحنان. في زاوية صغيرة من بيتهم الكبير
  • أن تكون حياً فقط، فتلك نعمة لا تقدر بثمن، الروح غالية، لن يبوح بها أحد طوعاً دون أسباب، قد لا تكون مقنعة أو كافية لغيره، لكنها بلا شك قادرة على دفعه لاتخاذ قرار كبير وأخير، وإذا ما مضى أحدهم دون رجعة فقد لا يجدي كثيراً بحثنا في أسبابه التي
  • «لا بأس بذكر اسمه، نريد أن يكون ابننا بموته سبباً لإنقاذ شباب آخرين»، قال الأب بصوت مرتجف وجفنين أحمرين، وأحرقت ملوحة الدمع عيني الأم الثكلى. أن تفقد شاباً في الخامسة عشرة فهذا تحول أكيد في حياة أية أسرة، لكن أن يمضي الشاب منتحراً فهو شأن
  • تبحر في قارب شراعي قديم، تسد ثغراته بيد وخرق بالية، وتمد يدها الأخرى في الماء، تدور بها دوامات وتتقاذفها أمواج، لا ربان لقاربها المتهالك ولا بوصلة، ومهجتها تغرق في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج.. عارية من كل عون، يفترسها الخوف، وحيدة إلا
  • زارني صديق انقطعت عني أخباره منذ مدة، أثقلته الحياة بهمومها وأرهقه تغير المفاهيم السلوكية واختلال المعايير التي كانت أركاناً راسخة لثبات البناء الأسري. لا يعرف كيف ومتى انقلب طفله المدلل، شاباً متمرداً مشاكساً يهوى المخالفة ويتقن العناد،
  • فجأة ومن دون سابق إنذار، قرر والد مهرة أنها ستحرم من هاتفها النقال إلى أجل غير مسمى. بلا مقدمات وبغير تنبيهات سابقة، بات إحراز 93% نتيجة غير مقبولة، تستوجب عقوبة غير محددة الأمد، هكذا ولسبب لا تعرفه تحول الوالد الطيب إلى مدير صارم يطلب
  • كن لي سكناً 11 مايو 2014
    عندما كنا صغاراً كانت جدتي تقول «يا ولدي وجع العقل أصعب من وجع الجسم»، ولم ندرك ببراءة الأطفال كيف يمكن لأشياء غير محسوسة أن تؤلم، وبشكل يفوق خدوش أطرافنا التي لا يدع لها اللعب مجالاً لتندمل. عندما غزتنا الهموم واستباح القلق عقولنا وبات
  • كلما رأيتَ أجزاءً أكبر من الصورة، عرفتَ أن حل العقد وفك الألغاز لا يحتاج إلى عبقرية. إذا ما لامست جراحاً نازفة، أدركتَ أن العقاقير المفقودة ليست هي العلاج. حياتنا أبسط بكثير إن تنبهنا إلى سرها، لم نوجد على الأرض لنجزع ونيأس ولا لنراكم
  • الحق حق 27 أبريل 2014
    لم أتحدث عن الحياة في المريخ، ولا عن مشروع لاستخراج الحبر من الحليب، لأجد هذا الكم المهم من الآذان المصغية والرؤوس التي تنحني بالموافقة. أسعدني ذلك وأدهشني، فلست أول من قال: يا جماعة للرجل حقوق، ولست حاملاً لواءً للدفاع عن الذكورة، فكل رجل
  • «يا أخي حقوق المرأة والطفل على العين والرأس ولكننا أيضاً بشر، خلقنا من نفس الطين الذي خلقوا منه، وتعمل أجسادنا بنفس الطريقة مع اختلاف نقاط القوة والضعف، أليس هنالك من يلتفت إلى حقوقنا؟!». قالها بوعلي ممازحاً.. وأتبعها بتنهيدة. نبحث دائماً
  • يحترقنَ وحيدات 13 أبريل 2014
    أين تختبئ؟ زوايا بيتها تحاصرها ولا مهرب من بحر الهموم الذي تغرق فيه، حبلى بأعبائها، تنتقل معها أينما ذهبت وحلّت، بمن تحتمي ومن تطلب منه الأمان أثقلها بأوجاعه وترك لها مسؤولياته..؟ إلى متى تُترك هذه القلوب المحترقة؟ ومتى سندرك أنها إن ذابت
  • المودّة الممتدّة 06 أبريل 2014
    ليست للطيور أعشاش كبيرة، ولكنها دائماً تطير في أسراب.. لا تقبض العصفورة على جناح صغيرها بعد أن يتعلم الطيران، تتركه ليحلق وحيداً، تعلم أن له آفاقه، وبانتظاره أغصان جديدة وعش جديد، وأنه مهما علت سماؤه واشتد جناحاه فلن يترك السرب. ربحنا مع
  • ابحث عن كنزك 30 مارس 2014
    شعرت به دوماً ولامسته يداي على مدار عقود، ولكني ما أدركت قبلاً أنه كنزي الأنفس والأغلى، منحني مفاتيح الراحة والسعادة، فتح لي أبواب النجاح، وضع الدنيا بين يدي، صرت به ملكاً متوجاً ولم أعد أحلم بمارد المصباح. كنزي الذي مُنحته دون كبير عناء،
  • ضحايا سهلة 23 مارس 2014
    قد يغيب عن بال كثير منا إذا ما كانت حماية الفئات الأكثر ضعفاً على طاولة النقاش، فئة تعد الأضعف إذا ما قورنت بغيرها، فئة سلب أفرادها الإرادة والقدرة على المحاكمة العقلية، وانقطعت في كثير من الحالات قنوات تواصلهم النفسي مع المحيط، واختفت
  • في يوم المرأة العالمي، وهنا حيث توجد أسعد نساء العالم، توجد أخريات لسن كذلك، ولأن أجمل الصور هي التي تكتمل تفاصيلها، نبحث في واقعهن، وتشغلنا همومهن، فنحن قبل كل شيء مجتمع لا يرضى لنسائه إلا بالرفق. أن تزف له عروس، وتسلم له أمانة، فمعنى ذلك
  • «هذا شوعي.. السنبوك أكبر، هكذا قال جدي...»، بدا أحمد واثقاً بمعلوماته وبمصدرها، هو يعلم ببراءة الطفل أن جده أعطاه حصيلة خبرته وتجاربه، وأن ما حفظه عنه ليس موضع شك. ماذا قال لك جدك أيضاً يا أحمد؟ وكم أنت محظوظ لأنك قادر على سرد حكايات ستين
  • «عندما سأكبر، أريد...»، كل فتى يريد أن يكبر، ويطمح إلى الكثير عندما يكبر، نبذل السنوات بسعادة لنتعلم كيف نتحدث كما يفعل آباؤنا ونعمل كما يعملون، في كل يوم تجربة وفي كل حكاية خبرة وعبرة، هكذا نجمع ثروتنا الفكرية والمعرفية، غير مدركين أنه
  • بدأنا اليوم في هيئة تنمية المجتمع رسمياً الترويج لقنواتنا المباشرة المخصصة للإبلاغ عن أي إساءة بحق طفل، حقيقية كانت أو متوقعة. أطلقنا لهذا منذ منتصف العام الماضي خطاً ساخناً وافتتحنا أخيراً مركزاً لحماية الأطفال ليضمن سرعة أكبر في
  • على إشارة المرور، وفي انتظار الضوء الأخضر، يطالعونني من نوافذ الحافلة المدرسية، منهم من يغلبه الخجل ويشيح بوجهه، ومنهم من هو مفعم بالنشاط يلوح لي بإشارة التحية، رجال هذا الوطن سيكونون هم بعد 10 أعوام، لكن كيف ستمر هذه السنوات العشر؟ وكيف
  • في لقاء مع إحدى الطالبات المشاركات في برامج التوعية بحقوق الطفل التي تنظمها هيئة تنمية المجتمع، تحدثت لي «روضة» بعفوية طفولية عن زيارتها لجمعية الإمارات لمتلازمة داون، وكيف أن هذه الزيارة أسهمت في إحداث تغيير كبير في نظرتها إلى الأشخاص من
  • نقرأ تقاريرهم، وتفاجئنا مضامينها، ورغم استنكارنا لطريقة الطرح والمحتوى الذي يفتقر للمصداقية، نلتفت عنها ونتابع، فما نحن بصدده أكبر من إثبات احترامنا للإنسان وحقوقه في التقارير، غايتنا هي الإنسان، ومواصلة حمايتنا لحقوقه هي ردنا الأمثل، هكذا
  • سلطت مبادرة «مجتمعي مكان للجميع»، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، الضوء على الأدوار الفردية والمجتمعية في توفير حق الحماية والمساواة لذوي الإعاقة، وهو ما يواجه في مرحلته الأولى تحديين