خيارات أغيري حرمت «الفراعنة» جهود جمعة وهاني

منتخب مصر ضحية إدارة عشوائية ودوري ضعيف وسطوة أندية

صورة

خذل المنتخب المصري لكرة القدم، أنصاره، وخرج بشكل مُهين من بطولة الأمم الإفريقية من الدور الثاني للمرة الأولى منذ 62 عاماً حينما ودع البطولة من تلك المرحلة عام 1957.

ولم يكن خروج الفراعنة من الأدوار المتقدمة للبطولة مفاجأة قياساً على الأداء الذي قدمه الفريق المصري في دوري المجموعات على الرغم من نجاحه في جمع 9 نقاط من مبارياته الثلاث في تلك المرحلة من البطولة، عطفاً على المشاكل التي عانى منها الفريق سواء داخل الملعب أو خارجه.

وبدأت أولى أزمات الفريق المصري مع القائمة التي اختارها المدرب المكسيكي أغيري، واستبعاده لمجموعة من اللاعبين البارزين الذين تألقوا في الدوري المحلي ومن بينهم عبد الله جمعة ومحمد هاني ورمضان صبحي وناصر ماهر، إضافة إلى صالح جمعة العائد بقوة في الفترة الأخيرة.

وانعكست تلك الاختيارات على مقاعد البدلاء والأوراق البديلة التي لم تُحقق أي إضافة فنية للفريق في المباريات الأربع التي لعبها في البطولة، ولم تستطيع أن تساعد على تحسن أداء الفريق المصري، اذ لم يتمكن المنتخب من تسجيل أي هدف خلال الشوط الثاني في تلك المباريات، إذ سجله أهدافه الخمس في دوري المجموعات في الشوط الأول مع تراجع واضح في معدلات اللياقة على اللاعبين كافة.

واستمراراً للمشاكل الفنية فقد وضح على الفريق المصري ضعف القراءة الفنية للمدرب وطاقمه المعاون خلال المباريات اذ لم يكن لهم أي فكر واضح سواء هجومياً أو دفاعياً فبات أداء الفريق معتمداً على حالة الثلاثي طارق حامد ومحمد صلاح وتريزيجيه إضافة للحارس محمد الشناوي.

وكانت من أكبر المشاكل التي أثرت بالسلب على مسيرة الفراعنة بالبطولة أزمة لاعب خط الوسط عمرو وردة وتدخل اتحاد الكرة بشكل زاد من معدلات الضغوطات على اللاعبين بسبب تسرب شائعة مساندة البعض منهم للاعب في واقعة التحرش وبخاصة محمد صلاح، فظل الجانب الإداري هو النقطة السلبية في أي تجمع للمنتخب المصري في الاحداث والبطولات المهمة.

من جانبه أكد مدرب نادي عجمان، المصري، أيمن الرمادي، أن خروج الفراعنة من دور الـ16 بالخسارة أمام جنوب إفريقيا، يعكس مدى العشوائية التي تدار بها الكرة المصرية.

وقال لـ«الامارات اليوم»: «المسألة ليست متعلقة بالخسارة في مباراة كرة قدم فهذا أمر وارد، لكن حالة الغضب التي تسود الشارع الرياضي في مصر باعثها الأساسي العشوائية التي تدار بها الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً«.

وأضاف:»خلال مسيرتي الكروية لم أر مسابقة دوري محلي تُدار بهذه الصورة التي كان عليها الدوري في مصر وعدم انتظامه بالشكل المطلوب، وهذا من وجهة نظري مدخل خاطئ لمخرج صحيح كنا نحتاجه في البطولة الافريقية«.

وأشار:»مع الأسف الشديد الأندية في مصر أصبحت أكبر من اتحاد الكرة وكل ناد أصبح يوجه المسابقة وفق أهواءه الشخصية ومصالحه وللأسف الذي تأثر هو المنتخب الوطني والذي لم يكن أداءه مقنعاً لأحد على الاطلاق«.

وأكد الرمادي أن الرياضة في مصر ومنها كرة القدم بحاجة لإعادة بناء وفق أسس واستراتيجيات علمية يكون البعض منها قصير المدى والأخر طويل المدي حتى لا تحدث للفرق الوطني أي تأثير في بعض مراحل مسيرته نتيجة اعتزال جيل من اللاعبين.

وبدوره قال مدرب الزمالك السابق، حلمي طولان، إن مسؤولية الخروج للمنتخب المصري من بطولة الأمم الأفريقية يتحملها الأطراف الثلاث وهي اتحاد الكرة والجهاز واللاعبين، وان كانت المسؤولية الأكبر تقع على الاتحاد في المقام الأول.

وأضاف طولان لـ»الامارات اليوم«:»علينا أن نقر بأن هناك قرارات إدارية اتخذها اتحاد الكرة لم تخدم الفريق الوطني من بينها انتظام المسابقة على النحو الذي يُفرز عناصر جيدة بدلاً من اقتصار الأسماء على مجموعة بعينها تجاوز البعض منهم حاجز الـ30 لعدم وجود بدائل يمكن الاستفادة منها».

وأكمل: «مع الأسف أن السماح بوجود أربعة لاعبين أجانب في قائمة الأندية أضر بصورة كبيرة بالمنتخب المصري، فهناك الكثير من الأندية تملك المال، وأصبح لديها القدرة الشرائية على استقطاب أفضل اللاعبين، وزاد التركيز في الفترة الأخيرة على اللاعب المهاجم، ونتج عن ذلك أن المنتخب أصبح بدون مهاجم متميز منذ اعتزال عماد متعب وعمرو ذكي وأحمد حسام»ميدو«».

وقال طولان: «في ظل هذا الفراغ الذي يُعاني منه المنتخب أصبحنا نُحمل محمد صلاح أكثر من طاقته، فهو في النهاية لاعب واحد من أصل 11 لاعباً له أدوار محددة ولا يستطيع أن يفعل كل شيء بمفرده، لهذا أري أنه قد ظُلم بصورة كبيرة، اذ وضح عليه في المباريات حجم الضغوطات التي كان يتعرض لها».

وختم: «أرى أن أولى خطوات الإصلاح للمنتخبات الوطنية هي التركيز على المنتخب الأولمبي الذي يضم عناصر شابه واعدة سيكون هم المستقبل الحقيقي للمنتخب قبل كأس العالم 2022».

تويتر