محللون أكدوا أن تدفق الاستثمارات الأجنبية الذكية يعني أن الأسهم المحلية مازالت تشكل فرصة

الإماراتيون «يبيعون».. والأجانب الأكثر شراءً في «دبي المالي» خلال 2013

42.7% ارتفاعاً في القيمة السوقية للأسهم المدرجة في السوق بنهاية 2013. تصوير: تشاندرا بالان

كشف التقرير السنوي لسوق دبي المالي أن صافي تعاملات المستثمرين الإماراتيين بلغ 1.69 مليار درهم (محصلة بيع)، في الوقت الذي كانت محصلة تعاملات الأجانب من الجنسيات المختلفة في السوق نحو 1.7 مليار درهم شراء.

وعكس التقرير الطفرة الكبيرة التي حققها السوق العام الماضي، إذ زادت القيمة السوقية بنسبة 42.7%، وصعد المؤشر العام بنسبة 107%، في حين زادت قيمة التداول بمعدل 229.1%، وزادت كمية الأسهم المتداولة 214.3%.

قطاعات

أوضح التقرير السنوي لسوق دبي المالي، أنه على صعيد أداء القطاعات المدرجة في السوق، فقد ارتفعت مؤشرات سبعة قطاعات من بين قطاعات السوق التسع، كان أعلاها مؤشر «قطاع الاستثمار والخدمات المالية»، الذي ارتفع بنسبة 169.2%، تلاه «قطاع البنوك» و«قطاع العقارات والإنشاءات» اللذان ارتفعا بنسبة 120.6% و108.2% على التوالي، في المقابل، انخفض مؤشرا «قطاع السلع الاستهلاكية» و«قطاع التأمين» بنسبة 9.9% و7.2% على التوالي.

وأشار التقرير إلى أن «قطاع العقارات والإنشاءات» استحوذ على الجزء الأكبر من قيمة التداولات في السوق، وسجل نحو 70.9 مليار درهم، وبنسبة 44.3% من إجمالي قيمة التداولات، تلاه «قطاع البنوك» بواقع 31.6 مليار درهم، وبنسبة 19.8%، ثم قطاع الاستثمار والخدمات المالية بحجم تداول قدره 27.3 مليار درهم، وبنسبة 17.1%.

إلى ذلك، أكد محللون أن زيادة بيع الإماراتيين لا يعني خروجهم من السوق، لكنه يعني رغبتهم في ضمان تحقيق مكاسب رأسمالية في ظل تعودهم على الأسعار المنخفضة للأسهم طوال السنوات الماضية، وكذا يؤشر إلى زيادة معدل دوران الأسهم التي في حوزتهم بسبب تفضيلهم المضاربة، لافتين إلى أن صافي الاستثمار الأجنبي (غير الخليجيين والعرب) المتدفق إلى السوق، البالغ نحو 1.9 مليار درهم، يؤكد احترافية تلك السيولة الذكية، ونجاحها في اختيار الوقت المناسب للاستثمار، كما انه يؤكد أن الأجانب ما زالوا يرون أن أسواق الأسهم المحلية آمنة للاستثمار على المدى الزمني الطويل.

 

شراء الأجانب

وتفصيلاً، كشف التقرير السنوي لسوق دبي المالي، الصادر أمس، أن قيمة مشتريات الأجانب (إجمالاً) من الأسهم بلغت خلال العام الماضي نحو 69 مليار درهم، لتشكل ما نسبته 43.1% من إجمالي قيمة التداول، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 67.3 مليار درهم، لتشكل ما نسبته 42.1% من إجمالي قيمة التداول، مشيراً إلى أنه نتيجة لذلك، بلغ صافي الاستثمار الأجنبي المتدفق إلى السوق خلال 2013 نحو 1.7 مليار درهم.

وأشار التقرير إلى أن قيمة مشتريات الإماراتيين من الأسهم في سوق دبي بلغت نحو 90.9 مليار درهم العام الماضي، مقابل مبيعات قيمتها نحو 92.59 مليار درهم، لتبلغ محصلة تعاملات الإماراتيين في السوق خلال العام نحو 1.69 مليار درهم (محصلة بيع).

وقال التقرير إن محصلة تعاملات المستثمرين الخليجيين كانت بيع أيضاً، وبمقدار 625.9 مليون درهم، وذلك كمحصلة لتعاملات شراء بقيمة 11.94 مليار درهم، قابلها تعاملات بيع بقيمة 12.56 مليار درهم.

وأضاف التقرير أن تعاملات المستثمرين العرب في سوق دبي مالت نحو الشراء، إذ بلغت قيمة الأسهم التي اشتروها 34.92 مليار درهم، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم من الأسهم 34.52 مليار درهم، لتبلغ محصلة تعاملاتهم 404 ملايين درهم (محصلة شراء)، لافتاً إلى أن محصلة تعاملات الأجانب من الجنسيات الأخرى (غير العرب والخليجيين) بلغت 1.9 مليار درهم (محصلة شراء)، نتيجة تعاملات شراء بقيمة 22.1 مليار درهم، وتعاملات بيع بقيمة 20.19 مليار درهم.

 

القيمة السوقية

وأظهر التقرير ارتفاع القيمة السوقية للأسهم المدرجة في السوق في نهاية عام 2013 بنسبة 42.7%، لتبلغ نحو 259.6 مليار درهم، مقارنة بـ181.9 مليار درهم سجلت في نهاية عام 2012، مؤكداً ارتفاع قيمة الأسهم المتداولة في السوق خلال العام الماضي بنسبة 229.1%، لتبلغ نحو 159.9 مليار درهم، مقارنة بـ48.6 مليار درهم سجلت خلال 2012، وزادت كمية الأسهم المتداولة بنسبة 214.3%، لتبلغ 127.2 مليار سهم خلال عام 2013، مقابل 40.5 مليار سهم تم تداولها في 2012، كما ارتفع عدد الصفقات المنفذة بنسبة 115.3% ليبلغ نحو 1.3 مليون صفقة، مقابل 621.4 ألف صفقة نفذت في 2012.

ووفقاً للتقرير، فإن المؤشر العام لسوق دبي المالي سجل في نهاية عام 2013 ارتفاعاً بنسبة 107.7%، ليبلغ 3369.8 نقطة، مقابل 1622.5 نقطة في نهاية عام 2012

 

دوران الأسهم

إلى ذلك، أكد المحلل المالي، خالد درويش، أن «زيادة مبيعات الإماراتيين من الأسهم خلال عام 2013 مقارنة بتعاملات الشراء لا يعني أنهم يخرجون من السوق، وإنما يؤشر ذلك إلى زيادة معدلات دوران الأسهم التي لديهم»، موضحاً أن «مثل هذا الأمر يعني أيضاً أن طبيعة استثمار الإماراتيين في السوق هي مضاربة أو استثمار قصير الأجل، وليس استثماراً طويل الأجل».

وقال إن «زيادة تعاملات بيع الإماراتيين يعني أنهم يسيلون جزءاً من الأسهم التي في حوزتهم، من أجل ضمان تحقيق أرباح رأسمالية، ثم يشترون مجدداً»، نافياً أن يكون ارتفاع المؤشر العام للسوق بنسبة 107%، وزيادة القيمة السوقية بنسبة 42%، مؤشراً على أن الأسهم مقيمة بقيمة أعلى من قيمتها الحقيقية، خصوصاً أن مؤشر السوق وأسعار الأسهم كانت متأثرة بقوة بتداعيات الأزمة المالية العالمية.

 

ضمان الأرباح

من جانبه، سوّغ المدير الشريك في مركز الشرهان للأسهم، زهير الكسواني، زيادة تعاملات بيع الإماراتيين خلال العام بالمقارنة بتعاملات الشراء، بـ«رغبتهم في ضمان جني الأرباح، لاسيما أنهم تعودوا على أسعار الأسهم المنخفضة على مدار أربع سنوات مضت، وتالياً فإنهم يفضلون البيع عند أي ارتفاع يحدث، إذ يقارنون الأسعار»، موضحاً أن «كون محصلة تعاملات المواطنين (بيع) خلال العام، لا يعني خروجهم من السوق، وإنما يمكن تفسيره بأن المواطنين يدخلون أسهماً ويخرجون منها بسرعة، وعلى مدار فترات زمنية قصيرة».

وأكد الكسواني أن «قيام الإماراتيين بالبيع يعني أن هناك طرفاً مشترياً للأسهم، أي أن هناك سيولة قادمة من خارج الدولة تستهدف أسواق الأسهم المحلية باعتبارها فرصة جيدة للاستثمار»، لافتاً إلى أن «تلك السيولة الأجنبية الذكية تجري دراسات مستفيضة للأسواق التي تستثمر فيها قبل الدخول لها مباشرة، ما يعني أن تلك السيولة ترى أن أسواق الأسهم الإماراتية مازالت آمنة للاستثمار».

 

الوقت المناسب

بدوره، أشار المحلل المالي، رامي محمد، إلى أن «زيادة تعاملات شراء الأجانب (غير الخليجيين) في أسواق الأسهم المحلية خلال العام الماضي، يعني أن المستثمرين الأجانب باتوا أكثر احترافية في الاستثمار، وأنهم نجحوا في تحديد الوقت المناسب لبدء الاستثمار، لاسيما أن مؤشرات التحليل المالي والفني كانت تظهر ذلك بوضوح في بداية عام 2013»، موضحاً أن «زيادة تعاملات بيع الإماراتيين مقارنة بتعاملات الشراء خلال عام بأكمله لا يعني خروجهم من السوق، إذ إن تلك المحصلة قد تكون تحوّلت إلى الشراء، خصوصاً في الربع الأخير من العام الماضي».


استثمار مؤسسي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/01/73287.jpg

عدد الصفقات المنفذة في «دبي المالي» زاد بنسبة 115.3% في 2013. تصوير: أحمد عرديتي

لفت تقرير سوق دبي المالي إلى أن قيمة الأسهم المشتراة من قبل المستثمرين المؤسساتيين، خلال عام 2013 بلغت نحو 38.3 مليار درهم، لتشكل ما نسبته 24% من إجمالي قيمة التداول، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم خلال الفترة ذاتها نحو 37.5 مليار درهم، لتشكل ما نسبته 23.5% من إجمالي قيمة التداول، وبذلك بلغ صافي الاستثمار المؤسسي المتدفق إلى السوق نحو 790.2 مليون درهم.

 

تويتر