راتبك من بيتك

عيسى عبدالله الزرعوني*

المنزل في الإمارات ليس جدراناً وأثاثاً فقط، بل هو مصدر أمان وكرامة. كثير من الأسر المواطنة، خصوصاً النساء، حاولن عبر السنوات تحويل هذا الملاذ إلى ورشة صغيرة: تطبخ من مطبخها، تخيط من غرفتها، أو تبتكر من فكرة بسيطة تعيل بها عيالها، لكن المشكلة أن هذا الجهد ظل دوماً «هواية مأجورة» بلا ضمان، مرة يأتي بدخل، وأخرى يخيب.

اليوم، جاءت مبادرة غير مسبوقة، أن يتحول مشروعك المنزلي إلى وظيفة رسمية براتب ثابت، وتسجيل في صندوق أبوظبي للمعاشات، ونسبة من أرباح المبيعات، خطوة تعكس رؤية «50:50»، التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي تهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة الإماراتية في مختلف مجالات التنمية.

أهمية هذه المبادرة لا تُقاس بالراتب وحده، بل بطمأنة الأسر الإماراتية و«أبناء المواطنات» بأن جهدهم مصون، وأن العمل من البيت ليس عيباً ولا خياراً اضطرارياً، بل جزء من اقتصاد وطني معترف به. وكم من مشاريع كبرى انطلقت من منازل متواضعة.. الدرس واضح: الأفكار الكبيرة لا تحتاج إلى مكاتب ضخمة، بل إلى عقول تصرّ وتجتهد.

ولكي تحقق هذه المبادرة أثراً أكبر، لابد من استثمار المنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي في الترويج للمشاريع المنزلية وإبرازها. فكم من مشروع لفت أنظار المشترين بإعلان بسيط أو صورة أتقن صاحبها نشرها. المجال مفتوح، لكن النجاح يحتاج إلى إبداع متجدد.

هذه المبادرة تعزز دخل الأسرة، وتفتح أمامها باباً أوسع للاستقرار، وتشجع الفتيات اللواتي لم يبدأن بعد على خوض التجربة بثقة، وتمنح شبابنا فرصة لرؤية منازلهم كمختبرات صغيرة تتحقق فيها الأحلام.

مثل هذه المبادرات تدعم الأسر المواطنة، وتمنحها دخلًا منتظماً واقتصاداً رديفاً، يعزز استقرار المجتمع. نحن أبناء بلاد خير، وهذه المبادرة تقول بوضوح: إن البيت سيبقى الملاذ الآمن، لكنه قادر في الوقت نفسه أن يكون باب رزق كريم.

*إعلامي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

تويتر