5 دقائق

عرس من أيام زمان

خالد الكمدة

أو هكذا قالوا عنه، يولة وعيالة ورزفة.. مكسار وحنة.. لا ليس كذلك، لم يصف ما شاهدناه عرس أيام زمان، لم يحاكِ جود العرب ومرؤة فرسانهم.. وجوه غريبة ورقصات أغرب، وحركات ممجوجة لا تشبه ما نريد لحياة العروس والعريس أن تكون عليه، لا تماثل تطلعاتنا إلى ما نريد لهم من ذراريّ، لا تعبر لمشاهدها سواءً كان طفلاً مع أبويه أو شاباً مع رفقته أو سائحاً مع مجموعته، عن المجتمع الذي نريد ونطمح إليه.

«لماذا يزج بثقافتنا وتراثنا في نشاط فني مشوّه المبتدأ ومنكر العواقب؟ ولماذا تتداوله المهرجانات والفعاليات الرسمية دون تدقيق المحتوى؟».

الفرح ليس رديفاً للانفلات، والمرح ليس انحلالاً من ضوابط السلوك، والابتهاج لا يبرر تبني الهابط من الفنون واعتبارها معبراً عن تراثنا وثقافتنا، وممثلاً للكيفية التي نفرح بها، أمام الأطفال لتنسف في ساعة ما عملنا على غرسه سنوات، وأمام السواح والزوّار لتمحو ما عملنا على نشره وترسيخه عقوداً عن الثقافة الإماراتية وأصالتها وصوابها.

أعراس أيام زمان كانت تقول «جاز المبارك بينهم، لا فرق الله بينهم» لم تعرف «الربشة»، ولم يغنَّ فيها «سرى الليل وحليله» و«على الوردي يو عيني».. في أعراس زمان كان الرجل يرقص بسلاحه وليس بأجزاء جسده، حتى وهو يترجم فرحته، لا يترك رمز مروءته.

لماذا يزج بثقافتنا وتراثنا في نشاط فني مشوّه المبتدأ ومنكر العواقب؟ ولماذا تتداوله المهرجانات والفعاليات الرسمية دون تدقيق المحتوى ومراقبة ما يظهر جلياً من الرسائل؟ بغير مسؤولية يُربط بعض المجون بتقاليد أعراس أيام زمان، وبغير وعي يتاح لهذه «التقاليع» أن تقدم نفسها تقليداً وتراثاً.

ليست حاجتنا إلى ضبط ما ينحرف من السلوك بأقل من حاجتنا إلى مراقبة الترويج غير المقصود له، إذا كان الهزل والعبث جزءاً لا يتجزأ من تقاليد المرح لدى البعض، فلنا بطبيعة الحال الحق المطلق في فصل ذلك عن موروثنا وتقاليدنا، وإذا استساغ البعض شيئاً من المجون في احتفالاته، فلنا أن نستنكر الابتذال في المحافل العامة والترويج لها كفعل مقبول ومحبب.

KhaledAlKamda@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر