زايد وفزاع
في أحد المجالس، قال الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، لمسؤولين في الدولة: «كونوا قريبين من الناس، وانقلوا كل ما يهم البلد». وبالروح نفسها حكم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، دبي؛ مجلس مفتوح، قرار حاضر، ومسؤولية لا تعرف التأجيل. بهذه البساطة تبلورت فلسفة حكم متجذرة في التاريخ: المجلس قلب الإدارة، والفعل يسبق الإجراء. هكذا أُديرت الإمارات منذ بداياتها، فبُني نموذج دولة لأن الحكم كان ممارسة يومية لا نظرية.
هذا النهج لم ينقطع. صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حوّله إلى أسلوب إدارة يومي، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، يقدّم نموذجًا معاصرًا له في ميادين المسؤولية والعمل العام. فزاع حاضر في القيادة بالفعل؛ قربٌ من الناس، سرعةٌ في القرار، وحضورٌ يعرف أن المجلس ليس رمزًا اجتماعيًا، بل أداة حكم وبناء. لذلك ظل حضوره في مجالس دبي، وفي مبادرات مثل «غداء دبي»، تعبيرًا عمليًا عن قناعة واضحة: قوة دبي ليست في بنيتها التحتية فقط، بل في متانة نسيجها الاجتماعي، وفي قدرتها على أن تجمع أهلها على المحبة والتراحم قبل المشاريع والأرقام. مبادرات تُقاس بالأثر لا بالشعار؛ من مجالس جمعت مئات من الأهالي والأعيان، إلى «تحدي دبي» الذي شارك فيه أكثر من مليون شخص عبر دوراته المختلفة، في رسالة واضحة بأن المجتمع القوي يبدأ بإنسان حاضر ومتوازن.
فزاع لا يقدّم نفسه بلقب، بقدر ما يظهر كقدوة بالامتثال. يستمد ملامحه من دبي نفسها؛ مدينة تُدار بعقلية مرنة، تتكيف مع المتغيرات بدل أن تُقاومها، وتُقدّم الإنسان على الإجراء. لذلك لم تكن دبي مدينة بيروقراطية يومًا، بل بيئة قرار. من الفروسية إلى القفز المظلي، ومن إدخال رياضات جديدة في المنطقة العربية مثل «البادل تنس»، إلى مبادرات جماهيرية كـ«تحدي دبي» و«بطولة ناس»، الرسالة واضحة: الجسد القوي انعكاس لعقل حاضر، والهمة العالية أسلوب حياة لا شعار.
أن تكون قائدًا.. هذا متاح.. لكن أن تبقى قريبًا، مُلهمًا، وأن يشعر الناس أنك واحد منهم، لا يعلو عليهم إلا بالهمة.. فهذا استثناء.
وفزاع يمشي على خطى القادة الكرام، بطريقته، وبروح هذا الجيل.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.