أعجبته ساعة على أحد المواقع بسعر مُغرٍ فبادر بطلبها، وعبر تطبيق «واتس أب»، تم إرسال رابط له لدفع قيمتها، فأدخل بيانات بطاقته، وبعد دقائق تم سحب 5000 درهم دفعة واحدة. قصة اختراق قصيرة وسريعة ومتكررة، يتعرض لها كثير من عملاء البنوك، ولا
الحصول على وظيفة في دولة الإمارات حلم للكثير من الشباب العربي، وهي الوجهة المفضّلة الأولى عربياً للعمل والعيش، لكن خلف هذا العنوان الكبير مواصفات دقيقة يعلمها جيداً من هم على رأس عملهم هنا في أي من إمارات الدولة، ومن المهم لمن يحلم بوظيفة
تتيح البنوك في الإمارات فتح حساب مصرفي إلكتروني مجاني في أقل من 3 دقائق عبر التطبيق الذكي طالما استوفى العميل المستندات المطلوبة، وتقدم أنواعاً عدة ما بين جارٍ وتوفير واستثماري، ومنها ما هو مخصص للموظفين لتحويل الراتب أو للطلبة والأطفال
في أوقات الحروب تتحدث الآلة العسكرية ويعلو صوتها فوق صوت العقل والضمير الإنساني والنزعة الفطرية للعيش في سلام، وينسى المتحاربون أوقاتاً صعبة مماثلة عاشتها الشعوب على مر التاريخ، وأجبرت الفرقاء على الجلوس والتفاوض وسن القوانين والمواثيق
في صيف عام 2010، تبنّت «الإمارات اليوم» حملة صحافية موسعة عن رسوم خدمات البنوك على مستوى الدولة، ورصدت مستوياتها بشكل مفصل، وسألت في وسط الحملة أحد مسؤولي المصرف المركزي عن وجود أي نية للتدخل لوضع سقف للرسوم، فأجاب حينها: «سوق الإمارات
في عام 2018، أطلقت شركة أبوظبي الوطنية للبترول (أدنوك)، للمرة الأولى، برنامج القيمة المحلية المضافة، لم تكن الفكرة معروفة لعامة الناس وقتها، وكانت المبادرة جديدة كلياً، خصوصاً في اقتصاد رأسمالي يعتمد آليات السوق، ويقوم على العرض والطلب،
تبدأ الحكاية من طفلة صغيرة تحمل باقة ورد ضمن مراسم استقبال بروتوكول معمول به في معظم دول العالم، ويتكرر دائماً دون أن نقف عنده كثيراً، إلا هنا في الإمارات، حيث التفاصيل الصغيرة تصنع قادة مستقبل وتبني - في موقف لا يتجاوز دقيقة - ثقة عظيمة
تعمل بأحد المستشفيات الشهيرة في دبي، بملامح آسيوية في نهاية العقد الرابع من عمرها، بشوشة الوجه رغم خطوط الزمن التي تزحف بلا استئذان على جبهتها، تلفت انتباه الجميع بحسن تعاملها، وتمكنها من مهنتها في قسم الأشعة المتخصصة. تحرص على أدق
تقول إحدى السيدات التي جاءت زيارة لمدة شهرين إلى الإمارات، استقرت خلالهما في أبوظبي، ثم تجولت في بقية المدن، إن «كل منطقة عبارة عن لوحة فنية متكاملة الترتيب والنظام والنظافة والحداثة، وإن كل مدينة بها ما يميزها من إطلالات وأجواء ومساحات
يقول مصرفي كبير في أحد البنوك الوطنية إن بعض الشباب ينظر إلى السيارة على أنها شكل من أشكال الوجاهة الاجتماعية، ومن المهم أن تكون لائقة، بمعنى «ماركة محترمة يحترمها العالم على الطريق، وتكون لها أولوية المرور دائماً»، يساعدهم في ذلك الأهل
في عام 2018 وتحديداً في شهر سبتمبر، أصدرت دولة الإمارات قانون الدين العام بهدف تنظيم إصدار السندات السيادية والصكوك الاتحادية. وبعيداً عن تعقيدات المصطلحات الاقتصادية يُعرف الدين العام لأي دولة بأنه مجموع الديون التي تلتزم الحكومة بسدادها،
يقول أحد رجال الأعمال البارزين: «اعتدت منذ أكثر من خمس سنوات على مكان مفضل بمنطقة جميرا في دبي، أتناول فيه القهوة، وألتقي عدداً من أصدقائي بين وقت وآخر، فقط للدردشة بعيداً عن روتين العمل اليومي، حتى وجدت نفسي يوماً ما أذهب وأجلس وحدي أراقب
تشهد أسعار النفط في السوق العالمية تقلبات حادة تحت وطأة الحرب التجارية غير المسبوقة بين الصين والولايات المتحدة، إلى جانب تراجع الطلب العالمي، في وقت يشهد زيادة في الإنتاج، وذلك منذ بداية العام الجاري. تدور أسعار النفط الحالية بين 63 و66
تلك الأربعينية التي كانت تمتلك محلاً لتجارة الذهب في أواخر تسعينات القرن الماضي في الحي القاهري العريق، اعتادت أن تباهي المشترين كل وقت بأن أفضل ما أنجزته في عمرها بعد وفاة زوجها حسن تربية ولديها اللذين يعملان معها كتفاً وذراعاً، و«بضاعتها
تقول: «توقفت 10 ثوان أمام بوابة دخول أحد المراكز التجارية الشهيرة، أحاول إخراج تذكرة دخول الموقف الأرضي لصف السيارات التابع له، ونظراً لأن جهاز إخراج التذاكر يعمل (واي فاي) بتمرير اليد من بعيد، فقد أعدت المحاولة أكثر من مرة في وقت قصير
في عام 2013، كان العنوان الأبرز للصحف المحلية والعالمية، تشكيل كيان ضخم لصناعة الألمنيوم في دولة الإمارات تحت اسم «شركة الإمارات العالمية للألمنيوم»، بعد اندماج شركتي «دبي للألمنيوم» المعروفة وقتها باسم «دوبال»، و«الإمارات للألمنيوم»
في عام 2010 لم يكن إنجاز المعاملات بالسهولة التي تتم بها حالياً من خلال هواتفنا ونحن في بيوتنا، كان الأمر يتطلب زيارة مقر الجهة الخدمية، وانتظار «الدور»، وتقديم الأوراق يدوياً. في ذلك العام، كانت لي تجربة لن أنساها في الإدارة العامة
مراسل إحدى الوكالات الأجنبية المعروفة يقول في نقاش قبل بداية مؤتمر صحافي: «لقد تغيّر سلوك السكان كثيراً في دولة الإمارات خلال آخر 10 سنوات، وأصبح هناك حرص كبير على إنفاق كل درهم في مكانه الصحيح إلى حد كبير، خصوصاً في أوساط الشباب، مقارنة
تضع كل البنوك العاملة في الدولة حالياً على أجهزة الصراف الآلي التابعة لها صورة لبطاقة الخصم الوطنية «جيوَن»، إلى جانب بقية البطاقات المقبولة في عمليات السحب النقدي. البطاقة التي تحمل ألواناً وتصميماً مميزاً، في رأيي تعد من أفضل إنجازات
الرجل صاحب «البقالة» الأشهر في المنطقة القريبة من كورنيش أبوظبي، حاز شهرته وثقة السكان بعاملين: السرعة في تلبية الطلبات، وجودة ما يبيعه، ويقول: «من يُرِد النجاح والاستمرار لابد أن يفهم السوق في الإمارات، ويعرف كيف تَعوَّد السكان على الأفضل
في عام 2005، كنت أتابع يومياً أخبار سوق المال وأكتب تقريراً يومياً عنها، وكان الأمر يتطلب وجودي يومياً في سوق أبوظبي للأوراق المالية، إذ لم تكن التداولات الإلكترونية تلقى قبولاً واسعاً، كما الحال الآن بين أوساط المستثمرين، فالجميع كان يريد
تقول إحدى سيدات الأعمال الناجحات: «قبل عقدين من الزمن تعرضت لأزمة صحية استدعت بقائي تحت المراقبة الدقيقة نحو أسبوع كامل، وكنت وقتها في بداية الثلاثينات، أدير شركة تجارة ومواد غذائية، مثل العديد من التجار في ذلك الوقت بدولة الإمارات، حيث
قصة مفعمة بالعمل والأمل، وصعبة التصديق، إلا إذا انطلقت من الإمارات، أرض الفرص، وبالتحديد دبي.. من موظف بسيط في مركز خدمة عملاء براتب 4000 درهم، عندما بدأ قبل خمس سنوات، ثم تحول إلى مستثمر يمتلك شركات عدة خاصة بأصول تصل إلى ستة ملايين درهم.
حين يستقبلك موظف المطار بابتسامة ودودة، وحمداً لله على السلامة، وينجز إجراءات خروجك واستلام حقائبك خلال دقائق، ثم يتولى توصيلك لوجهتك سائق أو سائقة «تاكسي» ينظر لراحتك على أنها هدف وغاية ومهمة لا تحتمل تأخيراً أو تقصيراً، فتجد نفسك وسط طرق
كنت أتصوّر أنه يبالغ حين قصّ حكايته التي بدأت قبل أكثر من 40 عاماً، حين جاء من بلده الآسيوي، لا يحمل إلا طموحه. الرجل الذي أصبح اسمه معروفاً داخل الإمارات وخارجها بسلسة شهيرة من منافذ البيع الكبيرة «هايبر ماركت»، قال إنه بدأ «مندوب مبيعات
تقول: «أنا من أستراليا، أعمل مهندسة معمارية هناك، لكنني جئت برفقة زوجي الذي يعمل خبيراً في مجال الاستثمار، وانتقل إلى أبوظبي قبل تسعة أشهر». وتضيف: «أفهم جيداً مجال القطاع العقاري بحكم عملي وأعيش في (تاون هاوس) استأجرناه من مالكه على جزيرة
اتصلت صديقتي قبل أيام عدة تشكو عطل سيارتها والإرباك الذي أصاب يومها حتى تمكنت من تأجير سيارة وإرسال سيارتها المتعطلة للتصليح وكيف أنها تشعر بالضيق، ليس لأن الأمر استغرق ساعات عدة، لكن لأنها لم تعد تحتمل فترات الانتظار مهما كانت قصيرة. تقول
حين ضربت الأزمة المالية الأسواق العالمية في عام 2008، أشاع بعضهم أن بنوكاً عدة حول العالم ستعلن إفلاسها، وستذهب أموال المودعين أدراج الرياح. بعدها روى مدير بنك عربي شهير هذه القصة قائلاً: «عجوز سبعيني ممن ورث تجارة كبيرة عن أهله، يحتفظ
في العام 2009 وتحديداً في التاسع من سبتمبر، جمعت دبي العالم في افتتاح «مترو دبي»، حيث حضر عدد كبير جداً من الصحافيين وممثلي الوكالات ومئات الكاميرات من شتى بقاع الأرض، وسط ردود أفعال متباينة ما بين مندهش ومتعجب، وما بين منكر لأهمية المشروع
«هذه أول مرة لي في الإمارات والمنطقة أتيت من سنغافورة لأعرض منتجات شركتي في (أسبوع أبوظبي للاستدامة). علمت بأهمية المعرض خلال أحد المعارض التي شاركت فيها بأميركا العام الماضي، وقررت الحضور. لديّ موعد غداً وبعد غد مع أربعة منافذ بيع شهيرة
دعيني أجرب ذاك الطريق وأختبر عثراته وأبحث عن بدايات تناسبني، واتركي لي المساحات البيضاء في كتاب العمر أضع أنا مفرداتها وانتقي صورها وأرسم فيها أحلامي. دعي عنك تلك الهواجس التي تعكر صفو أيامك وهدوء أوقاتك، فالعالم رغم كل حماقاته به الكثير
قل لذلك الذي يجمع أوراقه ويستعد للرحيل، إنك تعلمت فيه الكثير من النضج والخبرات وأضفت للحياة وأضافت لك، واختبرت عثراتها فمنحتك القدرة على الصمود ومواصلة الطريق. شُد على يديه قدر ما أقام ظهرك وشدّ عضدك كلما أوشكت على السقوط، وقدّر ما أعادك
وحدها، يمكنها أن تصنع يومك، حين يرسم أحدهم بفرشاتها فوق سماء خيالك قلباً نابضاً بلون الحب، حين يخبرك بكلماتها أنك بهجة هذا الكون وسر سعادته ومصدر إلهامه الأبدي. وحدها، تستطيع أن تُخرج أحلى ما فيك وتضعه على حافة سلال الورد بطاقة أمنيات وود،
قوية وصلبة وباهرة بتلك الشخصية التي صقلتها معتمدة على نفسها، رغم ثراء عائلتها، التقيتها في إحدى الحفلات التطوعية التي اعتاد الشباب تنظيمها لدعم الأعمال الخيرية بالقاهرة في أواخر التسعينات. توطدت علاقتنا كثيراً، وبات لقاؤنا الأسبوعي مميّزاً
امتلأت الشوارع بالبشر والسيارات وازدحمت الطرقات وازدانت ببهجة الاحتفالات بعيد الاتحاد الـ53، ورسم الجميع لوحة جميلة عن التعايش في الإمارات. انتهت الاحتفالات وعادت الحياة لنشاطها المعتاد، لكن لم ينته الامتنان لأولئك الذين امتهنوا مهنة إسعاد
من منا سافر ولم يشعر بأنها وطن يتعجل انقضاء أيام غيابه ليعود إليه؟ من منا لم يمتن لها ويعرف قدرها كلما أسعدته ويسرت معيشته واحترمت إنسانيته؟ من منا لم يدافع عنها في وجه كل من تقوّل عليها أو وصفها بما ليس فيها؟ من منا لم يفزع لفزعتها ويفرح
تحكي قصتها بعيون يملؤها بريق الفخر والانتصار، وتغلبها الدموع وسط الأوقات الحزينة في رحلتها التي شارفت على الأربعين. تقول: «لا تندهشي من كل هذا البريق، فقد سبقته عتمة وسنوات باردة من الوحدة والألم والخذلان، جئت هنا وحيدة منكسرة شبه هاربة من
ينير دواخلنا كلما أعتمت، ويحيي فينا الحياة مهما خفت الشغف بها، ويخبرنا في نهاية كل رحلة شاقة أن «مع العسر يسراً». يختبئ خلف نكرانه، ويبتعد كلما تجاهلنا قدره، ويعرف جيداً أنه قادم لا محالة، مهما تأخرت المشيئة، ليمحو الظلام، ويبدد الخوف،
كل من يعيش فيها يحبها، ويحب من يحبها، ودون السؤال عن الأسباب، على كثرتها، فهناك أشياء يحسها المرء ولا سبيل لشرحها، وهذا هو لسان حالها: تقول: «تركت خلفي تاريخاً وذكريات وأسرة ممتدة، وآثرت القدوم إلى هنا، هي المرة الثانية بعد زيارة سياحية
هاتِف صديقاً قديماً وأَسقط كل سنوات البعد والغياب من تاريخك، واسترجع معه المواقف والحكايات والأحاديث الخالية من التكلف وستجد أنك تضحك من قلبك. اجلس على حافة النهر واقذف بالأحجار الصغيرة الواحد تلو الآخر على صفحة مائه، واصنع دوائر ووجوهاً
لسنوات طويلة كنت أعرفه وأتحاشاه، وأختبئ منه خلف القصص والروايات وحكايات المساء الممتعة التي أُفرغ فيها كل تفاصيل النهار وهمومه. تعلمت جيداً كيف أغلق أبوابي في وجهه، وأحمي صغاري منه، وأوصد عقلي وقلبي عن عالمه الممتلئ بريقاً ولمعاناً.
كن دوماً على استعداد للنهوض والحلم من جديد مهما تعثرت أحلامك، كن قادراً على التخلي عن الذكريات المؤلمة، وأسقط من ذاكرتك من جفت مشاعرهم تجاهك، تماماً كشجرة الخريف التي تجدد نفسها كلما ماتت أوراقها. كن واقعياً بقدر قسوة الأيام وعبوسها في
لا أدري كم مضى من العمر وأنا أراك بعيون الحب الذي لا مصالح فيه ولا حدود ولا حسابات، أحبك منذ كنت صبية، أستمع إلى قيثارتك وهي تغني بذاك الشموخ والكبرياء «بحبك يا لبنان»، و«زهرة المدائن»، و«أنا وشادي»، وأبتسم كلما تذكرت كيف كان الاحتفاء بك
ضعيني في بروازك، واغمريني باهتمامك، وقفي في صفي وخلفي، وكوني سندي حتى يشتدّ عودي أكثر فأكثر.. فأنا مرآتك. غُضي الطرف ما استطعتِ، وشاهديني بعيون الحب وحنان القلب، وقاتلي معي ولأجلي.. فأنا مرآتكِ. دعيني أقص كل حكاياتي الحزينة بجوارك، وأسكب
أخرج من الأعماق كل ضغينة، واستل سيف الحقد من غمد الضمير، وانتصر للشر، واضرب بكل قواك ما تبقى من دقات قلبك المريض. انثر على الكون الكراهية، ولوّن الفجر والزهر بالحزن والألوان القاتمة، وادفن بقاياك التي تحنّ إلى الإنسان. صافح الشوك في كل يد
أدارت دفة اليوم الجديد نحو الشمس، ورسمت على الرمال حلماً بدا مستحيلاً، ولم تلتفت خلفها ليمر أكثر من نصف قرن من الزمان على سطر البداية. اختارت طريقاً لم يألفها أحد قبلها، وأنارتها بنور نفوس أبنائها، ومهدتها بسلام صدورهم، وغرست على حوافها
يختبئ خلف الأحلام التي يرسمها غيرنا نيابة عنا في الصغر، ويهجرنا حين نُسلّم مستقبلنا لما يحبه الآخرون لا ما نحبه نحن، ويشفق علينا إن ضيعتنا الطريق. يعرف سر سعادتنا وإبداعنا وما يؤلمنا، ويقاتل معنا العادات والتقاليد التي تُقيّد أجنحتنا،
يأتي دورها بعد أن يغلق الصيف حقائبه مخبِّئاً فيها ذكريات البحر وألق الغروب وسحره السرمدي، وجمال الوقت وصوت الضحكات، ولمة الأهل والأحضان بعد طول غياب وسفر. تبتسم للأمهات وهن يخبئن حقائب الإجازة بعد أن يُحكمن إغلاقها وتغليفها وهن يحمدن الله
فارغة من الشغف، خالية من المتعة، مملوءة بالخوار والضعف، ثقيلة المرور وبطيئة العبور، ومحملة بالهموم وبقايا الذكريات والأحلام التي لم ترَ النور. ألوانها قاتمة وصباحاتها غائمة، يتساوى فيها الليل والنهار ولا تختلف فيها الأيام، أخبارها مكررة
تجادلني ذات العشرين ربيعاً كلما تعثرت قدماها على الطريق: ما نفع كل هؤلاء القوم، إن لم نكن متفاهمين؟ ما جدوى الاهتمام الذي نبذله لمن لا يبادلنا الود أو نجده في الأوقات العصيبة؟ ولمَ كل هذه المعاناة في محاولات إصلاح علاقة لا يريد صاحبها
يكبر فينا كلما تكسر شيءٌ عظيم في دواخلنا، يأتي متقداً بجمر القهر تارةً، والظلم والخذلان تارةً أخرى، يُشعرنا بغصة مريرة في الحلق، ويرفض كل نداءات الاستسلام لواقع الحال، حتى وإن كانت المعارك خاسرة. يحرمنا الراحة والنوم، ويملؤنا بالوساوس،
يوم جديد بصحة وعافية، بيت دافئ بلا مشكلات أو مشاحنات، قلب محب يخلص الود في الحضور والغياب، وشريك يحرص علينا ويحتوينا حد الاكتفاء، ضحكة صافية بلا هموم، وطعام لا تصاحبه أمراض وأوجاع، ونوم هادئ بعد عناء يوم شاق. عائلة تجمعها المناسبات
أذكر ملامحها جيداً قبل 20 عاماً، حين قدمت إليها للمرة الأولى، باب واسع مشَرع على الغد، وشوارع تشي بدفء الأماكن، ووجوه بشوشة تشعرك بأنك اليوم ضيف، وباكر من ناسها وسكانها. تمتد على أطرافها مساحات شاسعة، يغطي حوافها النخيل وثماره التي تُركت
كان يوماً مكتملاً بأفراحه وأتراحه، مبهجاً في بعضه وحزيناً في بعضه الآخر، ثم غدا أمس نسينا كل ما فيه من ضحكات، وتذكرنا فقط قسوته ووقته العصيب. نظلمه حين ننعته في المطلق بالأمس «السيئ» على الرغم من أنه لم يكن مظلماً بذلك القدر الذي نذكره به.
حكواتي قديم لا تنتهي قصصه ورواياته، يخلق من الكلمات أبطالاً ومواقف وذكريات لا تمحوها الأيام. يعرف كيف يرممنا بعد كل انكسار، ويخبرنا أن بوسعنا البدء مهما تكرر الفشل، ويحنو علينا كلما ضاقت بنا الطرقات. ينسج بيننا وبينه خيطاً من الود لا يقطعه
تسلبنا الطريق الكثير من الأحلام، وتضحك من براءتنا وخيالنا الذي يناطح السحاب وقت البدايات، وتدمي أقدامنا بأشواكها، وتضيق وتطبق حوافها على أنفاسنا على طول الرحلة، وتمتد مد البصر كلما استعجلنا الوصول. تنظر لما نتعلمه، وتنتظر ما نبذله من جهد،
ننتظرها كل عام كطفل متحمّس يرقب قدومها من خلف النافذة، ويمد يده للتأكد من زخاتها ثم يركض ليفتح ذراعيه ليغتسل بها. تأتي في مواسم قصيرة وأيام لا تطول وأوقات تنقضي سريعاً، بعد أن تترك بهاءها ونورها في النفوس والشوارع والبيوت. تستحمّ بها
بقلوب تود لو تقفز من الصدور وفوق الحواجز والعادات والتقاليد، واستعجال للغد الذي تأخر كثيراً في نظرنا، وعطش للحرية لا يرتوي أبداً. عود معوج يرفض التطويع، ويتصدى لمحاولات إقامته قوياً مستقيماً، وكلمة «لا» عنوان دائم في الرد على التوجيه. فكر
كعادتها في المواسم والأعياد، وفي كل يوم من رمضان، ومع اقتراب مدفع الإفطار، تُعد وجبة كاملة من أفضل ما صنعت في ذلك اليوم، وتغلفها جيداً، وتنتظر قدوم ذاك الصبي الذي كان وقتها دون الـ10، ليحملها له ولأبيه الذي يعاني إعاقة كبيرة في قدميه تمنعه
نشاهدها حين ننكمش على هامشها نرقبها من بعيد خوفاً من الفشل والألم والسقوط، فإذا بها تمر بالعمر والأحلام دون أن نعيشها ونختبر معها مواهبنا وقدراتنا على تحمُّل أوجاعها. نشاهدها حين نترك الوقت يمر بلا جهد حقيقي وعمل دؤوب يمنحنا الراحة بعد يوم
تحكي عن مصر منذ سبعينات القرن الماضي، تسرد تاريخاً من الحب، ومرات لا تعد من الزيارات المتواصلة على مدار سني عمرها الذي تخطى الـ80 عاماً. تحفظ شوارع «وسط البلد والمعادي والهرم والمدن الحديثة و6 أكتوبر والشيخ زايد والإسكندرية والغردقة
يأتي على أرضها مبكراً دون بقاع الدنيا، حاملاً بشارات الخير والرحمة، يعرف ربوعها وبيوتها وأهلها الذين ينتظرونه كل عام قبل موعده، بمد يد العون تيمناً به، واستعداداً لشهر العطاء. تنبسط أرضها بقدومه، وتتسع الأماكن والصدور، ويتسابق الجميع
«سأترك البيت»، لا شيء يهم، لا استقرار ولا هدوء ولا أطفال ولا عشرة ولا عهد ولا ود ولا قدرة على التحمل والاستمرار. «سأترك البيت»، سأتخلى عن الصبر وأهدر سنوات العمر التي أمضيتها في تأسيسه وإعلاء بنائه، وأشرع الأبواب لرياح الخوف وأزيل سقف
كتَبت على كل منافذها وبواباتها وأبوابها «مرحباً بكم»، وفتحت ذراعين بحجم الكون للإنسان، وباتت نهضتها نموذجاً يحتذى. لمن لا يعرف قدرها: بلد فتي، وأرض خيرة، وشعب يمتاز بسلامٍ نفسيٍّ يكفي القارات، ومواقف ثابتة، وثروات ضخمة لم تستأثر بها،
تقول إحداهن «قالت لي أمي، حين حكيت لها قصة حبي التي انتهت بفراقٍ أليم، إن الحياة بها الكثير من الأحزان والقليل من الفرح، وإن عليّ أن أعلّم قلبي كيف يكون شجاعاً وقوياً في مواجهة الألم، وقتها سكبت الدمع السخين، وشعرت بأن الطريق سيكون قاسياً»
كنت أبادرها بالتحية كلما قابلتها تتريّض في الحديقة المقابلة لمنزلي، فتبادرني بابتسامة ندية ووجه صبوح وعافية واضحة، تجابه تقدم العمر بالمشي السريع كل يوم في المكان ذاته، فيما أنقطع أنا أياماً وأعود أخرى. يبهرني إصرارها وإقبالها على الحياة،
هنا، حيث تشرق وجوه الناس مع شروق الشمس، فتبتسم لنعمة اليوم الجديد، وتمتن لقدومه في أمان وستر. هنا، حيث المزاج قهوة عربية وتمر وشطيرة خبز عُجنت بحب الأمهات ودعواتهن، هنا، حيث الصباحات سرور وخير. هنا، حيث الشوارع النظيفة والحدائق البهيجة
كتبت فوق أولى قصاصات العام الجديد «مرحباً»، ورسمت على حوافها وروداً تشبه تلك التي منحتني إياها يوماً ما مع قلبك واسمك. تأملت ساعاته الأولى والعالم يجدّد إنسانيته ووحدته ولو لدقائق معدودة وتعجبت، كم هي قصيرة لحظات الفرح التي نتشارك فيها نحن
كنت كل يوم قبل الغروب، أحمل مقعدي الصغير وأقف عليه، كي أستطيع رؤية الشمس قبل الغروب، لأحدثها متخيلاً أنها أنت. كنت أخبرها أني أحبك وأفتقدك، وأني وإخوتي وأمي سنعود مرة أخرى إليك. كنت أحدث الشمس، كما اعتدت أن أتحدث إليك، كانت ملاذي من وحشة
تفقد بصرها في ريعان شبابها، فتعطي لها الدنيا ظهرها، وتفضح قبح النفوس وقسوة القلوب وشماتة غير الأسوياء. تُحكم الأقدار قبضتها على حاضرها ومستقبلها، فتعيش دهراً كاملاً في ظلام القهر والجهل السائد وقتها، بأن زيارة الطبيب آخر مراحل العلاج. تمضي
أقف كثيراً أمام فكرة أن الحياة دوماً تنتصر للغد وتقف في صف المستقبل ولا تنتظر من ينظر خلفه، وتبهرني مقولة «من لا يتطور يندثر»، وأعلم يقيناً أن التغيير سنة كونية والتطور حالة حتمية في كون الله الفسيح. أتساءل كلما مررت بشارع الشيخ زايد في
ليست مجرد أحداث تأخذ وقتها وتمضي، ليست قاصرة على أصحاب الشأن والتخصص والمهتمين فقط، ليست أخباراً وصوراً وعناوين يتناولها الإعلام بكل أشكاله، أو براويز تتصدر أعمدة الشوارع وعلى واجهات المباني المضيئة. ليست فقط حقيبة ذكريات يحملها كل ضيف
صباحك أمل وعمل وأحداث وفعاليات وإنجاز لا يعترف بالمستحيل. صباحك أمان يعمّ البشر والطير والشجر، ولا يُفرّق بين جنس أو لون أو دين، ويساوي بين الجميع. صباحك عطاء يمتد للإنسان في كل بقاع الأرض، يبحث عن المعوزين والمنكوبين بلا منّ أو تفضّل أو
توجس من الغد وخوف على الأحلام التي قد تصطدم بقسوة الواقع وشروطه، وروح تتأرجح بين أمل ينير النفس التواقة للتميز والاختلاف والإبداع، ويأس لغياب التجارب والخبرات. يطرقون الأبواب ولا يعرفون ما خلفها، وينتظرون يداً تمتد بالعون ونصيحة مخلصة تهدئ
يخالف الميل والهوى والرغبة في الراحة والاسترخاء، ويوخز ضمائرنا مع كل تقصير أو تكاسل. يُطاردنا مع دقات ساعة الاستيقاظ مبكراً، ويقذف بنا تحت أمطار الشتاء، ووسط لهيب الصيف، لا يُراعي ما يعتري نفوسنا من ضجرٍ أو ملل. يردد على مسامعنا كل وقت ما
تعودنا أن أقوى ما يجمع الناس، أوقات الوجع، فكيف نقنعهم؟ تعلمنا أن يد الله مع الجماعة والاتحاد قوة واليد الواحدة لا تصفق، فكيف نقنعهم؟ أخبرونا أننا أخوة دين ودم ولغة وتاريخ ومصير وعادات وتقاليد، فكيف نقنع أولئك الذين يشعلون الفتن بين الشعوب
قصتها.. طوق نجاة فوق الأمواج العاتية، وشعاع نور وسط ظلام دامس، وأمل ينبت في قلب أتعبته الحياة وأعيته. برهان على لطف القدير ومعيته التي تخلق طمأنينة لا يعرف سلامها وعظمتها إلا من اختبرها، فبددت وحشته وآنست وحدته. عهد سماوي يفتح باباً كلما
وسط الحروب وفي قلب ظلامها وظُلمها، وتحت أنقاض البيوت والمساجد المهدّمة على رؤوس أصحابها، وفوق الجباه التي ترفض الانحناء لغير الله، وتأبى بيع أرضها وأحلامها، هناك نور ينتظركِ يا غزة. رغم صرخات أطفالك ورغم انكسار النسوة اللواتي يغادرن بيوتهن
مساحة بحجم الكون براحاً وراحة مهما حدتها الحدود وامتداد بمدد البصر وأحلام سقفها السماء، هكذا الأوطان. مراتع طفولة ونوم عميق بلا هموم أو قلق وسلام نفس ودفء من برد الشتاء، هكذا الأوطان. شمس وهواء نقي وزرقة بحر وخلطة سحرية من الذكريات تأبى أن
قصة قصيرة مثيرة وبليغة، ورسالة سلام وعمل دؤوب، وأمل في غد أفضل للجميع. تعايش واحترام للاختلاف، وتقبل للأجناس والأعراق بلا تكبر أو تعالٍ، وبراح وسع الجميع، رغم آلاف البشر الذين اجتمعوا بألوانهم وتطلعاتهم في واحد من أكبر وأعرق معارض النفط
أنا تلك التي قطعت وعوداً على طول الطريق ولم تزل تتحجج، تلك التي عزمت على شدّ الرحال إليك مرات ومرات، ولم تصدق الوعد ولم ترتحل. أنا تلك التي تُضيّع من العمر الكثير على قصر أيامه ولم تزل تتأمل.. تلك التي تلهث خلف أشياء حتماً سيأتي موعد
هؤلاء الذين تشعّ وجهوهم أملاً وتفاؤلاً وبشراً، الذين يعرفون أن قدرهم مواصلة السير مهما تعثرت أقدامهم، أنا معهم. هؤلاء الذين تتجدد أيامهم وأحلامهم بالسعي والصبر، الذين يصرون على ترك أثر في الحياة قبل العبور، أنا معهم. هؤلاء الذين لا يهابون
