الأسهم تستجيب لانتعاش الأسـواق الأميركية


التقط المستثمرون في أسواق الأسهم المحلية أنفاسهم بصعود إيجابي في أسعار الأسهم طال انتظاره، ما أدى لزيادة معدلات التداول خصوصا بعد عودة الأجانب للشراء لتبلغ محصلة تعاملاتهم شراء للمرة الأولى منذ أيام عدة مضت.

 

وعلى الرغم من تفاعل الأسواق المحلية إيجابا مع قرار الإدارة الأميركية بضخ 200 مليار دولار في أسواق المال الأميركية، فإن الأسهم الإماراتية لم تجد الزخم الكافي لكي تواصل الصعود ولتحدث زيادة في تعاملات البيع في النصف الأخير من جلسة التداول أدت إلى تقليص الأرباح التي حققتها الأسهم في بداية التداول.   


وارتفع مؤشر «سوق الإمارات المالي» الصادر عن «هيئة الأوراق المالية والسلع» خلال جلسة تداول أمس بنسبة 1.34% ليغلق على مستوى 6062.47 نقطة، وجاء صعود المؤشر بعد أن حققت أسهم 51 شركة ارتفاعا، في حين انخفضت أسهم 11 شركة، وارتفعت القيمة السوقية بمقدار 10.99 مليارات درهم لتصل إلى 833.05 مليار درهم، وقد تم تداول ما يقارب 0.47 مليار سهم بقيمة إجمالية بلغت 2.81 مليار درهم من خلال تنفيذ 13184 صفقة.

 
الصعود أخيرا

وفي «سوق دبي المالي» عاود مؤشر السوق ارتفاعاته الايجابية أمس ليربح 105.63 نقاط ويغلق على 5819.86 نقطة مرتفعا بنسبة 1.85%.وجاء ارتفاع المؤشر بعد صعود أسهم 21 شركة مقابل هبوط أسهم شركتين فقط.


وشهد السوق زيادة ملحوظة في معدلات التداول، إذ بلغت قيمة التداولات الإجمالية 1.85 مليار درهم من خلال تنفيذ 9102 صفقة لتداول 347.63 مليون سهم.

 
تخفيف الضغوط

وقال مدير العمليات في شركة «بايونيرز للأوراق المالية» محمد النجار: «إن قرار الإدارة الأميركية بضخ 200 مليار دولار في أسواق المال الأميركية ساعد على زيادة التفاؤل حول إمكانية التغلب على مشكلة تقلبات أسواق المال العالمية ومشاكل الاقتصاد الأميركي، وبالتالي عاد الأجانب للشراء في أسواق الأسهم الناشئة، ومن بينها أسواق الإمارات، ما حفز مؤسسات محلية وكبار المستثمرين على العودة للشراء في بداية جلسة التداول لتحقق الأسهم النشطة ارتفاعات ايجابية ملحوظة».

 


وأضاف أن «صعود الأسهم جاء بعد أن خفت الضغوط التي كانت الأسهم الإماراتية تتعرض لها ولم تمكنها من الصعود، وبالتالي جاء الارتداد مع أول مؤشر ايجابي يحفز الصعود، ثم حدث نوع من البيع في النصف الأخير من جلسة التداول ليقلص المكاسب التي حققتها الأسهم من الصعود الذي جاء بسبب عوامل «نفسية» في المقام الأول ولتعود أسعار الأسهم إلى مستويات قريبة من التي كانت عليها في بداية جلسة التداول».

 

وأشار النجار إلى أن «الحكم على قدرة السوق على الصعود يتطلب تحقيق مزيد من الارتفاعات في اليومين القادمين حتى تتأكد القوى الشرائية من أن السوق تحول لطور الصعود، وعندها ستزيد معدلات التداول وتعاود الأسهم صعودها الايجابي بشرط عدم حدوث تطورات خارجية سلبية»، لافتاً إلى أن «على الأسهم القيادية كسر نقاط المقاومة حتى تتمكن من مواصلة الصعود ».

 
صعود طفيف لأبوظبي

تحسن أداء سوق أبوظبي للأوراق المالية أمس بشكل طفيف مقارنة بالأيام القليلة  السابقة بسبب توقعات بتحسن الأداء بعد الارتفاع الذي سجلته الأسواق الأميركية أول من أمس. وبلغت قيمة التداول نحو 954 مليون درهم موزعة على127 مليون سهم، وتم تنفيذ نحو 4086 صفقة على أسهم 44 شركة كانت محصلتها ارتفاع أسعار 29 شركة وتراجع أسعار 11 شركة واستقرار أسعار 4 شركات دون تغيير.

 

وارتفع نتيجة لذلك المؤشر العام للسوق بنسبة بلغت 0.74% بدعم من عدة قطاعات، حيث أغلقت معظم القطاعات «خضراء»، وكان أكثرها ارتفاعا قطاع الصناعة بنسبة 3.3%، تلاه قطاع الخدمات بنسبة 1.62%.

 

ارتباط الأسواق

وقال العضو المنتدب لشعاع كابيتال محمد علي ياسين «إن أسواق المال المحلية شهدت أمس ارتدادا جيداً، متأثرة بحالة الارتفاع التي سجلتها الأسواق الأميركية أول من أمس، وأضاف «تولدت قناعة لدى المستثمرين بأن الارتفاع في الأسواق الأميركية سينعكس إيجابا على أسواق المال المحلية».


وقال: «في الواقع لا يوجد سبب لمثل هذا الارتباط لأن الأسواق الأميركية تعكس حالة الاقتصاد الأميركي الذي يواجه الركود أو التباطؤ، ومثل هذا الارتباط لن يكون في مصلحة السوق المحلية التي يجب أن تعكس حالة الاقتصاد المحلي المنتعش».

 

ولفت ياسين إلى أن «الربط على المدى الطويل لن يكون في مصلحة السوق المحلية، لأن الأسواق الأميركية غالباً ستعود للتراجع، ولذلك فإن الارتداد نحو الأعلى في السوق الإماراتية لن يستمر طويلاً إذا بقي الربط مع الأسواق الأميركية».


وأكد أنه لا يوجد نقص في السيولة النقدية في أسواق المال المحلية، وقال «حتى الاستثمارات الأجنبية الموجودة حاليا هي استثمارات غالبا طويلة ومتوسطة الأجل، ولم يعد هناك وجود للكثير من صناديق التحوط التي كانت في البداية وهي صناديق المضاربة والاستثمارات قصيرة الأجل».


وأوضح ياسين أن «معظم المستثمرين الأجانب يعبرون من خلال استثماراتهم عن قناعة بأن أسواق المال المحلية هي واحدة من أكثر الأسواق جدوى للاستثمار»، مشيرا إلى أن «حصتهم من التداول تبلغ نحو 25% إلى 35% يومياً» .


ولفت إلى أن «السوق يحتاج إلى ارتداد نحو الأعلى يستمر لمدة ثلاث أو أربع جلسات حتى تعود الثقة بقوة إلى المتعاملين والتداولات في السوق وتتعمق القناعة لدى المستثمرين بجدوى الشراء واقتناء الأسهم».

 

تويتر