صوت العملاء
في صيف عام 2010، تبنّت «الإمارات اليوم» حملة صحافية موسعة عن رسوم خدمات البنوك على مستوى الدولة، ورصدت مستوياتها بشكل مفصل، وسألت في وسط الحملة أحد مسؤولي المصرف المركزي عن وجود أي نية للتدخل لوضع سقف للرسوم، فأجاب حينها: «سوق الإمارات مفتوحة وفيها عدد كبير من البنوك يمكن التنقل بينها، والرسوم في النهاية تخضع للمنافسة بين البنوك».
كانت تلك وجهة النظر المنطقية وقتها، والتي تتماشى مع آليات العرض والطلب والاقتصاد المفتوح على العالم.
بعد مرور أقل من سبعة أشهر، وتحديداً في فبراير من عام 2011، دعانا المصرف المركزي إلى مؤتمر صحافي لإعلان أمر مهم يخص القطاع المصرفي، وفوجئنا جميعاً بأنه وضع نظاماً شاملاً للقروض الشخصية وتمويل السيارات، وحدد سقفاً لرسوم بعض الخدمات، كما حدد بعضها الآخر، وعندما سُئل المحافظ حينها، سلطان بن ناصر السويدي - وهو أحد أكبر الاقتصاديين المشهود لهم - عن تدخل «المركزي» بعد إعلانه عدم التدخل، قال: «درسنا مستويات الرسوم، ووجدنا مبالغة فيها بما لا يتناسب مع سمعة القطاع المصرفي في الدولة».
وعلى مدار أكثر من 14 عاماً، أظهر المصرف المركزي مرونة كبيرة كلما استدعت ظروف السوق إدخال تعديلات على النظام، ما خلق أريحية كبيرة في أوساط المتعاملين، وضمن حقوق الأطراف كافة، وأصبح نظام القروض الشخصية من أفضل قرارات وأنظمة «المركزي» على الإطلاق.
المتابع لسرعة اتخاذ المصرف المركزي للقرارات وتعديلها إن لزم الأمر، يدرك سر ديناميكية القطاع المصرفي والنظام المالي في دولة الإمارات، وتفوق بنوكه وقدرتها على المنافسة مع أكبر المصارف وأعرقها حول العالم.
وعلى الرغم من أن حالات وشكاوى كثيرة تردنا من المتعاملين تظهر أحياناً أنهم «ليسوا دائماً على حق»، فإن المطالبات التي نشرتها «الإمارات اليوم» على مدار الأسبوع الماضي والتي تتعلق بانتقاد شريحة كبيرة من المتعاملين، زيادة الحد الأدنى للرصيد إلى 5000 درهم وفقاً لما أعلنته بعض البنوك، جاء منطقياً خصوصاً لذوي الرواتب المنخفضة، لاسيما أن الشريحة العظمى من الموظفين والعاملين في القطاعين العام والخاص يتلقون رواتبهم عن طريق البنوك.
في المقابل، جاءت ردة الفعل من قبل «المركزي» كجهة رقابية وتنظيمية على قدر المسؤولية، ولاقت استحساناً كبيراً في أوساط المتعاملين الذين جاءهم رد «المركزي» بتعليق الزيادة ودراسة أثرها، ليؤكد لهم أن صوتهم «مسموع».
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه