من لا يتطور

أمل المنشاوي

الحصول على وظيفة في دولة الإمارات حلم للكثير من الشباب العربي، وهي الوجهة المفضّلة الأولى عربياً للعمل والعيش، لكن خلف هذا العنوان الكبير مواصفات دقيقة يعلمها جيداً من هم على رأس عملهم هنا في أي من إمارات الدولة، ومن المهم لمن يحلم بوظيفة أن يدركها جيداً.

المهارات المطلوبة للشركات، سواء على المستوى الحكومي أو الخاص، مختلفة كلياً عنها قبل عقدين من الزمن، فلم تعد الشهادة الجامعية وحدها أو التخصص، على أهمية ذلك، كافية لكتابة سيرة ذاتية مقبولة لدى جهات التوظيف، بل لابد من تخصصات بعينها، تدعمها خبرة عملية، وقدرة شخصية على مواكبة السرعة التي تتطور بها أساليب العمل، واعتمادها المتزايد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة.

دولة الإمارات تصنّف الأولى عربياً والثالثة عالمياً في الذكاء الاصطناعي، بعد أميركا والصين، وهي الرائدة بلا منازع على مستوى المنطقة من حيث النضج الحكومي، واستعداد القوى العاملة، وعدد الشركات الكبير الذي يطبق استخداماته في نظم العمل.

فضلاً عن ذلك توجد قطاعات أخرى تشهد طلباً كبيراً على التوظيف بجانب الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وهي المالية والمحاسبة، والرعاية الصحية، والضيافة والسياحة، والعقارات، والمبيعات، وكل هذه الوظائف تعتمد معايير قوية عند اختيار موظفيها، لذا فإن الكثير من الشباب غير المؤهل الذي يأتي إلى الإمارات بحثاً عن فرصة عمل، يُصاب بخيبة أمل إن لم يكن مؤهلاً بالقدر الكافي لسوق تعتمد على التنافس الشديد، ويتم تقييم الأداء فيها على مستوى الإنجاز وتقديم الخدمة بأفضل شكل، وتضع سعادة المتعاملين ورضاهم في أولويات هذا التقييم.

خلال عام 2024 شهدت سوق العمل زيادة في الوظائف بنسبة 12%، كما استحوذ الشباب تحت 30 عاماً على 51.9% من القوى العاملة، فيما تشير التقديرات إلى أن عدد العاملين في القطاعين العام والخاص يبلغ نحو 6.9 ملايين موظف.

من يبحث عن عمل في الإمارات ويحصل عليه يحظَ بجانبه بمزايا عدة، تتعلق بمستوى المعيشة المرتفع، والخدمات المتاحة على مدار الساعة، والتأمين الصحي، والتعليم الجيد، والجوانب الترفيهية، وغيرها، وهذا ما يخلق منظومة متكاملة، تحتاج إلى موظف مؤهل قادر على أن يصبح جزءاً منتجاً وفاعلاً وقادراً على التطور، ومن لا يتطور يندثر.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر