بعد أن أثارت مشكلة كسر شاشة الهاتف الجديد أثناء الاختبارات الأولية جدلاً واسعاً

«سامسونغ» تؤجّل طرح «غالاكسي فولد» لمزيد من التحسينات

كان من المقرر طرح هاتف «سامسونغ» الجديد القابل للطي الجمعة المقبلة. من المصدر

أعلنت شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية، أمس، تأجيل طرح هاتفها الجديد القابل للطي «غالاكسي فولد» في الأسواق العالمية، بعد أن كان مقرراً الجمعة المقبل.

جاء ذلك بعد أن أثارت مشكلة كسر وتحطم شاشة الهاتف الجديد التي ظهرت عقب يومين من استعماله من قبل المختبرين والمستخدمين الأوائل أثناء الاختبارات الأولية التي جرت، أخيراً، جدلاً واسعاً في الأوساط التقنية.

وذكرت «سامسونغ»، في بيان مقتضب، أنه بعد أن كشفت وحدات المراجعة المعطلة أن الجهاز يحتاج إلى مزيد من التحسينات التي يمكن أن تضمن أفضل تجربة مستخدم ممكنة، خصوصاً التأثير على المناطق العلوية والسفلية لمفصلة شاشة الهاتف، تقرر تأجيل إطلاق «غالاكسي فولد» إلى موعد لاحق، سيحدد تاريخه خلال الأسابيع المقبلة.

وكان أربعة من خبراء تقييم ومراجعة الطرز الجديدة من الهواتف الذكية، أكدوا الأسبوع الماضي، أن نتائج اختباراتهم الأولية لهاتف «غالاكسي فولد» كشفت عن تعرض شاشة الهاتف للانتفاخ والكسر، بعد يومين من الاستعمال.

انقسام

وبعد ذلك، انقسم المحللون الذين يتابعون القضية إلى فريقين، الأول يتبنى وجهة نظر ترى أن المشكلة التي حدثت هي من قبيل ما وصفوه بـ«الآلام الطبيعية» التي عادة ما تصاحب ظهور الجيل الأول من أي منتج جديد كلياً، بينما اعتبر الفريق الثاني أن المشكلة «ضريبة حتمية» للتعجل والحرص على الوصول أولاً إلى الأسواق، مقابل إهمال الدقة والثقة والاعتناء بالتفاصيل.

«آلام طبيعية»

وتبنى وجهة النظر القائلة بأن ما حدث «آلام الولادة الطبيعية»، محللون من مواقع عدة، أبرزها «بيزنس إنسايدر» و«سي نت نيوز»، حيث قال كل من المحلل في مجال الالكترونيات الاستهلاكية في «بيزنس إنسايدر» أنطونيو فيلاس، والمحلل في «سي نت نيوز» كاري ميهالسيك، إن «سامسونغ» في حالة «نزيف» حالياً، ناسية أن منتجات الجيل الأول من أي شيء نادراً ما تكون مثالية، وكثيراً ما تكون فيها نواقص وعيوب يتم تداركها مع الوقت، ولذلك فإن ما حدث مع شاشات «غالاكسي فولد» من كسور وتلف ليس مفاجئاً على الإطلاق، حيث إن الهاتف في النهاية منتج من الجيل الأول من شركة ما، باتت تقف على حافة تصميمات الهواتف الذكية، وبدأت تدخل منطقة تصميم جديدة.

وأضاف فيلاس: «بالطبع سيكون رائعاً لو كان الجهاز لا تشوبه شائبة، لكن لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن هناك مشكلات في أول هاتف ذكي قابل للطي يمكن للمستخدمين شراؤه، وجاء مع تصميم جديد تماماً، لم يتم التثبت منه من قبل عملياً على نطاق واسع، فضلاً عن أن به العديد من الأجزاء المتحركة أكثر من الهاتف الذكي التقليدي».

إهمال وتعجّل

أما المحللون والاختصاصيون في اختبار المنتجات الجديدة، خصوصاً الخبراء الذين اختبروا «غالاكسي فولد»، فتبنوا وجهة النظر القائلة إن ما حدث خطأ من «سامسونغ»، سبق وتكرر، ويتم فيه الحرص على الوصول السريع إلى الأسواق على حساب الجودة، ويؤكدون وجهة نظرهم بالمقارنة بين النهج الذي تتبعه «سامسونغ»، والنهج الذي تتبعه شركة «أبل»، ففي حين تركز «سامسونغ» على بناء سمعة الوصول المبكر إلى الأسواق، تركز «أبل» على الثقة والجودة حتى لو وصلت متأخرة. وعلى الرغم من أن المشكلة لم تؤثر بوضوح في جميع وحدات «غالاكسي فولد»، فإن هذا الفريق من المحللين يرى أن تعرض وحدة واحدة لمشكلة من هذا القبيل يجب أن تكون كارثة كبرى لأي شركة تحاول زرع منتج جديد في سوق جديدة.


نهج معاكس

اعتبر محللون أنه إذا كان هناك خطأ ما أو ملاحظة على شركة «سامسونغ» بخصوص هاتفها الجديد القابل للطي «غالاكسي فولد»، فهي أنها ذهبت إلى تسويق الهاتف الجديد بسعر يناهز

الـ2000 دولار، وبالطريقة وتكتيكات التسويق نفسها التي تتبعها مع هواتف «غالاكسي إس 10» وغيرها، وذلك على الرغم من أن الأجهزة الأخرى أثبتت صلاحيتها وجدارتها عبر فترات طويلة، في حين أن الجهاز الجديد لم يثبت صلاحيته بالصورة نفسها، كونه شيئاً جديداً تماماً، وبالتالي كان من المتعين أن تقدمه للسوق بطريقة مختلفة وسعر مختلف.

في المقابل، رأى محللون آخرون أنه مقارنة بما فعلته «سامسونغ»، فإن شركة «أبل» تتبع نهجاً معاكساً، يجعل من الصعب على الإطلاق تخيل أنها تقوم بشحن جهاز إلى المراجعين وهو في مثل هذه الحالة، مدللين على ذلك بما فعلته عملياً مع شاحنها اللاسلكي «إير باور» الذي تشككت في جودته، فأعلنت عن إلغائه، على الرغم من أنها كانت قد أعلنت قبل عام عن موعد لطرحه في الأسواق، وقبلت بالإحراج قصير الأجل نتيجة إلغاء المنتج، بدلاً من الضرر طويل المدى الذي كان من الممكن أن يلحق بعلامتها التجارية.

تويتر