5 دقائق

نريدهن جميعاً سعيدات

خالد الكمدة

في يوم المرأة العالمي، وهنا حيث توجد أسعد نساء العالم، توجد أخريات لسن كذلك، ولأن أجمل الصور هي التي تكتمل تفاصيلها، نبحث في واقعهن، وتشغلنا همومهن، فنحن قبل كل شيء مجتمع لا يرضى لنسائه إلا بالرفق.

أن تزف له عروس، وتسلم له أمانة، فمعنى ذلك أن تصبح حمايتها وإسعادها مسؤوليته، لا أن يثقلها بأعباء وحمول كانت في غنى عنها، ويتركها وحيدة في منتصف الطريق تقارع ما خبرت وما لم تخبر، وهي لا تدري أين تقف وإلى أين تتجه.

«إذا كان ارتفاع نسب الطلاق داعياً للقلق، فتزايد المهجورات من الزوجات أكثر خطورة وأدعى للقلق».

ليس لدى الجهات الحكومية إحصاءات دقيقة بالمهجورات من النساء، وكيف يحصى ذلك والهجر فعل جارح يتركها وعديد الأسئلة دون إجابات، تبات حالمة بأن يمحي الصباح أوجاعها، وتغدو وسط بحر هائج من الحيرة تتلاطمها أمواجه فتقذفها مرة إلى اليابسة فتأمل ببيت سعيد على الشاطئ، وتسحبها مرة إلى حيث يتقن صغار السمك السباحة أكثر منها، ليست هناك أعداد دقيقة ولا إحصاءات، ولكننا نعلم أن أعداد من يتركهن الهجران ذابلات من زهورنا في تزايد.

لا تحتاج المرأة المهجورة إلى الدعم المالي فقط، الذي يجب أن يكون بديهياً، بل تحتاج إلى من يضع نفسه في موضعها، من يعينها لا من يطلب منها أن تثبت أنها بحاجة إلى العون، من يحمل معها وعنها لا من يحملها أعباء إضافية، وقبل ذلك كله فهي بحاجة إلى يد حانية تدرك ألمها وتضع لها العلاج الأمثل اجتماعياً ونفسياً.

نساؤنا لآلئ مكنونة، وإذا ما رغب عنها زوجها وأهمل رعايتها، فلخلل في الوعي أو تهاون في حمل المسؤولية، وصارت حمايتها مسؤولية المجتمع، وإذا كان ارتفاع نسب الطلاق داعياً للقلق فتزايد المهجورات من الزوجات أكثر خطورة وأدعى للقلق، لأنه يضع المرأة وأطفالها أمام تحديات مماثلة لتحديات المطلقة. نحن مسؤولون عن وضع حد لتزايد حالات الهجران ووأد الخلافات وإصلاح ذات البين قبل انقطاع آخر خيوط الود بين الزوجين، وقبل أن يُكسر قلب المرأة بالهجر، ومسؤولون عن التخفيف عنها والأخذ بيدها، ليس فقط عبر تشريعات وإجراءات تنصف ضعفها، بل أيضاً في رفع معاناتها اليومية وإبراء جراحها النفسية والاجتماعية.

twitter@KhaledAlKamda

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

 

 

تويتر