5 دقائق

ابحث عن كنزك

خالد الكمدة

شعرت به دوماً ولامسته يداي على مدار عقود، ولكني ما أدركت قبلاً أنه كنزي الأنفس والأغلى، منحني مفاتيح الراحة والسعادة، فتح لي أبواب النجاح، وضع الدنيا بين يدي، صرت به ملكاً متوجاً ولم أعد أحلم بمارد المصباح. كنزي الذي مُنحته دون كبير عناء، وأعطاني سلاماً لم أشعر بعظيم حلاوته إلا بمرور الأيام، وتميزاً أحسسته وأحببته دون أن أسميه، واليوم أضاء بريق جواهره في ذهني زوايا الأسماء، فعلمت أني أمسك بكنز وحمدت وشكرت ليس فقط لأن لدي كنزاً بل لأني علمت.

في صدر بيتي تتربع ملكة، ويمر بها في كل يوم أمير، يقبل يدها ويتمتم على استحياء «هل أنت راضية عني يا أمي؟»، تباركه قبل أن يطير، تحمله على الغيوم طائرته ودعواتها، ويعود إلى عشه بعد كل رحلة حاملاً شيئاً من القصص، وكثيراً جداً من الحب، يكفي لحل جميع العقد، إذا ما رزقنا بأسرة ودودة ومحبة فقد وهبنا المناعة لمحاربة اليأس والقوة لبناء الحياة.

«في صدر بيتي تتربع ملكة، ويمر بها في كل يوم أمير، يقبّل يدها ويتمتم على استحياء «هل أنتِ راضية عني يا أمي؟».

في بيت كل منا كنز، هذا ما لا يعلمه كثيرون، ويسرفون في إهدار جواهرهم، يتركونها وينشدون السعادة والنجاح في آفاق لا ترأف بأرواحهم وميادين لا يُصفق لهم فيها بغير ثمن.

لم يقم مجتمع على مر العصور على غير بناء متماسك من الأسر السعيد والمستقرة، وقد أكدت تجارب الحضارات البشرية دور الحصانة التي تمنحها الأسرة المحبة في تحقيق الطمأنينة وردف التطور التربوي والاجتماعي بل والاقتصادي أيضاً. وإذا ما تعلم كل منا كيف يرى أفراد أسرته، كيف يستمد قوته وعزيمته منهم، وكيف يدفن في أحضانهم حزنه وإخفاقه لينهض أسعد وأنجح، رأبوا صدوعهم بمحبة وعززوا بنيانهم برفق، إذا ما رأى كل منا في أسرته كنزه، فنحن بلا شك في الاتجاه الصحيح نحو مجتمع محب متماسك.

هذه عروسك اليوم يا ابني، اختارتها لك أمك كما أردت، دخلت فاطمة قلوبنا وذابت فيها كقطعة سكر، جوهرة جديدة من جواهر أسرتي والبنت التي أحب، عاملها كأميرة لتثبت أنك قد تربيت على يدي ملكة، ابحث عن كنزك.. أو اصنعه، امنح الحب غرساً لتزهر حياتك، وليبنى مجتمعك، اصنع نجاحك في أسرتك ليلمع نجمك، فخيركم خيركم لأهله.

twitter@KhaledAlKamda

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر