بيت بلا غبار

أمل المنشاوي

أقف كثيراً أمام فكرة أن الحياة دوماً تنتصر للغد وتقف في صف المستقبل ولا تنتظر من ينظر خلفه، وتبهرني مقولة «من لا يتطور يندثر»، وأعلم يقيناً أن التغيير سنة كونية والتطور حالة حتمية في كون الله الفسيح.
أتساءل كلما مررت بشارع الشيخ زايد في دبي: كيف تحولت تلك البقعة الصحراوية الصغيرة إلى عنوان للحداثة والرقي والجمال؟

أتأمل شكل المباني والشوارع والجسور وأحدث نفسي: هل تخيل جيل المؤسسين هذا الألق الذي يشع نوره ليلاً ونهاراً حين رسموا بأياديهم أحلاماً عظيمة على رمال الصحراء فيما العالم من حولهم يشكك في إمكانية تحقيقها؟

أبتسم كلما رأيت النخيل والأشجار والحدائق في مساحات خضراء منسقة ونظيفة، وأتذكر القصص الملهمة والمواقف والإرادة حين قيل للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إنها أرض لا تصلح للزراعة، فإذا به يغرس مليون نخلة ويترك طرحها وثمرها للبشر والطير في كل وقت.

نحن أيضاً الذين عشنا هنا قبل عشرين عاماً لم نتخيل ما عليه الإمارات اليوم من تقدم، ولم يخطر ببال أيٍّ منا أن تكون القفزات نحو المستقبل بهذا الاتساع ولا بتلك السرعة.

متحف المستقبل واللوفر وبرج خليفة وأبراج الاتحاد وأماكن ترفيهية تمتد عبر إمارات الدولة السبع، وشواطئ مجانية تضاهي وتنافس أغلى المنتجعات العالمية.. كل ذلك وأكثر، ومازالت الطموحات سقفها السماء.
أما الأحدث في عالم البناء والتشييد على أرض الإمارات وتزامناً مع «كوب 28» فهو ما أعلنته شركة «إيجل هيلز» على لسان مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها محمد العبار عن نية الشركة بناء وحدات سكنية ضمن مبنى مستدام في أبوظبي موفر للطاقة بهواء نظيف وبلا أتربة.

«بيت 100% بلا غبار» لاشك منزل تتمناه كل امرأة على وجه الأرض وتحلم به، لكنها لم تتوقع أن تجده على أرض أبوظبي قريباً وخلال ستة أشهر من بداية الإنشاء.

«بيت بلا غبار» لأول مرة في العالم خارج الصين، يوفر حتى 90% من الطاقة بلا إسمنت أو رمل أو أيٍّ من مواد البناء التقليدية؛ من شأن ذلك خلق صناعة متكاملة لهذا النوع من البناء بوسعها الانتشار وفتح آفاق جديدة لتصدير المباني الجاهزة، خصوصاً مع اعتزام الشركة بناء مصنع متكامل هنا.

الإمارات كعادتها تسابق الزمن وتتخيل المستقبل قبل قدومه وتعرف كيف تستقبله، وتضع سعادة الإنسان وراحته في مقدمة خطواتها نحوه.

amalalmenshawi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر