شريط الاخبار:

‏طالب بإنشاء شعبة لمكافحة «الموساد».. وأكد أن الجناة لن يفرّوا طويلاً‏

‏خلفان: لدينا بصمات وراثية لقتلة المبحوح‏

تقرير الطب الشرعي يحمل تفاصيل إضافية. الإمارات اليوم

‏كشف القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، أن البصمة الوراثية التي عثرت عليها شرطة دبي في مسرح اغتيال قيادي حركة حماس محمود المبحوح في غرفته في فندق البستان روتانا لقاتل واحد فقط، فيما رُصدت بصمات عادية لعدد من المشتبه فيهم، لافتاً إلى مطابقة تلك البصمات بمجرد القبض على أي من المطلوبين.

وأكد خلفان لـ«الإمارات اليوم» أهمية إنشاء شعبة متخصصة لمكافحة «الموساد»، مضيفاً أن الحاجة لم تستدعِ ذلك سابقاً، لأن «الموساد» لم يرتكب أي حماقات داخل الدولة من قبل. واعتبر أن انتهاك الجوازات الأوروبية بهذه الطريقة يمثل «مشكلة عويصة»، محذراً الدول العربية من الجوازات الثنائية التي يحملها الإسرائيليون.

وفي التفاصيل، أكد خلفان أن لدى شرطة دبي أدلة مختلفة تدين المشتبه فيهم، إضافة إلى تسجيل تحركاتهم بالكاميرات. ومنها بصمة وراثية لأحد القتلة في مسرح الجريمة، وبصمات أخرى عادية، مؤكداً أن الجناة لن يستطيعوا الهروب طويلاً من الملاحقة القانونية لهم، مهما تنكّروا.

وتابع أن «تقرير الطب الشرعي يحمل تفاصيل إضافية، لكن من الواضح لدينا أن المبحوح قضى مخنوقاً».

وأفاد خلفان بأن «انتهاك جوازات السفر الأوروبية بالطريقة الفجّة التي كشفت عنها الجريمة، من حيث استخدام 26 جوازاً تابعة لـست دول أوروبية، يعكس حقائق بالغة الأهمية، منها أن (الموساد) مخترق معظم الدول الأوروبية، حتى الصديقة له منها، وهو لا يستحي من انتهاك خصوصياتها والإضرار بوثائقها».

وطالب الدول العربية بالتحقق جيداً من أي يهودي يستخدم جوازاً غير إسرائيلي، تفادياً لانتهاكات «الموساد»، مؤكداً ضرورة اتخاذ الدول الأوروبية إجراءات مشددة لحماية وثائقها من الاختراق، «إذ بات واضحاً أن لدى (الموساد) إمكانية استخدام معظم الجوازات الأوروبية».

وحول احتمالات نجاح عملية الملاحقة الدولية للجناة، قال خلفان: «لن أفقد الأمل إطلاقاً في ضبط المتهمين، خصوصاً بعد نشر صورهم في مطارات ومنافذ العالم كافة»، متابعاً أنهم «يستطيعون التنكّر مرة، لكن لن يمكنهم الهروب إلى الأبد»، مشيراً إلى أن «ضبطهم يعتمد على مهارة مفتّشي المطارات».

وأكد خلفان أن «التعاون من جانب الدول التي انتُهكت جوازاتها يسير بشكل جيد حتى الآن، ونتبادل المعلومات بطريقة تخدم القضية، لكن هذه الدول لاتزال مطالبة بالكثير، خصوصاً في ظل ما تعرضت له من انتهاكات»، مضيفاً «نحن في خندق واحد بعدما اختُرقت قوانيننا. لذا، من المهم تشكيل فريق عمل واحد لمحاسبة هؤلاء القتلة والجهة التي تقف وراءهم».

وقال القائد العام لشرطة دبي إن «المفترض برجل مثل مائير داغان، مدير (الموساد)، أن يُقرّ بجريمته ما دام يرى أن هذا من صميم عمله، أو ينفي تورّط جهازه نفياً قاطعاً. لكن تصرفه بهذه الطريقة يعكس خوفه، وإلا فليعترف مثل الرجال بمسؤوليته».

واقترح خلفان إنشاء مكتب أو فريق متخصص لمكافحة «الموساد»، موضحاً أن «المخابرات الإسرائيلية لم ترتكب سابقاً في بلادنا أي حماقات. لكن بعد قيامها باغتيال المبحوح بات من الضروري إنشاء شعبة متخصصة لمواجهة جرائم هذا الجهاز».

وكانت شرطة دبي أعلنت أسماء 26 متهماً على دفعتين في اغتيال قيادي حركة حماس محمود المبحوح، وعرضت شريطاً مصوراً يرصد تحركات القتلة، ويسجل لحظة وصولهم إلى دبي بجوازات سفر مزورة وخروجهم بالجوازات ذاتها. كما كشفت استخدامهم بطاقات ائتمان بالأسماء نفسها الموجودة في الجوازات، في شراء تذاكر سفر وحجز فنادق.

وفي سيدني أعلن عميل سابق في الاستخبارات الإسرائيلية أن عناصر «الموساد» الذين تشير إليهم أصابع الاتهام بالوقوف وراء عملية اغتيال المبحوح، يستخدمون بانتظام جوازات سفر أسترالية مزورة. وقال العميل السابق لدى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي فيكتور أوستروفسكي لإذاعة «اي بي سي» الأسترالية العامة إن «الموساد» استخدم جوازات سفر أسترالية مزورة في عمليات أخرى سبقت عملية قتل المبحوح. واعتبر أوستروفسكي أن من السهل لعملاء «الموساد» أن ينتحلوا شخصيات أستراليين، لأن القليل من الناس في الشرق الأوسط يعرفون هذا البلد.

وأضاف «لقد انتحل أشخاص هويات أستراليين ليس فقط مرة واحدة وإنما مرات عدة». وقال إن «الموساد» يملك «دائرة أبحاث مكلفة جداً» تقوم بصنع وثائق مزورة.

في سياق متصل، قال مسؤول سابق رفيع المستوى في الاستخبارات الأميركية إن «الموساد» قلل من قدرات شرطة دبي. وقال العقيد المتقاعد باتريك لانغ، إن استخدام الوسائل المزورة أمر طبيعي في عمل الاستخبارات. وأضاف أن «الموساد» وراء هذه العملية، لاسيما أن هذه الحكومة الإسرائيلية تبغض «حماس» وقادتها إلى حد بعيد لأنهم يعتقدون أن قتل قادة «حماس» سيوفر لهم «بعض السلام».

ويعتقد لانغ أن العملاء نفذوا عملية القتل على نحو أخرق، «أعتقد أنه ينبغي التفكير مليّاً في مثل هذه العمليات»، وفي الوقت الذي تنفي إسرائيل صلتها بهذه العملية، فإن لانغ يقول إن الإنكار ممارسة اعتيادية، «أي جهاز استخبارات يفخر باسمه فإنه ينكر عندما تتم مواجهته بفوضى كهذه، وسينظر إليك في وجهك ويقول لك لسنا نحن»، ثم يبتسم في وجهك ويدعوك إلى الغداء اليوم التالي، هذا ما يفعلونه، ولهذا فإن «ما يقولونه ليس له علاقة بما يفعلونه».‏

تويتر