«تعال إلى دبي»

أمل المنشاوي

يقول أحد رجال الأعمال البارزين: «اعتدت منذ أكثر من خمس سنوات على مكان مفضل بمنطقة جميرا في دبي، أتناول فيه القهوة، وألتقي عدداً من أصدقائي بين وقت وآخر، فقط للدردشة بعيداً عن روتين العمل اليومي، حتى وجدت نفسي يوماً ما أذهب وأجلس وحدي أراقب المكان من بعيد، وأتأمل العالم في وجوه الجالسين الذين قدموا من وجهات وبلدان مختلفة، وأُحدّثُ نفسي خلال نصف الساعة التي أجلس فيها في ذلك المكان، ما الذي جاء بكل هؤلاء؟ وكيف أقنعتهم دبي بهذا التعايش والتآلف الذي أراه في ابتسامة عابرة من شخص لا يعرفني أو تحية حارة من سائحة ستينية تشكر بحب بالغ كل من يفسح الطريق لها أو يقدم لها خدمة، أو في علامات الرضا التي تظهر على وجه النادل وهو يخدم روّاد المكان بكل همة، وكأنه ممتن لتلك الفرصة العظيمة التي منحتها له الحياة؟».

يكمل: «أضحك كثيراً كلما سمعت عبارة (حبيبي Come to Dubai)، وفوراً تقفز إلى مخيلتي تلك الصور التي أخزنها في ذاكرتي مع كل زيارة للمقهى الشهي».

ويختم: «دائماً أقول إن التفاصيل الصغيرة والأوقات الحلوة مهما كانت بسيطة فإنها قادرة على خلق ارتباط كبير بالمكان، وجعله مفضلاً على غيره، وهذا ما نجحت فيه دبي، وصنعت به علامتها واسمها وجهةً مُفضّلةً للسفر والسياحة أو حلماً للعمل والعيش».

على أرض الواقع، تشير بيانات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي إلى أن الإمارة استقبلت خلال العام الماضي منفرداً 18.72 مليون زائر دولي، بنمو سنوي 9% مقارنة بالفترة ذاتها من 2023، كما سجل مطار دبي الدولي رقماً قياسياً في عدد المسافرين خلال 2024 أيضاً، حيث تعامل مع 92.3 مليون مسافر، بزيادة قدرها 6% مقارنة بعام 2023. أيضاً بلغ معدل إشغال الفنادق في دبي خلال العام الماضي 78.2%.

كل هذه الأرقام تعكس نجاح الإمارة في أن تكون مقصداً سياحياً وترفيهياً مُفضّلاً لدى العائلات والسياح، بفضل تنوع الأسواق السياحية والفعاليات والمعارض الدولية، فضلاً عن البنية التحتية المتطورة، وقبل كل ذلك بشاشة الاستقبال، وتقديم الخدمات بجودة تفوق سقف التوقعات.

معرض سوق السفر العربي الذي يُعقد حالياً في دبي، أحد أهم المعارض العالمية المتخصصة في صناعة السفر والسياحة، ويستقطب آلاف المهنيين من مختلف أنحاء العالم، ويُعدّ منصة رئيسة يشارك فيها روّاد الصناعة والمهتمون بها، وفي كل دورة تنتهي يأخذ المشاركون معهم توصية واحدة يتفقون عليها بلا ترتيب، وهي «تعال إلى دبي».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر