دور.. وممثل

أداء محدود.. والضحية الجمهور

صورة

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلين النجوم الذين يظهرون في أدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات.

تتغير الشخصيات، ويظل اسم الممثل ثابتاً قادراً على نجاح العمل أو فشله.


هم يحبون التمثيل لا شك، لدرجة أنهم يوجدون بكثرة حتى في أحلك ظروف الإنتاج الدرامي، وعلى الرغم من الانتقادات الواسعة التي طالتهم إلا أن إصرارهم يجعلك كمتلقي تعطيهم الفرصة تلو الأخرى، على أمل أن يكون ثمة جديد في أدائهم، بينهم من يعتمد على صلة قرابته بمنتج أو مخرج، وبينهم من يعتمد على ظروف الإنتاج الصعبة ويستقطب أسماء كبيرة لممثلين قديرين ليكونوا على شارة المسلسلات. من هذه النماذج ممثلات يحاولن قدر الإمكان فرض وجودهن بعناد، على رأسهن الممثلة المصرية مي عزالدين، التي تظهر هذا العام ببطولة مطلقة في مسلسل «البرنسيسة بيسة» للمخرج أكرم فريد، وتظهر عزالدين بشخصيتين، وهذا هو الكثير بعينه، عزالدين من الممثلات اللواتي بدأن قويات وهن يأخذن الأدوار المساندة ووقفت أمام نجوم كبار مثل يسرا في مسلسل أين قلبي ومحمود عبدالعزيز في مسلسل محمود المصري، وغيرهما، وبمجرد إحساسها أنها قادرة على تقديم بطولة مطلقة بدأت عزالدين بالتهاوي فنياً وأدائياً، هي تريد أن تثبت أنها قادرة على تجسيد كل الأدوار والشخصيات، ودائماً ما تجد من يساندها سواء عبر منتج أو مخرج أو كاتب سيناريو خاص لها، وهذا العام تأتي باسم الكوميديا من خلال شخصيتين بيسة وسكسكة، وهي تعتقد أنها اذا ما تنكرت ووضعت الأقنعة والماكياج وكل الأزياء المضحكة فهي ستنجح، لكن الأداء يكشف فشل ذلك، فالكوميديا علم تمثيلي بحد ذاته، ومع كل إخفاق يحدث معها تجد دائماً من يؤمن بها، وهذا ما يعطي فرصة لها لأن تقدم شيئاً على الأقل يتم تناوله بشكل إيجابي يوماً ما.

مثل مي عزالدين الممثلة اللبنانية ماغي بوغصن، التي تطرح نفسها كممثلة كوميدية، بوغصن وبعيداً عن أنها زوجة منتج أغلب أعمالها جمال سنان، فهي اعتمدت بشكل رئيس على استقطاب نجوم لديهم جمهور واسع مثل الممثل التونسي ظافر العابدين الذي مثلت معه مسلسل وفيلم «حبة كراميل»، وحاولت بوغصن بإيمان زوجها المنتج بها أن تقدم أدواراً متنوعة ودائماً وأبداً كانت البطلة الرئيسة، لكن هذا العام كانت صدمة كبيرة بأن تجد الكاتبة السورية يم مشهدي التي قدمت للدراما العربية أهم الأعمال مثل قلم حومرة، وتخت شرقي، هي من كتبت قصة المسلسل الجديد «بروفا» التي تؤدي بوغصن دور البطولة فيه، والصدمة الثانية أن مخرجة العمل هي رشا شربتجي التي أثبتت قطعياً من خلال هذا العمل أنه مهما كان المخرج له تاريخ في إدارة الممثلين لن ينفع الحال إذا كان الممثل لا يتطور في أدائه، وهذا بالفعل ما يحدث في شخصية ليال والتي يشاركها البطولة الممثل المصري أحمد فهمي، هذه المرة لم تستقطب بوغصن نجوماً فحسب بل مبدعين في مجال الكتابة والإخراج، ومع هذا لم تتطور بوغصن في أدائها ونمطية تمثيلها. وفي المقابل بات اسم الممثلة الشابة مي عمر زوجة المخرج محمد سامي يظهر في السنوات القليلة الفائتة، وهي بلا شك ممثلة طموحة، لكنها لا تدرك أنها بحاجة إلى شيء أكبر من الطموح والرغبة، فهي بحاجة إلى إتقان ما يوكل إليها من أدوار، مثلت مي في أغلبية الأعمال التي أخرجها زوجها مثل مسلسل الأسطورة وكلام على ورق، وحكاية حياة وغيرها، وهذا العام تظهر مي في شخصية فرح في مسلسل ولد الغلابة أمام الممثل أحمد السقا، دون تطور يذكر في أدائها. ربما كانت ممثلة بعمرها قد منحت فرصاً كثيرة تحديداً في العمل الكوميدي «ريح المدام» الذي قدمت من خلاله شخصيات عديدة ومتنوعة، وكان هذا العمل تحديداً هو الذي كشف محدودية التمثيل لدى مي عمر.


حاولت بوغصن أن تقدم أدواراً متنوعة، ودائماً وأبداً كانت البطلة الرئيسة.

مي عزالدين مع كل إخفاق يحدث معها تجد دائماً من يؤمن بها.

تويتر