ما وراء «أديبيك»

أمل المنشاوي

قصة قصيرة مثيرة وبليغة، ورسالة سلام وعمل دؤوب، وأمل في غد أفضل للجميع.

تعايش واحترام للاختلاف، وتقبل للأجناس والأعراق بلا تكبر أو تعالٍ، وبراح وسع الجميع، رغم آلاف البشر الذين اجتمعوا بألوانهم وتطلعاتهم في واحد من أكبر وأعرق معارض النفط والغاز حول العالم.

زحام فاق التوقعات، ومعه سعادة كبيرة واطمئنان، وسهولة في التنقل، وأريحية في خدمة الضيوف والزوار، ووجوه بشوشة قدمت طوعاً عونها بلا ملل أو تذمر.

نقاشات وجلسات عمل ومؤتمرات على هامش المعرض، وصفقات مليارية، والأجمل حجوزات مكتملة العدد للدورة المقبلة 2024.

كثير من الناس يعتقد أنه مجرد معرض سنوي لصناعة النفط والغاز، وهو كذلك، بل والأكبر عالمياً، لكن خلف معرض أبوظبي الدولي للبترول «أديبيك» حكاية جميلة، واستفتاء على ذاك الأمان والبِشر الذي تعرفه الدنيا عن دولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي وكل مدنها الرائعة، وحكاية حب وثقها كل من زار المعرض بـ«سيلفي» على الهواتف للذكرى، قبل أداء المهام الرسمية، سواء من وفود الدول أو الزوار من كل بقاع الأرض.

تجمع كبير، عنوانه الأبرز ابتسامة عريضة على الوجوه، وترحاب بالغ باللقاء، فقط لكونك «إنساناً»، دون سؤال من أين أتيت وماذا تفعل هنا.

ما وراء «أديبيك» لا يقل أهمية عن الحدث نفسه، تاريخ من إعلاء قيم المحبة والسلام وحب الخير للجميع، وراءه أبواب مفتوحة، وعقول تؤمن بقيمة الجهد وتقدر أهله، وراءه تشريعات وقوانين ناجزة، تسهل حياة الناس، وتضمن استثماراتهم وأموالهم، وخطط تبني للمستقبل وتبشر به، ورؤية ترى أن دورها الأول والأهم سعادة الناس.

ما وراء «أديبيك» سواعد فتية من الشباب والشابات، وإدارة تعرف أن نجاحها وطموحها بلا سقف، وقادة كبار تجولوا في أرجاء المعرض ببساطة وتواضع جم، فقط للترحيب بالجميع، والوقوف على راحة الزوار.

هذه الحشود الكبيرة، فخر لكل من أسهم في تنظيم المعرض، ولكل من زاره وشارك فيه، وعلامة استفهام قوية: ما الذي يمنعنا نحن بني الإنسان أن نتعايش هكذا في كل الأوقات، بلا جدال ولا خصام ولا ضغينة، أن نتجاوز عن الزلات، ونغض الطرف عن الأخطاء، ونلتمس الأعذار؟ فالحياة على هذه الأرض رحلة لكل منا فيها قصة قصيرة ومحطة توقف.

ما الذي يمنعنا أن نتكامل ونتشارك الخير، ونتنافس بشرف على الفوز، سواء في عمل أو رياضة أو دراسة، ما الذي يمنعنا أن نراعي مصالح بعضنا البعض ونحيا في أمان؟

amalalmenshawi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر