في ثانية تجاربه.. بن يعروف يقدِّم توليفة رمزية على مسرح دبي

«رحلة رقم 50».. أحلام شبابية بانتظار القطار

صورة

قدم مهرجان دبي لمسرح الشباب، خلال أمسيته السادسة، على مسرح ندوة الثقافة والعلوم، أول من أمس، عملاً لمسرح الفجيرة، بعنوان «رحلة رقم 50»، وهو التجربة الإخراجية الثانية للمخرج الصاعد محمد بن يعروف، ومن تأليف الكاتبة الكويتية تغريد الداود، الحاصلة على جائزة المركز الأول للتأليف المسرحي بمهرجان أيام الشارقة المسرحية، في دورته الـ26.

وكان بن يعروف قد فاز بجائزة أفضل ممثل دور ثانٍ، عن دوره في مسرحية «خذوا وجوهكم»، التي تم عرضها في الدورة الثامنة للمهرجان، لينطلق بعدها إلى عالم الإخراج عبر مسرحية «في أعالي الحب» للكاتب العراقي فلاح شاكر، التي مثلت باكورة تجاربه الإخراجية.

ويتناول عرض «رحلة رقم 50» حكاية مجموعة من الشخصيات، يلتقون في محطة القطار، استعداداً لبدء رحلة تمثل لكل منهم سبيله للوصول إلى الحلم، الذي يطمح إلى تحقيقه في مكان آخر، لينتهي العمل المسرحي بتجسيد قيم زايد في الأمن والأمان.

وتدور الأحداث، عندما تشرع كل شخصية، في سرد همومها وقضاياها، وحلمها الذي تسعى لتحقيقه بانتقالها إلى مكان آخر، أثناء انتظارهم بمحطة القطار حتى موعد رحلتهم، وأثناء ذلك يصطدمون بمدير المحطة المتغطرس، الذي يحاول منعهم من ركوب القطار.

جسد الأدوار محمد جمعة (الذي لعب دور الشاب سامي)، وهو الممثل الحاصل على جوائز عدة في مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، وأيام الشارقة المسرحية، ومهرجان المسرح المدرسي، وخليفة ناصر(في دور خالد)، في ثالث مشاركة له كممثل في مهرجان دبي لمسرح الشباب، والحاصل على جائزة أفضل ممثل دور أول في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، وياسين فتحي (عامل النظافة)، كما يشارك في العمل الفنانتان لبنى وشمسة في أولى مشاركتهما، ضمن عروض دبي لمسرح الشباب في دورته هذا العام.

التجربة الإخراجية الثانية

عن تجربته الإخراحية الثانية، قال المخرج محمد بن يعروف، لـ«الإمارات اليوم»، إنني «أعشق المسرح منذ طفولتي، وأجد فيه حلمي ومستقبلي، فبدأت خطواتي الأولى به كممثل في العديد من الأعمال المسرحية التي شرفت فيها بالوقوف أمام نخبة من نجوم المسرح الإماراتي، من بينهم الفنان حسن رجب في مسرحياته (نهارك علول) (بين الجد والهزل) و(حرب النعل)، ثم عملت كمساعد مخرج في بعض الأعمال الشبابية، حيث خضت أول مغامرة إخراجية في الدورة العاشرة لمهرجان الشباب بالنص المسرحي (في أعالي الحب)، للكاتب العراقي فلاح شاكر».

وأضاف «أدين بالفضل لمهرجان دبي لمسرح الشباب، فكان بمثابة المتنفس الأول والأهم لي ولكثير من الشباب من عشاق أبوالفنون، وأتمنى أن يسهم جيلنا في تطويره ليظل منصة لصعود المواهب الشابة، ومختبراً حقيقياً لقدراتهم ومهاراتهم المسرحية في الإخراج والتأليف، ما يسهم في نشأة جيل من عشاق المسرح المحلي».

وتابع بن يعروف «المهرجان قدم لي الكثير وتعلمت منه أكثر، ويكفي أنه جعلني أعرف نفسي والتمس مراكز قوتي لأطورها ونقاط ضعفي لأعالجها وأتفاداها في تجاربي القادمة، ليكون أول درس أتعلمه من هذه التظاهرة المسرحية أنه على المخرج أن يتسم بفكر إداري قبل الفني، وعليه أن يمتلك مهارات إدارة وقيادة طاقم العمل، وهذا ما تعلمته أيضاً من أستاذي الفنان المبدع حسن رجب».

