حيث الشتاء مختلف

أمل المنشاوي

هنا، حيث تشرق وجوه الناس مع شروق الشمس، فتبتسم لنعمة اليوم الجديد، وتمتن لقدومه في أمان وستر.

هنا، حيث المزاج قهوة عربية وتمر وشطيرة خبز عُجنت بحب الأمهات ودعواتهن، هنا، حيث الصباحات سرور وخير.

هنا، حيث الشوارع النظيفة والحدائق البهيجة والشواطئ الذهبية ونسيم البحر العليل، هنا، حيث لطف القدير بعباده بعد شهور القيظ والحر.

هنا، حيث القوارب واليخوت ورحلات أوقات الغروب وحفلات المساء على السفن المفتوحة، هنا، حيث الشهور المعتدلة، حيث الشمس الدافئة نهاراً والهواء البارد ليلاً، حيث ديسمبر ويناير وفبراير، وسعادة أجواء المطر.

هنا، حيث الصحراء «برٌ» و«سفاري» و«تخييم» و«تزلج على الرمال» و«عراقيب»، وسحر البادية، ودفءٌ قرب مواقد النار ورائحة الطعام وتجمعات الأسر.

هنا، حيث المنتجعات ترحاب وحسن استقبال واغتسال من الضغوط والهموم والأمراض والأحزان، هنا، حيث المطاعم قوائم تراعي جميع الأذواق والأعراق، وتتنوع بلا عدد أو حصر.

هنا، حيث «أجمل شتاء في العالم» و«شتاء حتا»، والقرية العالمية، وبرج خليفة، ومسجد الشيخ زايد، وجزيرة ياس، وجزيرة سنوبي، وقصر الوطن، ومتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، وملايين الزهور وأشجار الفل ومنارات الجزر.

هنا، حيث الضحكات صافية بصفاء النفوس التي اعتادت العيش بسلام بلا تمييز أو تعالٍ أو تكبر على بني البشر، حيث الفنادق ضيافة وفخامة راقية، حيث الحياة بلا قلق أو توتر أو شر. هنا، حيث الأمان والحب يسكن البيوت والقلوب، حيث الوسطية والاعتدال والعدل، حيث القوانين نظام لسعادة وحماية الإنسان والطير والشجر.

هنا، حيث الإقامة ذهبية، والأيام فعاليات وأحداث عالمية والإنجاز لا يعرف مستحيلاً، هنا حيث الأيادي الممتدة دفئاً وكرماً وعوناً، لا تكل ولا تخشى انتقاصاً أو احتياجاً أو فقراً.

هنا، حيث الإمارات وشتاؤها المختلف عن كل بقاع الدنيا، حيث العمل والتميّز يملآن اليوم، حيث المدارس والجامعات والمساجد، حيث العلاقات سوية، والناس جيران وأهل من كل الأجناس، ثم تأتي المساءات والعطلات لتتيح فرصة عظيمة لالتقاط الأنفاس، وإعادة شحذ الهمم والطاقات، لتنام الخلائق قريرة العين مستعدة لليوم الجديد، فتضبط الساعات عقاربها على أذان الفجر.

amalalmenshawi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر