«فن ديزانيز» يستعيد إبداعات 10 سنوات في «لايف هابنيز»

خولة درويش.. «قلب» يختزن الحزن والفرح

صورة

احتفالاً بالذكرى السنوية الـ10 على تأسيسه، يستضيف معرض واستوديو الفن والتصميم (فن ديزاينز)، الذي يقع في «السركال أفنيو» بدبي، معرضه الفني الجديد «LifeHappens». الذي برزت فيه أعمال الفنانة خولة درويش، التي جعلت من (قلب الإنسان) الذي يختزن الحزن والفرح أيقونة لأعمالها الفنية. ترتكز فكرة المعرض على إحياء الأعمال الفنية التي شهدها وعلقت على جدرانه، وكلها أعمال فنية مستوحاة من طبيعة الحياة والمعيشة، إضافة إلى تلك التي تبرز العادات والتقاليد والتنوّع الثقافي في المنطقة. ويضم المعرض مجموعة من اللوحات التي سلطت الضوء على الموضوعات ذات التأثير العالمي، التي لاتزال تتحدى الحدود التقليدية، إلى جانب توفير لوحات جديدة لفنانين آخرين، لاطلاع عشاق الفن وقاصدي معرض «فن ديزاينز» على كل جديد في عالم الفنون. ويسعى المعرض إلى دعم الفن المتنوّع، مقدماً الفرصة للفنانين، عبر إعادة عرض أعمالهم وفنونهم التشكيلية التي شاركوا بها خلال الـ10 سنوات الماضية.

-أعمال فنية مستوحاة

من طبيعة الحياة تبرز

العادات والتقاليد

والتنوّع الثقافي.

بين القلب والشرايين

وقالت الفنانة التشكيلية، خولة درويش، إنها «تستوحي معظم رسوماتها الفنية من علم أمراض القلب والأوعية، وقد قضت نحو 10 سنوات في محاولة إعادة اختراع أسلوب فني لها حتى وصلت الآن إلى شهرتها بالرسومات والصور، التي تمثل شكل القلب والأوعية الدموية، وذلك بعد محنة شخصية تجسد فيها ألمها وحزنها، وهي وفاة أبيها وأخيها بسبب مضاعفات مرض القلب التي أدت إلى فقدانهما». وتابعت: «أنها عملت على فهم هذا المرض ومعرفة طرق التغلب عليه، لتقول من خلاله إن أعمالها هي إنقاذ القلب الذي يحتزن الحزن والفرح».

وأوضحت درويش أن «الفكرة الأساسية لإعمالها الفنية تعتمد على رسم خطوط الإيجابية، التي تساعد الإنسان على تخطي العوائق التي تواجهه خلال حياته اليوميه، وذلك من خلال تسليط الضوء على المواقف الصعبة التي تفرضها الحياة على البعض، والتي غالباً ما تكون مؤلمة، وتجعله يشعر بأنه يتعرض للهجوم، أو أن جميع طرق الأمل باتت مسدودة أمامه ولا وجود لمخرج».

وعن عملها الفني الذي تشارك به، ذكرت درويش أنه «عمل فني يتكون من رسمة فنية، تحيط بها السكاكين بالقلب، بحيث ترمز تلك السكاكين إلى المواقف السلبية أو الصعبة التي تحملها التجربة الإنسانية، معتمدة على تلوين القلب بألوان حيوية، لتعكس الإيجابية التي يجب أن يتحلي بها الجميع، حتى في أصعب المواقف، لتؤكد بعملها الفني أن الحياة مستمرة، ولن تتوقف مهما كانت تحمل من صعاب وأوجاع».

وأضافت درويش أن «أعمالها الفنية بالنسبة لها بمثابة رحلة، تخوضها منذ بداية بحثها عن فكرة لها حتى إنهائها تتمعن في التفاصيل، لذلك فهي تمر بمراحل عدة لإخراجها بشكلها النهائي، لتنتقل بين الإدراك والاستلهام والتأمل بمجريات الحياة»، مؤكدة أنها تحاول أن يحوي كل عمل فني تقدمه رسالة ركيزتها أهمية نشر الوعي حول الأمراض الوراثية، التي تعصف بحياة الإنسان، وتسرق منه أغلى الأحباب.

وأوضحت: «ركزت في كل أعمالي الفنية على أمراض القلب، تأثراً بالظروف القاسية والمعاناة التي عاشتها وأفراد عائلتي أثناء مرض شقيقي راشد».

لحظة ميلاد

من لحظات الوجع وفراق الحياة إلى لحظة أمل وميلاد، التي عكستها لوحة «Taking a moment» للفنان البريطاني مات رايدر. وعن مشاركته بالمعرض، قال رايدر، إنه «يحاول استغلال أجمل اللحظات العابرة والمناظر الخلابة ليصنع منها لوحاته، كشروق الشمس وراء البحر، أو تلاطم أمواج البحر التي يحركها الهواء الطلق نحو الصخور الصلبة، حيث ينقلها من مخيلته إلى الاستوديو ومن ثم يترجمها بريشته، ليقدم أفخم اللوحات الفنية التي تتصف بالإلمام الكامل لمشاعره وأحاسيسه باستخدام الألوان الزيتية وغيرها».

وأضاف أن «لوحته Taking a moment، التي حرص أن يشارك بها في المعرض، تسلط الضوء على حظة الولادة، حيث إنه بمجرد ولادة طفل ما وقدومه لهذه الحياة، تكون حاجته الإنسانية والأساسية هي تأمين الحماية والرعاية وتنشأته بطريقة تجعل منه شخصاً واعياً عندما يكبر، ليدرك الصواب ويميزه عن الخطأ، ويمكنه التمييز بين الخير والشر، وكل هذا يتمثل في دور الوالدين، لذلك صوّر خلال العمل الفني كيفية تفكير الأم الحامل بكل هذه الأمور، خصوصاً في الأسابيع التي تسبق الولادة، معتبراً أنه الوقت الأنسب للتفكير في ما سيأتي، وفرصة أخرى لقضاء لحظات هادئة قبل البدء في المسؤولية.

وأشار رايدر إلى أنه رسم النموذج مرات عدة، وقد استند في هذا العمل الفني إلى سلسلة من الصور التي التقطها بعد إعداد وضع الإضاءة في شقة المرأة الحامل، التي تشير لها اللوحة الفنية، متجنباً الطلب منها أن تجلس ساعات عدة في المرة الواحدة للرسم، حتى لا تشعر بالتعب أو الإرهاق، ما ساعده هذا في الحصول على أفضل الصور التي التقطها ليخرج بالشكل النهائي للوحته.

ولفت رايدر إلى أن السيدة التي في اللوحة هي صديقته المقربة، وهي صاحبة شخصية قوية، تعمل عازفة طبول لدى فرقة موسيقية محلية، لكنه أضاف إلى الرسمة بعض التفاصيل من مخيلته كرسم بعض الأوشام، من أجل خلق صورة أفضل تعبّر عن المشاعر في اللوحة، كما طلب من صديقته ارتداء الملابس الواسعة والمريحة، وأن تكون طبيعية بقدر الإمكان، ليقدم صورة أكثر واقعية، مؤكد أن عمله الفني لا يتعلق بصديقته تحديداً، وإنما بجميع النساء والحوامل، خصوصاً عند دخول طفل وإنسان صغير إلى عالم المرأة، ليغير كل شيء مهم في حياتها، لينقل بعمله اللحظة الحقيقية للميلاد.

تويتر