ورأى «أنه يجب تقليص عدد أيام المهرجان، وإعادة تفعيل دور لجنة المشاهدة، وعرض الأعمال المستبعدة على هامش المهرجان، حتى لا يتم استبعاد أي جهد شبابي».

إعداد وبروفات

الممثل محمد جمعة، قال عن دوره في العمل: «جسدت إحدى الشخصيات المحورية الحساسة والمؤثرة، التي تمثل الشخصية التي تحلم بركوب قطار الأحلام، والتي تعكس أزمة الانتظار التي يعانيها كل إنسان، فلا أحد في هذه الحياة لم يمر بها، فهناك من ينتظر رزقه، وآخر في انتظار فرصة عمل أو شريكة حياة، فحاولت أن أعكس الإرهاق النفسي الذي يخلقه هذا الانتظار والمشاعر والأفكار التي تسيطر على صاحبه، التي يمكن أن تستمر لسنوات».

وأضاف «بدأ استعدادنا كفريق عمل لهذا العمل قبل أشهر، حيث تم تقسيم الأدوار ومناقشة الأحداث والتعمق بها، من خلال بروفات الطاولة التحضيرية ومنها إلى تدريبات الأداء الحركي والصوتي والجسدي، ليحاول كل منا بذل قصارى جهده في توصيل رسالته بشكل متزن غير مبالغ فيه، وهذا ما لمسه الجمهور أثناء عرض العمل».

قراءة أفكار

من جانبه، عبر الممثل الصاعد ياسين فتحي عن سعادته بالمشاركة في العرض، الذي اعتبره الأهم في مشواره الفني، وقال «جسدت شخصية عامل النظافة الموجود في المحطة منذ سنوات طويلة، ويتم تكليفي بتنظيف رقعة معينة في المحطة غير مسموح لي بالخروج عنها، وتمثل الشخصية المتقدمة في العمر نموذجاً إنسانياً يعكس الخبرة، والقدرة على قراءة شخصيات وأفكار كل راكب يمر أمامه يومياً أثناء عمله».

وأضاف «تتعدد الرسائل التي يوجهها العمل، مثل التطرق إلى أزمة يعانيها كل البشر وهي مشكلة الانتظار والوقت الذي يسبقها وما يعقبها، وهناك يعتمد المخرج على الأسلوب الرمزي، ليكون القطار أداة تشير إلى الحل الذي يبحث عنه كل إنسان ليحقق حلمه، فعازف الموسيقى الذي ينتظر القطار يعتبره طريقه للوصول لعالم الشهرة ونضجه الفني، أما الشاب خالد الذي يحمل في حقيبته فستان زفاف فيود الصعود إلى القطار لينتقل إلى مكان آخر حيث شريكة حياته، فالقطار كان بمثابة بوابة الفرج لكل الشخصيات التي تم تجسيدها في العمل».

الكاتبة تغريد الداود

تعد الكاتبة الكويتية تغريد الداود، مؤلفة مسرحية «رحلة رقم 50» التي عرضت خلال الليلة السادسة في مهرجان دبي لمسرح الشباب، واحدة من المواهب النسائية الشابة، بدولة الكويت، ولها العديد من النصوص التي شاركت بها في مهرجانات مسرحية عدة، وعُرضت لها أعمال مسرحية عدة داخل وخارج الكويت، وساعدت في الإخراج وعملت «دراماتورج» لأكثر من عمل مسرحي، كما شاركت في إدارة العديد من الندوات التطبيقية في عدد من المهرجانات المسرحية.

حازت الداود عدداً من الجوائز، من بينها جائزة أفضل مؤلف على مستوى دول الخليج العربي، في مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي عام 2016.

وأصدرت الداود، أخيراً، كتاباً يضم عدداً من مسرحياتها، وحمل عنوان «مطلوب مهرجين – نصوص مسرحية»، وضم مسرحيات: (رحلة رقم 50، الربيع المنتظر، مطلوب مهرجين، كن تمثالاً، وبلا غطاء).

وحازت الكاتبة تغريد الداود، جائزة المركز الأول للتأليف المسرحي بمهرجان أيام الشارقة المسرحية، في دورته الـ26.

• «العمل» يحتفل بقيم زايد في الأمن والأمان.

• العرض يدور حول مجموعة شخصيات تلتقي في محطة قطار.

تويتر