"الغترة" وسيلة قطر للتقارب مع الجماهير الأجنبية في كأس العالم

من المعتاد في نسخ كأس العالم لكرة القدم أن يتقرب المشجعون الوافدون من كافة الأنحاء للدولة المضيفة من خلال ارتداء الملابس التقليدية لشعبها‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬أو اتباع عاداتها أو استحضار لمحات من تاريخها.

وارتدى المشجعون الأجانب القبعة المكسيكية في نسخة 1986، وملابس مصارعي الثيران في إسبانيا قبلها بأربع سنوات،‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬وأزياء المحاربين الرومان في إيطاليا بعد أربع سنوات، وامتدت هذه التقليعات في نسخ أخرى.

ونشرت جنوب إفريقيا أبواق فوفوزيلا بين مشجعي العالم منذ استضافت نسخة 2010.

وفي قطر لجأ المشجعون من دول مختلفة إلى الزي العربي التقليدي، مع وضع لمسات مبتكرة بإضافة أعلام وألوان دولهم.

وأصبح من الشائع في مناطق تجمع المشجعين، مثل سوق واقف والكورنيش ومحيط الاستادات، رؤية الجماهير الزائرة بالجلباب والغترة والعقال، ويساعد أفراد الأمن أحيانا المشجعين في تثبيت وربط غطاء الرأس.

وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة طريفة لبعض مشجعي كرواتيا يرتدون الزي العربي الكامل لكن مع إضافة المربعات الحمراء الشهيرة لقميص منتخبهم على الجلباب.

وتميمة كأس العالم في قطر «لعّيب» هي لمجسم لهذا الزي العربي، وتشير إلى «شماغ» أبيض اللون مع وجه مبتسم تتدلى منه حبال العقال، وحرص مشجعون على التقاط صور تذكارية مع تميمة البطولة المنتشرة في البلاد عبر ملصقات ولوحات وتماثيل ورسوم متحركة.

داخل محطات المترو انتشرت متاجر تبيع الغترة والعقال مع أعلام أشهر المنتخبات مثل البرازيل والأرجنتين وإسبانيا ووجدت إقبالا جيدا من الزوار.

وقال خليفة عبد الحكيم النعيمي أحد ملاك متجر (غترة موندو)، المخصص لهذه الفكرة، لرويترز «أردنا استقطاب الجمهور لمشاركتنا فرحة كأس العالم بتعريفهم على ثقافتنا العربية القطرية مثلما نعرف نحن ثقافاتهم، ومثلما فرضوا علينا موضة الملابس الرياضية».

وأضاف «تهدف هذه الفكرة للترحيب بالجماهير الأجنبية بطريقة إيجابية، وطرأت بعد الانتقادات تجاه قطر، أردنا التقارب مع الزوار بهذه الطريقة وبأيد مفتوحة».

وتابع «طرحنا 32 غترة مختلفة بكل ألوان وأعلام الفرق المشاركة وأثارت الفكرة إعجاب الجماهير. الإقبال متزايد على مدار البطولة، نعتبر الغترة علامة مميزة لقطر ونود أن تستمر بعد كأس العالم لتميزنا مثل القبعة المكسيكية الشهيرة«.

وفي الواقع يبدو جمهور المكسيك الأكثر شغفا بالغترة القطرية مع مزجها بالقميص الأخضر الشهير لمنتخبهم.

وقال المشجع أنطونيو أوتشوا القادم من المكسيك مع مجموعة كبيرة من الأصدقاء وارتدى جميعهم الغترة»إنها وسيلة للتعبير عن احترامنا للبلد المضيف وللثقافة القطرية، كما أنها مريحة وتقي الرأس من أشعة الشمس ونحن سعداء بارتدائها«.

وحضر الدنمركي هنريك مع عائلته بأكملها إلى قطر وارتدوا جميعا الغترة أيضا، وقال»من اللطيف أن نرتديها للاستمتاع بأجواء البطولة بجانب الوقاية من الشمس".

تويتر