والجنسية: إنسان

أمل المنشاوي

تقرأ على بوابات دخولها وفوق ابتسامة أهلها: «مرحباً بالعالم»، وتشعر بدفء استقبالها في بشاشة الوجوه، وإكرام الضيف، وفزعة ناسها الطيبين للغريب والمحتاج.

تصبغ القادم إليها بصبغتها بساطة وهدوءاً وسلاماً، فلا خوف من ظلم أو جور أو إقصاء، فالجميع تحت عدل القانون بلا فوارق أو تمييز.

تُعلم الجميع قيمة الوقت وأهمية السعي، وتسطّر كل فجر قصة وحكاية عنوانها الأمل والرغبة في خدمة الناس وإسعادهم، والترفع عن الأذى، أو رد الإساءة بمثلها.

تنشر الخير وتشاركه مع القريب والبعيد، وتضاعفه في شهر الخير عطاء وفضلاً تنسبه في كل وقت لمقسّم الأرزاق ومقدّرها، حيث الموروث قيم تتناقلها الأجيال إجلالاً للمؤسس زايد الخير، الذي علّم الجميع أن «الأرض أرض الله والرزق رزق الله».

الإمارات في شهر رمضان غير كل الشهور، أرض طيبة وخير يغمر الجميع، وتكاتف مجتمعي نادر ودعم حكومي يضمن ستر البيوت وكفاية سكانها كل ما يحتاجونه وأكثر.

الإمارات، حيث سماحة الأديان وتعايشها ووسطيّتها، ونبذ العنف والمغالاة والتضييق على الخلق، حيث «العمل الإنساني» تاريخ يحتفي بالقيم النبيلة والمبادئ السامية التي أرسى دعائمها ووطّد أركانها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إذ يصادف يوم 19 رمضان من كل عام.

الإمارات، حيث الأيادي البيضاء الممدودة منذ عقود، حتى أضحت الدولة الأولى الأكثر منحاً للمساعدات الإنسانية حول العالم، حيث «وقف الأم» و«قلبي اطمأن» والمير الرمضاني، ومتطوعو الهلال الأحمر في الداخل والخارج.

الإمارات، حيث إفطار الصائم شرف يتسابق لنيله الشباب على الطرقات تمراً وماء ووجبات شهية يقدمونها بحب، ويغلفونها بابتسام ودعاء من القلب: «تقبل الله طاعاتكم»، و«مبارك عليكم الشهر».

الإمارات، حيث المساجد والصلوات وندوات العلم وتجمعات الأهل والجيران وتبادل أطباق الحلوى والتهاني والدعوات.

الإمارات، حيث الأمان عنوان المدن، والجمال صفة الشوارع والبيوت، حيث الهدوء واحترام الخصوصية خُلق رفيع يتحلى به الكبير والصغير، حيث الأرض في كل وقت وطن بحجم الكون.. والجنسية «إنسان».

amalalmenshawi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر