العيد ليس زينة ترفرف في الشوارع، ولا أغنية تُبَثّ على الإذاعات. العيد مسؤولية.. مسؤولية وطن أقسمنا أمامه بأن «نَعمل ونُخلِص». تلك الجملة التي كررناها صباحاً بعد صباح، ولم تكن مجرد نشيد وطني في المدرسة، بل وصية مبكرة بأن نضع الإمارات أولاً.
شاهدت تصريحاً لسمسار عقاري ينصح المواطنين بشراء بيوت شعبية مخصصة للمواطنين في كل إمارة و«تخزينها» للمستقبل، لأن «الزمن تغيّر وكل شيء ما راح يكون مثل قبل»، وجاءت تغريدته بعد تصريح معالي الوزير، بأن يتم توزيع شقق على المواطنين بدلاً من
في السنوات الأولى لجامعة الشارقة دار نقاش بين أحد مسؤوليها وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حول بعض طلبة «المنح» الذين لا يجتهدون بما يكفي، والخشية من أن يؤثر ذلك على تصنيف الجامعة، فأجابه سموّه بأن الجامعة أنشئت لأبنائنا
تعجبني المؤسسات الرشيقة التي لا تكتفي بالتصريحات، بل تبتكر حلولاً واقعية، تلك التي تفكر بعقل الجمهور، لا من خلف المكاتب. ومجلس الإمارات للإعلام من هذا النوع، حين أطلق منصة «آمن»، ليجعل الناس شركاء في حماية أنفسهم من المحتوى المضلل أو
كنتُ في مجلس صديقي، وتعرّفت إلى إخوانه العشرة فقلت له مازحاً: «وأنت مُكتفٍ بثلاثة أبناء؟ كن مثل أبيك واجعلهم أكثر»، ابتسم وقال: من يُنجب الرابع اليوم يغامر براحة بيته. فكّرت: لو ذابت هذه التحديات، هل ترتفع نسبة الخصوبة في الإمارات التي
المنزل في الإمارات ليس جدراناً وأثاثاً فقط، بل هو مصدر أمان وكرامة. كثير من الأسر المواطنة، خصوصاً النساء، حاولن عبر السنوات تحويل هذا الملاذ إلى ورشة صغيرة: تطبخ من مطبخها، تخيط من غرفتها، أو تبتكر من فكرة بسيطة تعيل بها عيالها، لكن
تتصل ببنك لتنجز معاملة بسيطة، أو بشركة أو جهة ما فيستقبلك الرد الآلي - المفترض أنه ذكي - عندها تبدأ رحلة «السبع دوخات»: ضغط متواصل على الأزرار، تكرار للكلمات حتى يتعرّف إلى بصمتك الصوتية، وانتظار لا ينتهي. وبعد ربع ساعة، وربما أكثر، ينتهي
رحلة عائلية دُفع فيها الكثير، كان هدفها المتعة والراحة، فإذا بالبعض يستعيد ذكريات سلبية تعكّر صفوها، أو يبالغ في ردّات فعل على تفاصيل يمكن أن تمر ببساطة. في النهاية يعود الجميع مستنزفين مالاً ومشاعر.. بلا نشوة ولا طمأنينة. هذا ما أطلق عليه
أرسل لي ولي أمر صوراً من داخل لعبة «روبلوكس»، وسأل: هل تظنّ أن مثل هذه اللعبة مقبولة لأطفالنا ومراهقينا؟ المشهد كان مزعجاً فعلاً، لكن قبل أن أجيبه، سألته: هل تتابع ابنك؟ وهل أنت من قام بتسجيله؟ قال: طبعاً لا. وبعد التأكد، تبيّن أن ابنه
قالوا إن كثرة الجنسيات ستأخذ من عيال دبي طبعهم ولهجتهم، وتُذيبهم في زحمة العالم، لكنهم ما عرفوا دبي. دبي ما ربّت يوماً جيلاً هشّاً، بل أخرجت أبناءً صقلهم التنوع، وزادتهم العشرة مع الآخرين فطنة ومرونة، لا ذوباناً ولا تخلّياً عن الأصل، مثلها
عندما سألت أم أحمد – وهي في السبعين – عن أكثر ما تتمنى، أجابت ببساطة: «ألا أشعر بأنني عبء على أحد». هذه الأمنية الصغيرة تختصر عالماً كاملاً من الممارسات والسياسات، بعضها خجول. فمن جهة، نرى قوانين ومبادرات تُعلي من شأن كبار السن وتضعهم في
في كل مؤسسة، وفي كل مشروع، هناك صوتان، صوت القائد الذي يدرّس ويقرّر، وصوت الذي لا يعرف شيئاً، لكنه يُعطي رأيه في كل شيء. قامت شركة Zenger/Folkman بدراسة على أكثر من 10 آلاف موظف في قطاعات متنوعة، وسألتهم: هل تفضّل أن تعمل مع قائد قوي وواضح
النفس المهزومة لا تُزعجك لأنها ضعيفة، بل لأنها لا تُطيق أن ترى من هو أقوى منها. تُريد الجميع نسخة عنها: محبطاً، متردداً، لا يعرف كيف يمسك المقود. تخيلها في شخص جالس في زاوية المكتب، لا يعمل ولا يدع غيره يعمل! يرفض المبادرات، يسخر من الطموح
في سن الأربعين.. لا أحد ينتظرك لتبرر، ولا يصفق لك لأنك حاولت، كل شيء حولك يسأل: ماذا أنجزت؟ وماذا تملك؟ لكن لحظة.. ماذا تملك بالضبط؟ بيتاً، رصيداً، وظيفة مرموقة؟ أم تملك القدرة على مواصلة الطريق من دون أن تنهار عند أول عثرة؟ «أربعيني...
في زمن «اللايف»، لم يعد الطموح أن تتخرج أو تعمل أو تبني لنفسك اسماً. صار الحلم أن ترقص، وتضحك، وتقول ما لا يُقال.. أمام جمهور مجهول، لتبقى في الضوء فحسب. شاب يقرر ترك الجامعة، لأنه «بيفتح لايف»، وآخر يترك الوظيفة لأن «الدخل أعلى»، وثالثة
لو سألت أي مواطن، أو مقيم، أو حتى زائر مرّ مرور الكرام عبر مطارات الإمارات: «ما أول شعور يخطر في بالك وأنت هنا؟»، ستجد الجواب يتكرر وكأنه إجماع شعبي: «الأمان». أن تعيش مطمئناً على بيتك وأهلك وعملك، وأن ترى العدل يسري على الجميع دون تمييز،
حين عاد أبي حاجّاً عام 1993 رفعنا العلم فوق بيتنا ليعرف الحيّ كلّه أنّ في هذا البيت حاجّاً.. إعلانٌ صامت بأن الركن الخامس اكتمل بين جدراننا، وتهافت الجيران للسلام عليه، وقدّم لهم المسابيح وكاميرات صغيرة فيها صور الكعبة وبئر زمزم. ومع حجّ
هل فكرت يوماً في الثمن النفسي الذي ندفعه مقابل إصرارنا على العناد؟ كم من نقاش بسيط تحوّل إلى معركة مريرة لأن كلا الطرفين أصرّ على أن تكون له الكلمة الأخيرة؟ تمسّكنا بالرأي على حساب الود والراحة يترك وراءه غضباً يتراكم في الصدر، وتوتراً
أخبرني صديق أنه اشترى دُمى «لابوبو» لأطفاله الأربعة، ودفع 1400 درهم. لم يكن يمتلك المبلغ، فسدده بالتقسيط عبر «تابي»، والسبب أن أطفاله طلبوا، ولأن الجميع من حوله اشترى، ولأن «الترند»، كما تعلم، لا ينتظر أحداً. دمية لا يتجاوز حجمها كف اليد،
يخبروننا منذ أن كنا صغاراً بأن الوطن العربي سلة الغذاء، وأن لديه أكثر من 470 مليون نسمة قادرون على الصناعة والابتكار، وأن العقول العربية شاركت في كثير من الإنجازات العالمية في الفضاء والتكنولوجيا وغيرها. ثم يقولون: نحن مستهلكون، وكل شيء
هل أنت راضٍ عن نفسك أم أنك تحاول خداعها بقبول أمور لا ترغب فيها، وتُردد في داخلك: «لا بأس، غداً ستتحسّن الأمور»؟ نقول: «إن شاء الله تتحسّن»، لكنك لا تتحرّك، ساكنٌ في مكانك، ولا تنوي مغادرة منطقة الراحة. ليست هذه دعوة للتهوّر، ولا للمغامرة
قطع رجل خمسيني الطريق دون أن يلتفت، وكاد أن يُدهس، لولا أن أوقفنا السيارة في اللحظة الأخيرة. استنكرت تصرّفه، لكن أخي أشار بهدوء إلى يساري وقال: «خرج للتو من المحكمة، لا تحكم عليه قبل أن تعرف ما أثقل قلبه». يسير وجسده بين الناس، لكن روحه
هل شاهدتم تلك الإعلانات الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي، التي يتسابق فيها المؤثرون للظهور بعباءات ومخاوير، متكلّفين لهجة إماراتية مشوّهة، بحثاً عن «الترند» ومضاعفة الأرباح؟ مشاهد جعلت اللهجة الإماراتية والزي الوطني مجرد أدوات تسويقية،
مازلتُ أتذكّر ذلك اليوم وكأنّه البارحة.. صوت ضربات قلبي وأنا أستعد لاستلام 300 درهم، جائزة حفظ جزء من القرآن في أحد مراكز الشيخ زايد لتحفيظ القرآن الكريم المنتشرة بمساجد الدولة، مبلغ كبير لطفل في التاسعة، وكان بيني وبين أبناء الحي سباق
تخيّل أن تستيقظ صباحاً على نغمة منبّه ذكي اختارها هاتفك خصيصاً بناءً على عادات نومك، يُلقي عليك المساعد الافتراضي تحية الصباح مخاطباً إياك باسمك، ويخبرك بحالة الطقس وأهم مواعيدك. قبل أن ترتشف قهوتك، يكون قد اقترح عليك مقطعاً إخبارياً