رياضيون: المواهب متوافرة والبيئة صالحة لكن التخطيط مفقود

مشاركة الإمارات في الأولمبياد بـ «الغرين كارد».. أزمة مستمرة

صورة

عزا مسؤولون في اتحادات رياضية اعتماد أغلب مشاركات الرياضة الإماراتية في دوري الألعاب الأولمبية على بطاقات الدعوة «الغرين كارد» إلى أسباب عدة أبرزها: «التخبطات الإدارية في مختلف الإتحادات الرياضية، وغياب التنسيق اللازم بين الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية والمدارس والجامعات والأندية مما يعرقل صناعة البطل الأولمبي على الرغم من تطبيق القرارات الجديدة الخاصة بالسماح لمواليد الدولة وأبناء المواطنات والمقيمين بالمشاركة في المسابقات الرسمية».

وقالوا لـ«الإمارات اليوم»: «إن الطريق إلى الأولمبياد يبدأ بعدد كبير من ترتيب الأولويات والدعم المادي المدروس والتعاون بين المؤسسات الرياضية العاملة في الدولة، فقبل أربع سنوات أعلنت اتحادات رياضية كثيرة بأنها ستكون حاضرة في الأولمبياد بعنوان: انتظرونا في طوكيو 2020، ولكن كالعادة لم يعلن أي اتحاد عن صعود رياضي واحد إلى الأولمبياد كما غاب بطل الدراجات يوسف ميرزا، الذي ظهر في أولمبياد البرازيل 2016 عن الوجد في الأولمبياد المقبلة بسبب الإصابات التي تعرض لها وتسببت في حجب مشاركاته عن بطولات عدة أثرت في عدد نقاطه وتصنيفه».

المشكلة الحقيقية

من جهته، أكد نائب رئيس اتحاد الإمارات للسباحة جمعة البلوشي، أن «مشكلة الرياضة الإماراتية والغياب عن الأولمبياد تكمن في اختلاف الأهداف وغياب منظومة العمل المتكامل بين أربع مؤسسات وهي الأندية، الإتحادات، الهيئة، وزارة التربية والتعليم، فطالما غاب التنسيق بين هذه الجهات لن نجد أي بطل قادر على بلوغ الأولمبياد».

وقال البلوشي: «عندما نجد أن هدف الهيئة هو نفس هدف الاتحاد والنادي ووزارة التربية والتعليم، وتتوحد هذه الجهات على هدف صناعة بطل أولمبي سنصل إلى الأولمبياد بدون بطاقة الدعوة، وسنتأهل بأرقام وبجهود شخصية ولكن ما دام هناك فروقات بين الاتحاد والهيئة والنادي ولا يوجد يد مشتركة تجمع الثلاثة لصالح واحد هنا ستكون المشكلة وسيكون الوضع جداً صعب».

وأضاف: «وزارة التربية والتعليم أيضاً لها دور كبير في صناعة البطل الأولمبي، اليوم الدراسة تأخذ من وقت اللاعب يومياً 9 ساعات وهو ما يمنع الرياضيين المتميزين خاصة في عمر ما بين 14-16 عام في التدريب وحدتين باليوم وهو العمر المؤهل إلى أولمبياد الشباب وبعده أولمبياد الكبار، غير هذا الحديث وعدم توحد هذه المؤسسات صعب تخريج بطل أولمبي».

وتابع: «كل مؤسسة تملك هدف شخصي ويسعى له، فيما النادي له هدفه أيضاً، أما الهيئة فيكون لها توجه آخر، وهذا الاختلاف في الرؤى يؤدي فشل العمل الرياضي».

وأوضح «هناك مشكلات تتعلق بالاتحادات الرياضية وبعض أعضائها الذين تم ترشيحه إلى الاتحاد نتيجة تربيطات انتخابية وبالتالي يأتي لتمثيل ناديه وليس تمثيل الدولة وهنا تكمن المشكلة».

الأندية لا تنتج أبطال

قال المدير المالي ورئيس اللجنة الفنية باتحاد الدراجات عبدالكريم الزرعوني، إن عدم تأهل أي دراج إلى أولمبياد طوكيو 2020 يعود إلى الإصابة القوية التي تعرض لها النجم يوسف ميرزا، في بطولة تركيا، مشيراً إلى أن الإصابة أبعدته عن المشاركة في بطولة آسيا والتي كان سيشارك فيها كونه بطل آسيا وحامل اللقب لكن الإصابة أبعدت اللاعب عن المشاركة، وبالتالي خسر الكثير من النقاط التي صعبت من التأهل.

وقال الزرعوني: «رياضة الدراجات فردية جماعية تصب في مصلحة لاعب واحد فقط، والكل يطالب ببطل جديد غير يوسف ميرزا»، مضيفاً «الدراجات تعتمد على الفريق فلولا أعضاء المنتخب في البطولات لما نجح ميرزا، بالإضافة إلى أنه أبرز المواهب الإماراتية في تاريخ الدراجات».

وتابع: «أين الأبطال؟ الأندية لا تنتج، لا يوجد فريق عمومي سوى في ثلاث أو أربع أندية، أما البقية فتبتعد عن اللعبة بسبب كلفتها العالية جداً وهي أغلى من كرة القدم، إذ ان سعر الدراجة لا يقل عن 60 ألف درهم، وهي عبئ كبير على الأندية، لذا يجب أن يكون هناك حل من جانب الهيئة في ذلك».

وتابع «لا يمكن الاعتماد على أعضاء المجلس في كل شيء حتى الأمور المادية، الاتحاد مسؤول عن المنتخبات وليس الأندية التي أصبحت لا تنتج لاعبين، على مستوى الشباب الصاعدين، هناك مجموعة كبيرة من اللاعبين الصغار ويكفي أن المنتخب توج بالبطولة العربية للدراجات وهو دليل على قوة الجيل القادم».

وأشار إلى أن «من أهم الأزمات ايضاً التي تقابل لاعبي الدراجات هو التشتت بين سباق المضمار وسباق الطريق ومحاولة جمع أكبر عدد من النقاط في النوعين وهذا خطأ وستشهد الفترة المقبلة التخصص أكثر في البطولات والدراجين».

البيئة والتخطيط

أكد الأمين العام لإتحاد ألعاب القوى صالح محمد حسن أن»من يدعي بعدم صلاحية البيئة الإماراتية لصناعة بطل أولمبي هو مسؤول يبحث عن منصب أو يريد الهرب من المسؤولية«، مشيراً إلى أن «البيئة الرياضية صالحة والمواهب والخامات موجودة ولكن التخطيط والنظر للذات هو سبب فشل الصناعة الأولمبية».

وقال صالح محمد: «صناعة بطل أولمبي تبدأ من 8 إلى 12 عام، إذ يجب أن يبدأ الاهتمام وانتقاء المواهب من 10 سنوات حتى نستفيد منه عندما يصبح عمره 22 أو 24 عاماً، وعلى سبيل المثال، أمريكا والدول الكبرى تصرف وتهتم بلاعب واحد فقط، فيحرز ميداليتين أو ثلاثة أولمبية، وبتكلفة لا تذكر أمام الاهتمام بالفرق الجماعية والصرف عليها سواء كرة قدم، السلة، الطائرة، وكرة يد».

وأضاف: «نملك المواهب ولكن لا نملك العقول التي تستثمر هذه المواهب، فمجلس الإدارة فترته الإنتخابية أربع سنوات فقط، وبالتالي يجب أن يعمل المجلس للأشخاص القادمين وإذا عملنا بمبدأ نحن نزرع ليحصد الأخرون، سيتحقق الحلم ويتكون البطل الأولمبي، ولكن كلاً مجلس إدارة ينظر لفترته فقط، ولذلك نسمع كل أربع سنوات نغمة انتظرونا الأولمبياد المقبل، ومن يقول ذلك يريد دعاية انتخابية فقط».

وتابع: «ثلاث بيئات للبطل يجب العمل عليهم بتعاون وتأنٍ وهي المدرسة، البيت، النادي، ولإيجاد بطل يجب أن يكون هناك إهتمام في المدرسة، ومحافظة في البيت وتخطيط في النادي، ثم يأتي دور الإتحادات بعد ذلك، ولكن كيف سيحدث ذلك ووزارة التربية والتعليم لا تهتم بحصص التربية الرياضية وتجعلها أخر حصة، والأولمبياد المدرسي في كل بطولة نكون المركز الأخير وبالتالي إهتمام الوزارة قليل بالرياضة فكيف ستصنع البطل».

كما أكد صالح محمج حسن، على ضرورة الإهتمام بالعنصر الجيني للمواهب والكشف عليها من الصغر قبل الإنخراط في برامج إعدادية، وتسائل هل جامايكا أفضل من الإمارات، التي أعدت وأهلت العداء العالمي بولت، بالتأكيد لا ولكنه وفرت له مقومات الصناعة والبيئات المناسبة للتدريب.

الجمعيات العمومية

أكد رئيس نادي الإمارات السابق حسن إبراهيم أن «إصلاح الرياضة بصورة عامة وكرة القدم بصورة خاصة تبدأ باصلاح الأندية بالعودة لنظام الجمعيات العمومية، أو اللجان العليا من أجل ضبط الأمور فيها، إضافة إلى تقليص دور المجالس الرياضية وقصره على الرياضات الخاصة مثل سباقات الخيل وسباق الهجن والسباقات البحرية وغيرها من الفعاليات التي تروج للإمارة وتخدم أهدافها الاقتصادية والتجارية، وتمكين كل من الهيئة العامة للرياضة واللجنة الاوليمبية من ناحية الصلاحيات والميزانيات ودعمهما للقيام بأعمالهما على أكمل وجه، من هنا نكون قد بدأنا مسيرة التصحيح واحداث النقلة الرياضية المطلوبة».

وأضاف: «الرياضة تعيش واقع مرير ويجب ضبط الأندية التي هي أساس كل شيء من اختيارات وإدارات ويجب العمل للصالح العام ولكن للأسف ما يحدث غير ذلك ما دام هناك قصور في المحاسبة وعدم وجود جمعيات عمومية لمحاسبة الأندية».


6 أسباب وراء

غياب منظومة العمل المتكامل بين الأندية، الإتحادات، الهيئة، وزارة التربية والتعليم.

ترشح أعضاء لمجالس الإدارة نتيجة تربيطات تخدم الأندية على حساب المنتخبات

الأندية غير منتجة، ولا يوجد فريق عمومي سوى في ثلاثة أو أربعة أندية.

عدم امتلاك اتحادات للعقلية الإدارية القادرة على صناعة بطل أولمبي.

مجالس إدارات الاتحاد لا تعمل لأبعد من فترة انتخابها (4 سنوات فقط).

قصور في المحاسبة وعدم وجود جمعيات عمومية لمحاسبة الأندية.

تويتر