"بانكسي" فنان الغرافيتي الشبح.. الأكثر غموضاً وإثارة للجدل حول العالم

بصورة قرد تخفي وجه حاملها، و7 ملايين متابع على "انستغرام" يقدم فنان الغرافيتي "بانكسي" المشهور والمجهول في الوقت نفسه للجمهور.

"بانكسي" رسام غرافيتي مجهول الهوية ينشر رسومه على جدران الشوارع في أنحاء متفرقة حول العالم، وغالباً ما تحمل رسومه رمزية لقضايا اجتماعية وإنسانية، وتُعد الجرذان عنصراً مهماً في الكثير من رسومه.

من هو بانكسي؟

تعددت الروايات حول شخصية الفنان المجهولة، فمنهم من يدعي أنه رصد الفنان أثناء عمله على إحدى اللوحات في شوارع ملبورن في استراليا وقام بتصويره بالفيديو، فيما قال شخص آخر إنه التقى الفنان في إحدى محطات القطارات وقام بإهدائه لوحة يقدر ثمنها بـ23 ألف دولار بعد أن ساعده على التقاط إحدى علب الألوان التي سقطت من حقيبته، فيما ذكر فلم وثائقي من إنتاج شركة "HBO" الأميركية أن بانكسي هو مجموعة مكونة من 7 فنانين يعملون بإدارة امرأة، وتبقى كل هذه الروايات دون تأكيد.

إلا أن الرواية الأكثر انتشاراً هي أن بانكسي هو فنان محلي من بريستول بريطانيا، اسمه روبن غونينغهام، وتوصل باحث في علوم الجريمة لهذه النتيحة بعد أن اعتمد طريقة عمادها الجغرافيا للتعرف إلى الفنان من خلال تتبع مواقع تواجد غونينغهام وظهور لوحات بانكسي، وأظهرت النتيجة تطابقاً في 140 مكاناً للوحات بانكسي مع عناوين مرتبطة بوجود غونينغهام.

إلا أن ما يعرف عن روبن غونينغهام لا يختلف كثيراً عما يعرف عن بانكسي وهو القليل، حيث ولد في يوليو 1973، بدأ برسوم الغرافيتي أثناء سنين مراهقته في برسيتول البريطانية، وانتقل للعيش في لندن في عام 2000، ولا تجمعه أي صلة بعائلته أو أصدقائه ما يجعل أمر التأكد من هويته الحقيقية أمراً شبه مستحيل.

ويحتفظ الفنان بسرية هويته إلى الآن لأنه يرى أن ذلك يجعل الناس تركز على مضمون الموضوع الذي يطرحه بعيداً عن شخصية الفنان، حيث قال بانكسي: "إذا أردت أن تقول شيئاً يسمعه الناس، عليك أن ترتدي قناعاً".

أعماله

تأثرت أعمال فنان الغرافيتي بانكسي بالفنان الفرنسي بليك لي رات، من حيث توظيف الموضوعات السياسية في الفن والتعبير عنها بفن الغرافيتي حتى إنه اتبع أسلوب الـ"STENCIL" وهو الرسم باستخدام القوالب الجاهزة وهو الأسلوب نفسه الذي يستخدمه لي رات، الأمر الذي مكنه من رسم جداريات بطريقة سريعة، ويقيم بانكسي بعض المعارض، ولا ينتج أكثر من نسخة للعمل نفسه.

وتقدر أعمال الفنان بآلاف الدولارات وربما أكثر، إلا انه لا يعتبر أن المال هو الغاية والهدف الأساسي لما يفعله.

وبيعت إحدى لوحاته وتحمل عنوان "ابقها خالية الآثار" في مزاد عام 2008 بمليون جنيه استرليني، بينما قدر سعر منزل حمل إحدى رسوم بانكسي على أحد أطرافه بـ500 الف جنيه استرليني.

رسائل سياسية وفن

أثارت رسوم الغرافيتي الخاصة به إعجاب الجماهير ودهشتها وغضب السلطات حيث اعتقل بانكسي مئات المرات بسبب الرسم على الجدران.

وفي الوقت الذي جمعت فيه رسوم الفنان ملايين المعجبين على «انستغرام»، لاعتبارهم أن الفن رسالة راقية.

يقف الطرف الآخر على النقيض تماماً، معتبراً أن ما يفعله الفنان بانكسي وغيره ممن يتبعون فن الجداريات يعتبر عملاً تخريبياً متعمداً للممتلكات العامة.

"فتاة البالون" خدعة بانكسي الأشهر والأحدث

نفّذ الفنان البريطاني المتخفّي بانكسي، خدعة قد تكون من الأكثر جرأة في تاريخ الفنون، فقد وضع آلة لتقطيع الورق في إطار إحدى لوحاته، ما أدّى إلى تمزّقها تلقائياً مباشرة بعد بيعها في مزاد علني في دار "سوذبيز" في لندن، مقابل أكثر من مليون جنيه استرليني.

ونشر الفنان فيديو على صفحته في "انستغرام" يظهر وضعه آلة التقطيع في اللوحة، وعلق "بانكسي" على الفيديو، مستعيناً بمقولة للفنان الشهير بيكاسو: "التوق الى التدمير هو أيضاً توق ابداعي".

وليس هناك حتى الآن أي معلومات حول كيفية بدء اللوحة بتقطيع نفسها في تلك اللحظة المثيرة للجدل بعد المزاد، إلّا أنه غالباً كان من الممكن تفعيلها بواسطة جهاز تحكم آلي عن بُعد.

وتبقى هوية "بانكسي" الذي يعد من أشهر فناني الشارع في العالم لغزا كبيرا منذ انطلاق مسيرته في التسعينات.

‎ولم يرَ أحد صورة للفنان، والذي غالبا ما يندد في أعماله بنزعة المجتمع الاستهلاكية والإمبريالية الأميركية ومصير اللاجئين، في رسومه المنتشرة في العالم، من لندن إلى غزة.

تويتر