شعور بالذنب والإحباط

الغوطة بلا ماء ولا كهرباء. أ.ف.ب

يقول الناشط (محمد - 35 عاماً): «تخيل أن تكون في حالة حصار، بلا كهرباء، ولا ماء، ولا صابون، ترتدي الملابس القذرة نفسها، يوماً بعد يوم، وصلنا إلى النقطة التي صرنا ندفع فيها ما يعادل ثمانية دولارات للخبز المتعفن»، ويضيف «كنت أتخلص من الأجزاء الخضراء المتعفنة وأغمس الجزء السليم منه في الزيت، وعندما نضب الزيت صرت أغمسه في الماء».

ويروي: «زرعت أنا ورجل آخر البطاطا، لم يتوقف صاحبي أبداً عن الحديث عن رغبته في قلي البطاطا عندما ينضج المحصول. كنت سعيداً جداً عندما استطعت أن أطبخ البطاطا، لكنني حزنت في الوقت نفسه لأن الرجل الذي زرعها معي مات، وشعرت بالذنب لتناول الطعام من دونه».

ويضيف «دفعت ما يعادل 4000 دولار للخروج من الغوطة والعبور إلى لبنان، وبالنسبة للأشخاص الذين يسيطرون على الحدود، فأنت لست إنساناً تنجو بحياتك، بل أنت ثروة هبطت عليهم من السماء، حيث إنهم يأخذون منك كل ما تملك»، ويتابع: «اليوم، أشعر بما يشعر به جميع السوريين في المنفى: الشعور بالذنب والإحباط. لن تستطيع أن تستوعب هذا الكابوس إلا إذا حدث لك، وآمل ألا يحدث لك أبداً».

تويتر