في حضرة الأمان
لو سألت أي مواطن، أو مقيم، أو حتى زائر مرّ مرور الكرام عبر مطارات الإمارات: «ما أول شعور يخطر في بالك وأنت هنا؟»، ستجد الجواب يتكرر وكأنه إجماع شعبي: «الأمان».
أن تعيش مطمئناً على بيتك وأهلك وعملك، وأن ترى العدل يسري على الجميع دون تمييز، في وطنٍ يجعل الإنسان القيمة العليا في كل سياسة وقرار.. هذا ليس شيئاً عابراً، بل هو نتاج حكم رشيد، وعقل لا يفرّق بين مواطن ومقيم، بل ينظر إلى الجميع باعتبارهم شركاء في الوطن، وليسوا ضيوفاً عليه.
حين تفكر في تلك النعمة، تكتشف أن الإمارات لا تبني أبراجها قبل أن تبني طمأنينة الإنسان.
بلاد تعطي الفرد قيمته قبل أن تطلب منه الإنجاز، وتبسط له الطريق، وتزيل البيروقراطية، وتجعله يرى السعادة هدفاً واقعياً لا شعاراً.
في أبوظبي، مدينة زايد الإنسانية استقبلت المرضى والمحتاجين من أفغانستان وغزة، واحتوت المئات من اليمنيين ومرضى «كورونا» حين تعثرت بهم السُبُل.
حين ترتجف الأرض تحت أقدام الجميع، وتصبح السماء غير السماء التي يعرفونها، يبدأ الناس بشد رحالهم إلى حضن «الإمارات.. الحلم الكبير ودار الأمان».
هذه الثروة – ثقة الناس بوطننا – تستدعي منا التفاتة، سواء كمواطنين أو كمقيمين، والحفاظ عليها بالحسّ الوطني وبوعينا ضد أي تضليل.
ولأن هذه النعمة غالية، فإن صونها واجب.
واجب علينا نحن، أن نكون الدرع الواعية ضد أي محاولة للتشويش أو التزييف. لا تنقل شائعة، لا تتسرع في مشاركة مقطع، لا تكن ساذجاً في زمن الذكاء الاصطناعي والتزييف.
تذكروا جائحة «كورونا».. حين ارتبك العالم، خرج القائد الحكيم - صاحب السمو رئيس الدولة - وقال: «لا تشيلون هم.. الغذاء والدواء خط أحمر».
وفي لحظة طمأن كل بيت، وأعاد الهدوء لكل قلب.
اليوم، العالم يموج بأخبار، بعضها كاذب، وتنتشر كالنار.
فهل أنت جزء من التضليل، أم من الوعي؟
هل تسعى للسبق الصحافي، أم لحماية بلدك من سهام الشائعة؟
الإمارات وطن الأمان.. فلنكن معه حماة الكلمة.الله يحفظ بلادنا، وبلاد الجميع.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه