3 دقائق انتظار

أمل المنشاوي

اتصلت صديقتي قبل أيام عدة تشكو عطل سيارتها والإرباك الذي أصاب يومها حتى تمكنت من تأجير سيارة وإرسال سيارتها المتعطلة للتصليح وكيف أنها تشعر بالضيق، ليس لأن الأمر استغرق ساعات عدة، لكن لأنها لم تعد تحتمل فترات الانتظار مهما كانت قصيرة.

تقول: «طبيعة الحياة في الإمارات عودتنا على الراحة، حد الدلال، فأصبحنا لا نطيق الانتظار أكثر من ثلاث دقائق، سواء في إشارة مرور أو أمام كاونتر خدمات أو حتى في المطاعم والمقاهي».

قبل عامين تقريباً سافرت عبر مطار دبي الدولي في مهمة عمل، وكان المطار مزدحماً وفيه جنسيات من كل حدب وصوب، وقتها قلت حتماً سنتأخر في إنهاء الإجراءات واخترت مقعداً بعيداً، وأخبرت زميلتي أن توقظني عندما يخف الزحام، فقالت مبتسمة أمامك «10 دقائق للنوم»، وفعلاً في أقل من ذلك حان دورنا.

لا شك لكل منا قصة مع فترات الانتظار القصيرة، هنا في الإمارات، عند زيارة مستشفى أو مركز تسوّق أو غيرهما من الأماكن التي مازالت تحتاج إلى الحضور الشخصي. فخدمات كثيرة أصبحت في متناول اليد عبر تطبيقات الهواتف الذكية، ومقياس نجاح الخدمات في سرعتها وإنجازها بسهولة ويسر واحترام لوقت المتعاملين.

من يختبر ديناميكية الحياة في الإمارات وسرعتها وحداثتها، يفهم معنى أن يستقبل مطار دبي الدولي 92 مليوناً و300 ألف مسافر خلال عام 2024، مسجلاً بذلك أعلى حركة للمسافرين على مستوى العالم، ومن يستخدم المطار يعلم جيداً حجم التسهيلات المتاحة والسرعة في إنهاء الإجراءات، فضلاً عن توافر كافة الخدمات.

ليس سهلاً أن يحتفظ مطار دبي الدولي بمكانته في صدارة أكثر المطارات إشغالاً في العالم، على مدار 10 سنوات متتالية، هناك عمل دؤوب وجاد وراء هذا التفوق، والأهم من ذلك أنه المطار الأكثر راحة للناس. أمّا الجزء الأكثر بهجة في القصة، فهو تلك الوجوه البشوشة التي تستقبلك بودّ وتهنئك على سلامة الوصول وتودعك بابتسامة.

المطارات واجهة الدول وبوابتها الأولى والانطباع الذي يدوم لدى الزائر والمسافر، وهذا ما يفسر حجم الاستثمارات الضخمة التي يتم رصدها سنوياً لتطوير المطارات في الإمارات عموماً، وفي مطارات دبي على وجه الخصوص.

amalalmenshawi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر