صحف جنوب إفريقيا توحّد المصــريين خلف «منتخب الساجدين»

لاعبو مصر يسجدون بعد كل هدف يحرزونه في مرمى الخم. أ.ف.ب


تحولت حالة الحزن الكبيرة التي سيطرت على المصريين عقب الخسارة القاسية من المنتخب الأميركي صفر/3 في كأس القارات المقامة حالياً في جنوب افريقيا، إلى مساندة شعبية وجماهيرية للمنتخب المصري بعد مزاعم الصحف الجنوب إفريقية أن «السرقة التي تعرض لها الفراعنة خلال البطولة سببها احتفالهم بالفوز التاريخي على إيطاليا في سهرة حمراء بصحبة بنات الهوى»، على حد تعبيرها.

ودفعت الاتهامات التي طالت لاعبي المنتخب المصري الخبراء والنقاد وحتى الجماهير إلى الوقوف في خندق المساندين للفراعنة، خصوصاً بعدما أسهم مذيع قناة «أوربت» عمرو أديب في زيادة نبرة الغضب بتوجيه اتهامات علنية للاعبي منتخب مصر والجهاز الفني، مستنداً إلى ما نشرته صحف جنوب إفريقيا.

وكان المنتخب المصري قد فشل في التأهل إلى الدور نصف النهائي لبطولة القارات بعد احتلاله المركز الرابع في المجموعة الثانية بـفارق الأهداف عن إيطاليا وأميركا التي حجزت البطاقة الثانية مع البرازيل صاحبة الصدارة برصيد 9 نقاط.

«بنات الهوى»

وزعمت الصحف الشعبية في جنوب إفريقيا أن السرقة التي تعرض لها الفريق المصري لا تتعلق بلصوص وإنما ببنات الهوى، حيث كان اللاعبون قد تعرضوا لسرقة 2400 دولار أميركي من غرفهم في اليوم الذي تغلب فيها الفراعنة على إيطاليا بهدف نظيف.

ونقلت الصحف الجنوبية إفريقية أنه «بعد التحقيق في الحادث تبين أنه لا وجود لأي خلع أو كسر أو اقتحام لأي غرفة عن قصد»، لكنها أشارت إلى أن «كاميرات الفندق كشفت تجول عدد من بنات الهوى بين الغرف في ما بدا أنها حفلة».

ونقلت صحيفة «صنداي وورلد» عن ضابط في الشرطة قوله «لدينا براهين بأن عدداً من اللاعبين أحضر بنات هوى من شارع أوكسفورد إلى غرفهم، ولدينا معطيات بأن الفتيات هن اللواتي قمن بسرقة اللاعبين في تلك الليلة، لكن اللاعبين عندما تعرضوا للسرقة أشاروا بأصابع الاتهام إلى عمال الفندق وهذا هراء».

لكن رئيس الوفد المصري المشارك في البطولة محمود طاهر، اعتبر أن ما ذكرته الصحف «كلام عار عن الصحة»، وقال في تصريح لوكالة «فرانس برس»: «بالطبع هذا الكلام غير صحيح، مسألة الأمن مهمة جدا في بطولة القارات والإجراءات مشددة جدا وبالتالي ممنوع على أي شخص الدخول إلى الغرف من دون بطاقة اعتماد من اللجنة المنظمة».

وأضاف «لقد طلبنا من الشرطة المحلية إصدار بيان رسمي في هذه الحادثة طالما أن الصحف المحلية نسبت هذه الأقوال إلى مصادر في الشرطة لكنهم لم يفعلوا».

وبدوره، أكد المدرب العام للمنتخب المصري شوقي غريب أن «عائلات بعض اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني موجودون حالياً في جنوب إفريقيا لمساندة الفريق ولكنهم لا يستطيعون الوصول إلى حجرات اللاعبين، فكيف لهؤلاء العاهرات اللاتي ذكرت الصحف وجودهن للاحتفال مع اللاعبين أن يصلن إلى حجرات اللاعبين؟!».

زاهر ينفي

ونفى رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر، الموجود مع اللاعبين في جنوب إفريقيا، ما نشرته الصحف هناك، مؤكدا أنها «محاولة للتغطية على فضيحة السرقة التي تعرض لها لاعبو المنتخب المصري في فندق إقامتهم في جوهانسبرغ، وتحويلها إلى قضية أخرى وفضيحة للمنتخب».

وقال لوسائل الإعلام «لم نفكر في إبلاغ الشرطة بواقعة السرقة نظرا لحرص المصريين على عدم الكشف عن أية سلبيات في البطولة حفاظا على العلاقات الطيبة بالمسؤولين في جنوب إفريقيا التي تتصدى لتنظيم كأس العالم ،2010 التي تقام للمرة الأولي في قارة إفريقيا، لكن مرافق الفريق محمد يوسف سارع إلى تقديم بلاغ للشرطة».

وأضاف «حوادث السرقة تقع في كل مكان في العالم وليست مشكلة ضخمة لكن المشكلة الحقيقية هي ما ذكرته الصحف وهو أمر يسيء للجميع».

وأوضح زاهر أن «الصحف حاولت تشويه صورة المنتخب المصري والتأكيد على احتفال اللاعبين مع العاهرات، ولم تتطرق مثلاً إلى أن مندوب شركة «بوما» الراعية للفريق كان أكثر المتضررين من السرقة، حيث سرق منه سبعة آلاف راند «أكثر من 1000دولار أميركي» ورغم ذلك لم يذكر اسمه في هذه الادعاءات الصحافية، وأشـار إلى أنها مجرد تهم ملفقة».

«منتخب الساجدين»

وطغت القصة على الشارع المصري وباتت حديث الجميع لدرجة أن القليل من الخبراء تناولوا أداء الفراعنة الفني من زاوية ضيقة، وتبنى حارس مرمى مصر القديم والنائب في البرلمان والمذيع الحالي أحمد شوبير حملة للدفاع عن المنتخب المصري من خلال برنامجه اليومي في قناة «الحياة» ودافع بشراسة عن أخلاقيات الفريق.

وقال شوبير في اتصال هاتفي مع «الإمارات اليوم»: «لا يمكن أن أتصور هذه الاتهامات، أنا أعرف هؤلاء اللاعبين عن قرب بحكم عملي كنائب لرئيس اتحاد اللعبة، ونظرا للصداقة التي تربطني بعدد كبير منهم يشهد لهم بالالتزام والتدين، لدرجة أن الصحافة العالمية أطلقت عليهم لقب «منتخب الساجدين» حيث يسجدون لله شكرا بعد كل هدف، وأتصور أن المشكلة تعود للدولة المنظمة للبطولة التي تحاول التغطية على وقائع السرقة بفضيحة للمنتخب المصري».

وعبر شوبير عن حزنه لأن بعض المصريين روجوا للاتهامات نفسها وأسهموا في الإساءة لمنتخب بلدهم، وقال «سأكون في مقدمة مستقبلي المنتخب لدى عودته إلى مطار القاهرة تقديرا لما قدمه المنتخب في بطولة القارات من إنجازات رائعة بعرض قوي أمام البرازيل والفوز التاريخي على إيطاليا، والخسارة أمام أميركا لا تقلل أبدا من حجم هذا الانجاز».

واتفق معه كابتن مصر السابق الفائز بكأس الأمم الإفريقية 1986 مصطفى عبده وقال «سأنضم للجماهير التي ستذهب وتستقبل الفراعنة في المطار تقديرا لما حققه المنتخب المصري وجهازه الفني في بطولة القارات».

وأضاف عبده «الفشل في مباراة لا يعني أن نصب جام غضبنا على المنتخب وجهازه الفني، والعكس صحيح فالوضع يحتاج إلى تضافر كل الجهود اليوم من أجل المشوار الصعب في تصفيات كأس العالم، وأنا شخصيا متفائل بمسيرة الفراعنة مع صديقي العزيز حسن شحاتة أفضل مدرب في تاريخ الكرة المصرية بالأرقام والإنجازات».

من سابع المستحيلات

وقال مدرب المنتخب المصري السابق محسن صالح «من سابع المستحيلات أن يصدق عاقل تلك الاتهامات فمن خلال معرفتي بلاعبي المنتخب، خصوصا هذا الجيل من اللاعبين لا أتصور أن يقوموا بتلك الفعلة، وأتذكر في أحد معسكرات الفريق عندما كنت أشرف على الفريق، زارني صديق واندهش لعدم رؤيته اللاعبين وسألني عن مكانهم فأشرت إلى إحدى الغرف فدخل فوجدهم في حلقة نقاش ديني وكل منهم بيديه المصحف الشريف».

ودافع صالح عن مدرب المنتخب الحالي حسن شحاته قائلاً «بالأمس أشاد الجميع بالمدرب المصري وتفنن الجميع في وصف عبقريته في مواجهة دونغا ومارشيلو ليبي ورصيده الكبير من الإنجازات، ويغفر له هفوة في مباراة خصوصا ان حالة اللاعبين يوم المباراة لم تكن تساعد أي مدرب ووضح تأثرهم الشديد بحالة الإحباط نتيجة فوز الجزائر على زامبيا وزيادة صعوبة موقف مصر في تصفيات المونديال، إضافة إلى الغيابات المؤثرة في الفريق وحكاية الشائعة السخيفة التي طاردتهم يوم المباراة».

واتفق معه الدكتور طه إسماعيل مدرب الفراعنة في كأس الأمم الإفريقية 1994 قائلا «لا يجب أن نلوم المنتخب على الإخفاق في التأهل لنصف النهائي، ولكن المشكلة أن طموحات المصريين تضاعفت بعد العرض المذهل أمام البرازيل والفوز التاريخي على إيطاليا». وتطرق إسماعيل للحديث عن واقعة السرقة قائلاً «السرقة أمر وارد وسبق أن حدثت مع الكثير من البعثات في جنوب إفريقيا، لكن محاولة أصحاب الأرض تشتيت الناس بالإشارة إلى فضيحة تمس الشرف والعرض فهو أمر مرفوض بالمرة خصوصا أن لاعبي البرازيل تعرضوا للسرقة بعد يوم واحد من نشر القضية المزعومة».

 أبوتريكة: ردّ الشرف وإلا الاعتزال

هدد نجم المنتخب المصري محمد أبوتريكة بالاعتزال الدولي في حال عدم تدخل اتحاد الكرة لرد شرف اللاعبين بعد الهجوم الذي تعرضوا له في برنامج تلفزيوني على شبكة أوربت.

وقال أبوتريكة في تصريحات لقناة الحياة «أنا حزين بشدة وقد تحدثت مع سمير زاهر (رئيس اتحاد الكرة) وقلت له أمام الجميع سأعتزل دوليا لو لم يتم رد شرف اللاعبين، أنا ألعب في المنتخب من أجل بلدي ومن أجل الشعب المصري والفقراء الذين يحبون كرة القدم، لكن البعض يريدنا أن نكره ما نحبه».

وشهدت صفوف المنتخب المصري ثورة غضب من اللاعبين الذين نفوا تماما ما نشرته صحف جنوب إفريقيا، وصب اللاعبون غضبهم على قناة «أوربت» بسبب اتهامات المذيع عمرو أديب لهم وتأكيد ما نشرته الصحف من دون دليل. وأضاف أبوتريكة «لقد لعبنا خلال ستة أيام أمام أقوى فريقين في العالم، واليوم لم نستطع حمل أقدامنا أمام أميركا بسبب المجهود البدني المبذول سواء كبدلاء أو أساسيين».

وتابع أبوتريكة «غرفة ملابس المنتخب المصري كانت جنازة بعد الخسارة أمام أميركا، والمحزن أن تجد من يتهمك في شرفك، مع العلم أن المنتخب فيه لاعبون متزوجون ويخافون ربهم». ووعد أبوتريكة بالفوز على رواندا في اللقاء المقبل في الخامس من يوليو في تصفيات كأس العالم.

 
«الأهرام»: ليلة صيف باردة

تباين رد فعل الصحف المصرية الصادرة صباح أمس حول خسارة المنتخب المصري بثلاثة أهداف نظيفة أمام منافسة الأميركي. وكتبت «الأهرام» تحت عنوان «ليلة صيف باردة»، «المنتخب المصري يخذل جماهيره ويودع كأس القارات»، وأشارت إلى التفوق الأميركي في اللياقة البدنية لكنها أشادت بالمنتخب المصري، وقالت «رغم الخسارة غير المتوقعة فإن المنتخب المصري بقيادة حسن شحاتة نال احترام الجميع».

وكانت «الجمهورية» أكثر حدة في النقد، وقالت تحت عنوان «البداية فل.. والنهاية ذل»، ووصفت العرض المصري في المباراة بأنه كان فضيحة مذلة وأداء غير متوقع وأشادت فقط بحارس المرمى عصام الحضري.

وسارت «المصري اليوم» على الدرب نفسه وكتبت «الأميركان صعقونا.. وبالثلاثة ودعونا»، مشيرة إلى أن المنتخب المصري خيب كل الظنون وأضاع فرصة تاريخية للتأهل للدور نصف النهائي للبطولة.

وفي الولايات المتحدة، أشادت الصحف ووكالات الأنباء بالعرض والفوز الذي وصفته «أسوشيتد برس» بـ«الممتع» كونه كفل لها تأهلا غير متوقع قبل نهائي البطولة، خصوصا أن الفريق لعب مباراة حافلة بالإصرار والحماسة والتفاؤل.

 
«البرازيل» يتعرّض للسرقة في جنوب إفريقيا

تعرض المنتخب البرازيلي لكرة القدم للسرقة ليصبح المنتخب الحاصل على بطولة كأس العالم خمس مرات هو ثاني منتخب يتعرض لهذا الموقف خلال كأس العالم للقارات المقامة حالياً في جنوب إفريقيا بعد المنتخب المصري.

وقال المتحدث الصحافي باسم المنتخب البرازيلي رودريغو بافيا مساء أول من أمس، إنه «تم اكتشاف فقدان بعض النقود من الفندق الذي يقيم فيه لاعبو المنتخب».

وقال مدرب الفريق كارلوس دونغا عقب الفوز على إيطاليا «كان لدينا بعض المشكلات في الفندق».

ووفقاً لتصريحات بافيا فقد وقعت السرقة يوم الجمعة الماضي في فندق «سينتوريون ليك» وفقد المهاجم كليبر «29 عاماً» مبلغا كبيرا من المال لم يتم تحديده، لكن مصادر في المنتخب البرازيلي قالت إن كليبر لم يكن متأكدا من أن النقود مفقودة أم تعرضت للسرقة، لكن المسؤولون بالمنتخب البرازيلي أبلغوا إدارة الفندق والسلطات الأمنية المختصة بالواقعة

تويتر