أدار أول مباراة في التاريخ تنتهي بهدف ذهبي بكأس العالم

بوجسيم: الشيخ زايد طالبني بالظهور المشرف في مونديال 94

صورة

أكد الحكم المونديالي المعتزل علي بوجسيم، أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، استقبله وطالبه بالأداء المشرف قبل مشاركته كأول حكم إماراتي في إدارة مباريات كأس العالم 1994 التي أقيمت في الولايات المتحدة الأميركية.

وقال بوجسيم الذي شارك في إدارة ثلاثة موندياليات هي 1994، 1998 و2002، لـ«الإمارات اليوم»: إن «هذه اللحظة لا أنساها، وكان لهذا الاستقبال صدى كبير خارج الإمارات، لأنها كانت الأولى من نوعها في العالم، أن يحظى حكم سيشارك في تحكيم المونديال باستقبال رئيس دولته، هذا بخلاف التكريم الذي نلته من كل قيادات الرياضة في دولة الإمارات».

وأسدى بوجسيم نصائح لحكمنا الدولي محمد عبدالله الذي يشارك حالياً في إدارة مونديال روسيا 2018، مع زميليه المساعدين محمد أحمد وحسن المهري كممثلين للتحكيم الإماراتي والآسيوي، وقال «محمد عبدالله من حكامنا المشهود لهم بالكفاءة، وتم إعداده جيداً لكي يصل إلى هذه المرحلة التي يتمناها أي حكم في العالم، وأظهر مستوى رائعاً في مبارياته التي أدارها في مختلف البطولات المحلية والخارجية».


البداية في أميركا

علي بوجسيم:

بلاتر قال لو كل

الحكام بوجسيم

لسمحنا بالإعادة

على شاشات

الملعب.

- صِف لنا بدايتك مع التحكيم في المونديال؟

تم اختياري للمشاركة للمرة الأولى في إدارة منافسات مونديال 94 بالولايات المتحدة الأميركية، وفي هذه البطولة أدرت مباراتين الأولى كانت بين اليونان وبلغاريا في دور المجموعات، والثانية كانت مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين بلغاريا والسويد، وكنت أول حكم عربي وآسيوي وإفريقي يدير مباراة المركز الثالث في كأس العالم، وكان هذا إنجازاً مشرفاً، وكان طموحي قبل البطولة الظهور بمظهر مشرف، وترك بصمة قوية للحكام العرب والآسيويين والأفارقة على حد سواء، ولم أخش الموقف وقتها، ووضعت في ذهني ضرورة تغيير الانطباع الذي أخذه الفيفا عن الحكام العرب والآسيويين والأفارقة في بطولة 90 بإيطاليا، بعد أن أسندوا مباراتين فقط لهم وعاد بعضهم من المونديال دون أن يدير أي مباراة.

ويقول «استطعنا إعادة الثقة للحكام العرب تحديداً، خصوصاً بعد حادثة الحكم التونسي الشهيرة علي بن ناصر في مونديال 86 بالمكسيك، عندما احتسب هدفاً غير صحيح لنجم الأرجنتين مارادونا سجله في مرمى إنجلترا بيده».

فرنسا 98

- تواصل النجاح في مونديال 98 بفرنسا وحققت خلاله رقمين قياسيين، كيف كانت هذه البطولة بالنسبة لك؟

 كان مونديال فرنسا 98 من أفضل فتراتي التحكيمية، وفي كأس العالم تحديداً، ففي هذه الدورة حقق التحكيم العربي نجاحاً منقطع النظير لم يتحقق مثله حتى اليوم، فقد أدرت في هذه البطولة ثلاث مباريات دفعة واحدة وهو عدد كبير بالنسبة لأي حكم في كأس العالم، وكانت المباراة الأولى بين المغرب واسكتلندا، ولم ينظر الفيفا لي باعتباري حكماً عربياً، بل اعتبرني حكماً آسيوياً محايداً بين فريقين أحدهما من إفريقيا والثاني من أوروبا، ومن الطريف أن رئيس لجنة الحكام في البطولة كان اسكتلندياً واسمه ديفيد رينس، وهو الذي رشحني لإدارة هذه المباراة، والمباراة الثانية كانت بين فرنسا وباراغواي في دور الثمانية، وفازت فرنسا بالهدف الذهبي الذي تم تطبيقه لأول مرة في تاريخ كرة القدم في هذه المباراة، وسجله اللاعب المدافع رولان بلان في الدقيقة 114، وهو مدرب فريق باريس سان جيرمان، وفي هذه المباراة كان المنتخب الفرنسي في ورطة كبيرة لغياب أهم لاعبيه زين الدين زيدان بعد طرده في المباراة السابقة أمام السعودية في دور المجموعات عندما ركل فؤاد أنور من دون كرة، وبعد نجاحي في هاتين المباراتين، وإشادة رئيس لجنة الحكام بي، تم إسناد مباراة الدور قبل النهائي بين البرازيل وهولندا إليّ، وأطلقت عليها الصحافة الفرنسية مباراة العصر نظراً لقوة الفريقين وامتلاكهما لأفضل اللاعبين في هذا الوقت، وكانا أبرز مرشحين للفوز بالبطولة، ووفقت في إدارتها وحصلت على 9.5 درجات من 10، ونجاحي في إدارة هذه المباراة، بالإضافة إلى نجاح الحكم المصري جمال الغندور والحكم المغربي المرحوم سعيد بلقولة في مباريات مماثلة، فتح الطريق أمام الحكام العرب لإدارة المباراة النهائية، وكان الحكام العرب الثلاثة هم المرشحون لإدارة النهائي، وتم اختيار سعيد بلقولة، وكانت المباراة بين فرنسا والبرازيل وأدارها بلقولة بكفاءة أذهلت الجميع بمن فيها الفريق البرازيلي الخاسر.

الطرد الأول

- شهدت بطولة كوريا واليابان 2002 أحداثاً لأول مرة كنت أنت بطلها ماذا تقول عنها؟

هذه البطولة كانت فيها بعض الأحداث المثيرة التي كنت طرفاً فيها، فبعد نجاحي في بطولتبي 94 و98، تم اختياري للتحكيم أيضاً في بطولة كوريا واليابان 2002، للمرة الثالثة على التوالي، وهذا في حد ذاته نجاح كبير يحدث لأول مرة، وتم إسناد مباراة الافتتاح بين فرنسا والسنغال باعتباري الحكم الأكثر خبرة في المونديال في هذا الوقت من بين الحكام الذين تم اختيارهم لإدارة مباريات البطولة، وكان هناك شد عصبي كبير وتوتر وقلق لا حدود لهما قبل هذه المباراة تحديداً بين المنتخبين، باعتبار أنها بين المستعمر الأوروبي القديم للبلد الإفريقي، وكانت هناك رغبة قوية للاعبي السنغال في تحقيق الفوز على فرنسا وإلحاق الهزيمة بالمستعمر القديم، وقد كان وفازت السنغال بهدف دون رد، ووفقت في إدارة المباراة، وحصلت على 9.5 درجات من 10، وأشاد الكل بأدائي، حتى إن رئيس الفيفا وقتها سيب بلاتر قال «لو لدينا تحكيم بهذا المستوى لكنا سمحنا بإعادة اللقطات المهمة على الشاشات الموجودة بالملاعب، وبعد نهاية المباراة أيضاً وصلتني رسالة فورية من لجنة الحكام على هاتفي بالتهنئة على نجاحي في هذه المباراة، وفوجئت بأن كل حكام الدورة قاموا بوضع صورة هذه التهنئة على هواتفهم الخاصة».

وفي هذه البطولة أيضاً أدرت مباراة ثانية بين الأرجنتين والسويد وكانت في غاية الأهمية، لأنها كانت ستحدد من سيصعد للدور الثاني وتعادل الفريقان وتأهلت الأرجنتين، وهذه المباراة شهدت أول حالة طرد في تاريخ كرة القدم خلال بطولات كأس العالم من على دكة البدلاء وكانت للاعب الأرجنتين كانيجيا، الذي تفوه بألفاظ نابية بالإسبانية أمامي، واعتقد أنني لن أفهم اللغة الإسبانية، لكني عرفت معنى ما قاله، وفوجئ هو بي عندما أشهرت البطاقة الحمراء في وجهه وطردته من على دكة البدلاء، وكانت دهشته كبيرة عندما علم بأنني عرفت ماذا كان يقول بالإسبانية.

تويتر