ينتشلنا من قسوة الواقع حين يفرض قوانينه الأزلية بلا رفق أو تمهل، نختلي به لنطبب الجراح التي لا يعالجها الوقت أو النسيان، ونتكئ عليه إن ضاقت بنا السبل، وأعيتنا الحيل. نلوّنه كيفما نشاء، ونعيش فيه مع من نريد، وإن باعدت بيننا وبينهم المسافات،
تتفتح ورودهم بين ليلة وضحاها، يشتد عودهم سريعاً بينما نحن نلهث خلف تفاصيل الأيام المتشابهة والواجبات التي لا تنتهي، تتشكل أفكارهم من عالم يفتح نوافذه على كل الأشياء وضدها في اللحظة والآن، ونظن أنهم باتوا قادرين على أشواك الطريق. يخفون خلف
نحبه قدر غموضه الذي نخفي فيه غموض مشاعرنا وأيامنا وخوفنا من المجهول، قدر اتساعه الذي يسع الأحلام البريئة التي تطال بخيالها حد السماء، قدر سعادة الأطفال والكبار وهم يعودون إليه بعد طول انتظار وعناء. نحبه، قدر ضيق صدورنا الذي يبسطه نسيم
تخصنا دون غيرنا، ولا تسمح بمن ينوب عنا، تشهد اشتداد العود وتضحك من سذاجة أحلامنا وبساطتها وتبكي معنا وقت تأبينها، وتعرف يقيناً أنها لحظات صعبة لميلاد حلم جديد أكثر واقعية ونضجاً. تتقاذفنا بين جدرانها القدرية وتؤلمنا بأشواكها حتى نفيق من
حين نمد لهم يد العون بحب وودّ، فيبادروننا بالأذى والحقد، لابد من مساحة ومسافة أمان نحتفظ فيها باحترامنا لذواتنا، وخصوصياتنا وسلام نفوسنا. حين نأتمنهم فيخونون بلا رادع ولا ضمير، ونعاتبهم فيتمادون، حين لا نجدهم وقت الشدة والحاجة، لابد من
أولئك الذين فتحوا صفحة جديدة مع الحياة، بعد أن مزقوا كتاباً بأوراق صفراء ترقد على صفحاته أشلاء قلوبٍ مكسورةٍ، وكثير من الوعود والأحاديث والصور. أولئك الذين توقفوا عن الإخلاص للوهم والعيش على حافة الماضي، ومطاردة خيال لن يأتي أبد الدهر.
حين نغطي نواقصنا بتعرية الآخرين ونكء جراحهم والحط من قدرهم والخوض في أعراضهم وعيوبهم، ليس شرفاً. حين نبتسم في الوجه ونتصنع الود ثم نطعن في الظهر بلا ضمير ولا وازع، ليس شرفاً. حين نُضمر الشر ونستكثر على غيرنا الخير وندس أعيينا وأنوفنا في
ذراعان بحجم الكون، وعمر منثور يسبق الخطى، وسنوات تنقضي في رعايتنا، وحب بلا شروط، ودعوات تعرف طريقها دوماً للسماء. عينان ترقب العود الغض حتى يشتد، وخوف ينزع شوك الطريق، وحدب يزيح الهم، وأمان يعمّ البيت كل مساء. قلب ينفطر وقت الوجع، ويد تمتد
تنظر في مرآتها وتتساءل لماذا أنا ذاهبة؟ هو لقاء صديقتها المعتاد مع خطيبها كل أسبوع على ضفاف النيل، ومن غير المنطقي أن تقبل دعوتها ثم تذهب لتلتقي هناك حب عمرها وشريك حياتها.. وتبدأ قصة. يشتعل الصراع في العمل ويشي به مديره المباشر حتى تتم
بعضنا مخلص لأشيائه العتيقة حتى النخاع.. المعطف القديم المعلق منذ سنوات في آخر الخزانة، وحقيبة اليد التي تحولت مع الوقت مخبأً للأوراق المهمة، قنينة العطر الفارغة، والصور التي طمس الزمان ألوانها فأضحت باهتة لكن مازال بريقها في الذكريات.
أولئك الذين يرهنون كل صباح أعمارهم، ويراهنون على صحتهم وراحة أبدانهم لأجل غيرهم، الذين يعرفون قيمة أنفسهم ودورهم الأزلي في الحياة قوامة وعطاءً وحماية. أولئك الذين يتحملون بلا كلل، ويقدسون العمل، ويسعون بلا توقف أو ملل، ولا يرون لسيرهم
لم يكن أبداً أوراقاً صماء، بل عمر وميلاد جديد ومصباح نور وسط العتمة والانكسار، ولم تكن سطوراً وكلمات بل طوق نجاة من الأحزان ويد امتدت نحو غريق بائس يصارع أنفاسه الأخيرة لأجل البقاء، وفارس شق غبار انهيار الأحلام وداوى الجراح الغائرة، وملأ