5 دقائق

فلنعمل على ألّا نكون عاجزين

خالد الكمدة

«عندما سأكبر، أريد...»، كل فتى يريد أن يكبر، ويطمح إلى الكثير عندما يكبر، نبذل السنوات بسعادة لنتعلم كيف نتحدث كما يفعل آباؤنا ونعمل كما يعملون، في كل يوم تجربة وفي كل حكاية خبرة وعبرة، هكذا نجمع ثروتنا الفكرية والمعرفية، غير مدركين أنه كلما ازدادت ثرواتنا كتب الزمن ذلك بخط صغير على وجوهنا، هذه هي قصة كبار السن، هكذا هم، كبار في كل شيء.

مخازن الخبرة العملية والحياتية، يعيشون بيننا ولا يلقي الكثير منا بالاً لهم، نقضي ساعات في البحث عن حلولٍ لمشكلاتنا، وفي غرفة مجاورة يعيش من لديه الرأي والتجربة، غفلنا عنهم وهم معين العطاء.

«كبار السن ثروة وطنية لا يمكن تهميشها أو التغافل عنها، وليس مطلوباً هنا فحسب أن تنعم هذه الفئة بالرعاية والاهتمام بل أن تستثمر خبراتها التي اكتملت ونضجت».

عندما نتحدث عن كبار السن فنحن نتحدث عن من كان في مقتبل العمر وقمة العطاء إبان الاتحاد، وعاصروا فترة ذهبية من حياة الدولة، وعملوا بجد واجتهاد لنصل اليوم إلى ما نحن عليه، سابقوا الزمن وسبقوه، ووضعوا بين أيدينا دولة حديثة متقدمة.

كبار السن ثروة وطنية لا يمكن تهميشها أو التغافل عنها، وليس مطلوباً هنا فحسب أن تنعم هذه الفئة بالرعاية والاهتمام، بل أن تستثمر خبراتها التي اكتملت ونضجت، وتجاربها المتراكمة عبر السنين، حتى يتمكن شبابنا من أن يكملوا من حيث انتهى الآباء، وأن ينهلوا من عصارة سنين من العمل والعطاء.

تحدثنا وعملنا ولانزال نعمل لضمان حقوق هذه الفئة صحية كانت أو اجتماعية أو حياتية، واليوم بحاجة لأن نفعل حقهم في مواصلة العطاء، وحق الوطن في الاستفادة من خبراتهم، علينا أن نعمل على دمجهم في نمط حياتنا اليومي، بدءاً من الأطفال الذين هم بحاجة لأن ينعموا بطمأنينة كبار السن، وينهلوا من موروثهم الثقافي، وصولاً إلى أرباب الأسر وأصحاب القرار، الذين هم بحاجة مستمرة إلى الرأي الحكيم والمشورة الصائبة.

نحن مدعوون إلى إدراج كبار السن في برامجنا وإدراج أنفسنا في حياتهم اليومية، نحتاج إلى قضاء وقت أكبر معهم في المنزل أو في مجالس الأحياء، متيقنين بأن قضاء ساعة في الاستفادة من حكمة كبار السن أكثر نفعاً من التعلم لسنوات. نحتاج إلى أن ننزع عنا الربط غير المنصف للعجز بكبر السن، لأن العجز، هو العجز عن العطاء، وهو أيضاً العجز عن التلقي، فلنعمل على ألّا نكون عاجزين.

مدير عام هيئة تنمية المجتمع

@KhaledAlKamda

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر