النجاح «المزعج»
كشف حساب مفصل، وعرض تقديمي شامل، وتركيز بمنتهى الشفافية والأمانة على المشكلات والفجوات ومواطن الضعف بلا خجل أو مواربة، وتصور واضح للحلول على المدى القريب والمتوسط.
تواضع جم مهما عظم حجم الإنجاز، ووعود بالإصرار على تحقيق الأفضل والأحسن، وتنافس وتبارٍ بين الوزراء والمسؤولين في شرح واقع التحديات وتصوراتهم وخططهم لتخطيها وحل عقدها.
باختصار هذا هو ملخص الشكل العام للاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات التي عقدت أخيراً في أبوظبي.
السرد المفصل والحوارات والنقاشات الواقعية البعيدة عن المجاملات التي دارت على مدار الاجتماعات، وحتى الاعتراف بالقرارات غير الصائبة والرجوع فيها وإلغاؤها، تفرض كل عام على كل مواطن ومقيم على أرض الإمارات الاستماع بإنصات بالغ واهتمام كبير واحترام وتقدير لهذه النخبة من الكفاءات ذوي التعليم الرفيع والخبرات الواسعة والأيادي النظيفة التي تتشكل منها الحكومة وما تحتها من جهات ومؤسسات، لأن المحصلة خدمة الناس وتيسير حياتهم والحرص على راحتهم.
أما على المستوى الرسمي فتعد هذه الاجتماعات مهمة جداً لكل وزارة وجهة حكومية لأنها تسجيل سنوي دقيق لما تحقق وما تنوي هذه الجهة أو الوزارة تحقيقه، ويعلم كل مسؤول يقيناً أن كل كلمة تقال هي وعد قاطع والتزام لا يمكن إلا القيام به.
وعلى المستوى الإعلامي ومخاطبة الناس يشعر الجميع بالمصداقية والراحة للطرح الموضوعي لكل الخطط الموضوعة وحجم ما تحقق فيها، وكيف يتم تقييم الأداء لحظياً وعلى مدار العام بما يضمن ديمومة الإنجاز والاطمئنان إلى أن الجميع على الطريق الصحيح.
خلال العقدين الماضيين حققت حكومة الإمارات طفرة على مستوى كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وأرست مبدأ عاماً في الأداء أن كل مسؤول وكل موظف حكومي في موقعه بالأساس ليس مكلفاً لخدمة الناس فقط بل لإسعادهم ونيل رضاهم أيضاً، حتى بات رضا المتعاملين أحد أهم مؤشرات التقييم السنوي والذي يتم إعلان نتائجه بلا تجميل، لذا لا عجب ولا غرابة في أن كل المنتفعين والمتقاعسين والمتخاذلين عن خدمة شعوبهم منزعجون جداً من نجاح الإمارات ويعتبرون، حكومتها «حكومة مزعجة».
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.