تكفل بسداد ‬630 ألف درهم نفقات علاجهم

متبرع ينهي معاناة ‬21 طفلاً مريضاً في «لطيفة»

أسر المرضى أعربت عن شكرها للمتبرع الذي أنهى معاناة أطفالهم في مستشفى لطيفة. تصوير: مصطفى قاسمي

أنهى متبرع معاناة ‬21 طفلاً مريضاً في مستشفى لطيفة، وتكفل بسداد كُلفة علاجهم البالغة ‬630 ألف درهم، إذ يعانون «تليفاً وتكيساً رئوياً» منذ الولادة، وصنفه الأطباء بأنه من الأمراض الوراثية الجينية، التي تصيب أعضاء عدة في الجسم، أبرزها الجهازان الهضمي والتنفسي، وكانت أسرهم تعجز عن سداد قيمة العلاج الباهظ، التي تبلغ ‬30 ألف درهم لكل مريض، وناشدوا أهل الخير التكفل بعلاج أطفالهم المرضى.

ونسق «الخط الساخن» بين المتبرع وشعبة الخدمة الاجتماعية في مستشفى لطيفة لتحويل المبلغ لحساب المرضى في المستشفى، وكانت «الإمارات اليوم» نشرت، أمس، رسائل من بعض أسر المرضى تروي قصص معاناتهم نتيجة عدم قدرتهم التكفل بتوفير المبالغ المالية اللازمة لعلاجهم بسبب الظروف المالية الصعبة التي يمرون بها.

وأعرب ذوو المرضى عن سعادتهم وشكرهم العميق للمتبرع ووقفته معهم لإنهاء معاناتهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها، مشيرين إلى أن هذا الأمر ليس غريباً على شعب الإمارات فهو دائماً سباق لفعل الخير ومد يد العون والمساعدة لكل محتاج.

وقال والد المريضة (س.ب) «طفلتي عمرها خمس سنوات، وتعاني منذ ولادتها مرضاً جينياً وراثياً، وصفه الأطباء بأنه تليف وتكيس رئوي، وكانت قبله عانت مشكلات صحية تمثلت في صعوبة التنفس، وبعدها تم نقلها إلى مستشفى لطيفة، وتبين أنها تعاني المرض».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/07/aiding-people.jpg

وأضاف «تعيش طفلتي منذ ولادتها على الأدوية والمضادات الحيوية، وكلفة علاجها ‬30 ألف درهم، في كل مرة تدخل فيها العيادة المختصة في المستشفى، لكن ظروفي لا تسمح لي بتوفير المبلغ، كوني أعمل في جهة خاصة براتب ‬4000 درهم، أنفق منه ‬14 ألف درهم سنوياً لسداد إيجار المسكن، والبقية لمصروفات الحياة».

وتابع أنه يشكر المتبرع الذي تدخل لإنهاء معاناة طفلته، وسدد عنه كُلفة علاجها .

وذكر والد مريضة ثانية (أبوسمر)، «سبب المرض لابنتي عدم القدرة على تناول الطعام، ونقصاً في الوزن، والتهاباً في الرئة، وحالتها الصحية صعبة، أدخلتها مستشفى لطيفة منذ ولادتها، لكن المشكلة أن كُلفة علاجها باهظة، إذ يتعين حالياً سداد ‬30 ألف درهم لعلاجها، لكن ظروفي لا تسمح لي بذلك، كوني أعمل في جهة خاصة براتب ‬10 آلاف درهم، أنفق منه ‬26 ألف درهم سنوياً لسداد إيجار المسكن، فضلاً عن توفير ‬2000 درهم شهرياً للرسوم الدراسية لأبنائي». وأكمل أن تكفل متبرع بسداد نفقات علاج طفلته أعاد إليه الأمل في هذه الأيام الكريمة بأن يمن الله عليها بالشفاء.

وقالت أخصائية أمراض الرئة والتنفس في مستشفى لطيفة، الدكتورة فاطمة الجاسم، إن «التليف التكيسي الرئوي يعتبر مرضاً وراثياً جينياً مزمناً، يصيب الغدد الإفرازية في الجسم، ويشمل الغدد التي تفرز المخاط والعرق، ويتم تمرير المرض من الآباء إلى الأبناء من خلال الجينات، إذ يرث الطفل اثنين من الجينات الحاملة لهذا المرض، واحداً من كل منهما، ويؤثر المرض بشكل رئيس في الرئتين والبنكرياس والكبد والأمعاء والجيوب الأنفية، وكذلك الأعضاء الجنسية». وأضافت أن «المخاط مادة تتكون من الأنســـجة، وتبطن الأجهزة وتجاويف الجسم من الداخل، مثل الرئتين والأمعاء والأنف، لكن حال الإصابة بالمرض يصبح المخاط مادة سميكة، وشديد اللزوجة، ويتراكم في الرئتين والشعب الهوائية، ويشكل كتلاً تسد الشعب الهوائية، ما يجعل من السهل تكاثر البكتيريا، وتكرار التهاب الرئة».

وتابعت «مع مرور الوقت يلحق الضرر برئة المريض، إضافة إلى إصابته بكحة مزمنة، علماً بأنه يؤثر أيضاً في الجهاز الهضمي، ويسبب ضعفاً في الجسم وفقدان الشهية، إضافة إلى فقدان السوائل ويزيد من معدلات نبضات القلب والتعب الشديد، والمرضى معرضون للإصابة بمرض السكري، وهشاشة العظام، والعقم، واحتمال أن يؤدي إلى الوفاة».

وأشارت إلى أن «علاج المرض يتم عبر المتابعة والتأهيل، وعلاج التهابات الرئة، وتزويد الجسم بالأنزيمات الهضمية والفيتامينات والمعادن، وكلها عوامل كفيلة بتحسين نوعية الحياة وزيادة العمر، علماً بأًن كل مريض يحتاج إلى ‬30 ألف درهم شهرياً للعلاج».

تويتر