رياضيون: الشارقة قدم وصفة عمل ناجحة للأندية الباحثة عن الدرع

متى يأتي دور النصر والوصــــل للتتويج بالدوري

صورة

أنهى فريق الشارقة احتكار أندية العين وشباب الأهلي والوحدة والجزيرة للقب بطولة الدوري في السنوات الأخيرة، بفوزه بدرع البطولة في الموسم المنصرم 2018 - 2019، بعد غياب 23 عاماً عن التتويج باللقب المحلي الأهم، ليفتح المجال أمام بقية الفرق للحاق به والتتويج بلقب البطولة كحق مشروع لجميع فرق الدوري. ويتساءل الجمهور «متى يأتي دور النصر والوصل للتويج ببطولة الدوري؟»، وهما الفريقيان الكبيران اللذان سبق لهما الفوز بلقب بطولة الدوري أكثر من مرة، لكنهما غابا في السنوات الماضية عن التتويج باللقب الغالي.

وكان النصر قد سبق له التتويج بلقب الدوري في ثلاث بطولات وبالتحديد مواسم 1977-1978، 1978-1979، 1985-1986، ومنذ ذلك التاريخ، أي منذ 33 عاماً، لم ينجح الفريق في الحصول على اللقب، بينما يعتبر حال فريق الوصل أفضل نسبياً، إذ سبق له التتويج بلقب الدوري في سبع مناسبات سابقة كان آخرها موسم 2006-2007، وهي البطولة الوحيدة الذي فاز بها في القرن الجديد، لكنه غاب عن التتويج المحلي بأي لقب منذ أن بدأ عهد الاحتراف، أي من 10 سنوات، بينما نجح النصر في التتويج ببطولتي كأس رئيس الدولة وكأس الخليج العربي في هذه الفترة.

وأكد رياضيون لـ«الإمارات اليوم»، أن فوز الشارقة بدرع الدوري رفع طموح بقية الفرق في المنافسة القوية والعودة إلى قائمة المتوجين بالألقاب، وأشارو إلى أن الشارقة قدم وصفة عمل للكثير من الأندية الباحثة عن التتويج بلقب الدوري.

غياب التنظيم الإداري

أكد عضو مجلس إدارة نادي الوصل السابق، سلطان حارب الفلاحي، أن سبب غياب «الإمبراطور» والنصر عن تحقيق البطولات المحلية في السنوات الأخيرة، يعود إلى غياب التنظيم الإداري، موضحاً أن سر نجاح الشارقة في الموسم الحالي وتتويجه بلقب دوري الخليج العربي، هو الاستقرار الإداري والفني في المقام الأول.

وقال حارب: «المشكلة تكمن في غياب الاحترافية في طريقة الإدارة، خصوصاً أن أعضاء مجلس الإدارة هم من يتولون اختيار اللاعبين الأجانب والصفقات الجديدة، بينما لا يتم محاسبتهم عندما تكون هذه الخيارات خاطئة، ويتم تغيير المدربين واللاعبين دون رقابة أو حساب».

وأضاف: أرى أن العين أكثر الأندية استقراراً واحترافية، بعيداً عن أن العامل المادي أحياناً يسهم في التغطية على القصور الإداري، لكن على سبيل المثال وجود محمد عبيد حماد على رأس الإدارة الفنية منذ 20 عاماً، أسهم في الإنجازات التي يحققها «الزعيم» في السنوات الأخيرة، وإن حدث أي إخفاق في بعض المواسم، فإن الفريق يستطيع العودة بعد ذلك بكل قوة.

وقال: «إدارة الشارقة عملت بطريقة صحيحة، إذ إنها لم تعتمد فقط على الفريق الأول، لكن العمل بدأ من القاعدة عن طريق المدرب جمعة ربيع الذي يعمل منذ سنوات طويلة في قطاع الناشئين، والدليل أن أغلب عناصر (الملك) من أبناء النادي، وليس اعتماداً على الصفقات من الأندية الأخرى».

وأشار إلى أن انتقاء اللاعبين الأجانب كان له دور إيجابي، وذلك يعود إلى نقطة وجود الأشخاص الذين لديهم الرؤية الصحيحة، ومعرفة احتياجات الفريق، والتعامل وفقاً لها.

عودة العميد

أكد لاعب النصر السابق والمحلل الرياضي وعضو اللجنة الفنية بنادي النصر سالم ربيع، أنه يتمنى عودة فريق النصر إلى مكانه الطبيعي في المنافسة في لقب الدوري والفوز بالبطولة، موضحاً أن ما قام به الشارقة قد يظهر للبعض أنه مفاجأة، لكن في الحقيقة عاد الشارقة لمكانه الطبيعي وهو الصدارة، إذ سبق للفريق التتويج باللقب في ست مناسبات سابقة.

وقال ربيع: «عودة فريق الشارقة أثرت مسابقة دوري الخليج العربي، وأعطت خارطة عمل إداري وفني مميزة لبقية الفرق من أجل التتويج باللقب المحلي المهم، وهو ما سيعطي البطولة شكلاً مختلفاً الموسم المقبل، وسيكون هناك واقعية في التعامل مع الاختيارات الفنية وطريقة التعامل مع البطولة».

وأضاف: «فوز الشارقة بالدوري سيفتح المجال أمام بقية الفرق، وأتوقع وجود ستة أو سبعة فرق في المنافسة، مثل الوحدة والعين وشباب الأهلي والجزيرة، ونتمنى عودة النصر إلى مكانه الطبيعي، إضافة إلى الوصل. الوضع الآن أصبح مختلفاً داخل هذه الأندية، وهناك تأنٍ في التعاقدات والاختيارات».

الاستعداد بشكل مختلف

وقال مدير فريق النصر السابق خالد عبيد: «الفكر الذي اتخذته شركة الشارقة لكرة القدم غير أموراً كثيرة في بقية شركات كرة القدم بالأندية، والآن فرق العين وشباب الأهلي والنصر والجزيرة والوصل وكلباء والظفرة بدأت الاستعداد بشكل مختلف، وأصبح هناك طموح المنافسة في اللقب، ويكفي اللعب على مراكز الوسط والهروب من الهبوط، الفرق عرفت نقاط القوة التي تصنع الفارق، وبدأت بالتعاقدات مع لاعبين ذوي مهارة ويملكون أرقاماً في صناعة الأهداف وتسجيلها، وتقوية بعض المراكز بلاعبين أجانب لهم مردود جيد جداً، وبهذا الفكر سنشاهد (دوري) قوياً الموسم المقبل تشتد فيه المنافسة في جميع البطولات».

غياب الاستقرار في الوصل والنصر

وقال لاعب الوصل والنصر السابق عيسى علي، إن غياب الاستقرار هو السبب الأساسي لغياب «الإمبراطور» و«العميد» عن تحقيق البطولات المحلية في السنوات الأخيرة، مؤكداً أن الناديين في كل موسم يكونان من المرشحين لتحقيق نتائج جيدة، لكن يحدث التراجع بسبب تكرار الأخطاء في كل موسم.

وأضاف: «الجميع كان يتوقع أن يحقق الوصل لقباً على أقل تقدير في الموسم الحالي، خصوصاً أن الفريق ظهر بمستوى جيد جداً في آخر موسمين بالحصول على المركز الثاني في الدوري في 2017، ثم الثالث في 2018، والتأهل إلى النهائي في بطولتي كأس الخليج العربي وكأس رئيس الدولة الموسم الماضي، والتأهل إلى دوري أبطال آسيا، لكن غياب الاستقرار أسهم في تراجع نتائج الفريق وخروجه من جميع البطولات».

وأضاف: «الأمر نفسه ينطبق على نادي النصر، الذي افتقد الدقة في اختيار اللاعبين الأجانب، إذ أرى أنه لا يجب الاعتماد على الأسماء بقدر التركيز على اختيار اللاعبين الذين يقدمون الإضافة إلى الفريق».

وأشار عيسى علي إلى أن الشارقة كان نموذجاً ناجحاً لإمكانية تحقيق لقب الدوري بأقل الإمكانات، ولكن بالتخطيط السليم.

الشارقة استفز فرق الدوري

وأكد لاعب الوحدة السابق والمحلل الرياضي ياسر سالم، أن فريق الشارقة استفز فرق دورينا، وسيكون الموسم المقبل هو الأقوى في عصر المحترفين، مضيفاً أن الجميع بدأ العمل بتركيز بعدما استفاد مما قام به فريق الشارقة في البطولة.

وأضاف: «الشارقة قدم وصفة عمل للكثير من الأندية من أجل العودة إلى المنافسة في الألقاب».

وقال: «على الشارقة الحفاظ على مكتسباته الموسم الحالي والإبقاء على الفريق في المنافسة، وهو التحدي الأكبر الآن للمنظومة الشرقاوية. هناك عمل كبير أنجز، والشارقة أعطى نموذجاً للعمل لكل الفرق: إدارة على قلب واحد ونية صافية وفكر احترافي، إدارة من الأبناء الشرعيين للعبة، نظام وآلية واضحة للعمل، اختيارات فنية صنعت الفارق، خصوصاً على مستوى اللاعبين الأجانب، تعامل مع الضغوط والمتغيرات بهدوء وحكمة وردة فعل هادئة، الإصرار على تحقيق الهدف الرئيس، دعم معنوي ونفسي والعمل كعائلة واحدة، جماهير داعمة، لاعبون مواطنون مجتهدون وجيدون».

منذر علي: الانضباط في غرفة الملابس مؤشر تحقيق البطولات

أكد إداري فريق الكرة في الوصل السابق، منذر علي، أن الاستقرار الإداري والفني هو أساس نجاح أي فريق يسعى إلى المنافسة في البطولات وتحقيق الألقاب، لافتاً إلى أن النصر والوصل لديهما إمكانات وتاريخ كبير، لكنهما يفتقدان إلى الاستقرار، لذلك غابت عنهما البطولات، بينما أشار إلى أن الانضباط في غرفة الملابس هو المؤشر الحقيقي لتحقيق البطولات.

وقال علي: إن الشارقة قدم نموذجاً رائعاً لكيفية النجاح، والبداية كانت من خلال القرار الشجاع لإدارة النادي بالاعتماد على المدرب الوطني عبدالعزيز العنبري في قيادة الفريق رغم الضغط الكبير الذي تعرض له، بينما كانت الاستعانة بنجوم الجيل الذهبي في شركة الكرة عاملاً مهماً جداً في أن تكون اختيارات اللاعبين صحيحة، بوجود الأشخاص الذين يدركون جميع الأمور الخاصة بـ«الملك» ولديهم الرؤية التي تحقق الاستفادة للنادي.

وأضاف: «أهم عنصر أرى أنه من أسباب نجاح الشارقة، وافتقده كل من النصر والوصل، هو الانضباط داخل غرفة ملابس اللاعبين، إذ يكون مؤشراً إيجابياً في حال كانت العلاقة جيدة وقوية بين اللاعبين، وهناك قائد تكون له كلمة مسموعة، بينما إذا غاب الانضباط ينعكس ذلك داخل الملعب ويظهر من خلال النتائج التي تحققها الأندية».

وأوضح منذر علي أن غياب الاستقرار الفني كان واضحاً بالنسبة للوصل والنصر، وقال: «الوصل تولى تدريبه ثلاثة مدربين على مدار الموسم، والأمر نفسه بالنسبة للنصر، الذي تعاقد مع ثمانية لاعبين أجانب، وجميعها عوامل لا تساعد على استقرار النتائج وأداء أي فريق».

وأضاف: «أرى أن الوضع في النصر أكثر غرابة، لأن الفريق تتوافر لديه عوامل النجاح كلها، بوجود لاعبين دوليين، سواء كانوا حاليين أو سابقين، ومجموعة من اللاعبين يتمنى أي فريق التعاقد معهم، لكن وفقاً للدعم الذي يحصل عليه النادي، لا نرى النتائج تتناسب مع هذا الدعم».

للإطلاع على مدة غياب كل فريق عن التتويج بلقب الدوري، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر