مثبتة على لوح القيادة لتوفير دليل ضد المعتدين

كاميرات لحماية السائقين من الاعتداءات في اليابان

صورة

على مدى الأسابيع القليلة الماضية، كان الإعلام الياباني مهوّساً بحادث غضب على الطريق وقع في محافظة «إباراكي»، عندما أوقف رجل يبلغ من العمر 43 عاماً سائقاً آخر بالقوة على طريق «جوبان» السريع واعتدى عليه وهو جالس في سيارته.

ولفت الحادث الانتباه الوطني بعد أن حصلت محطة تلفزيون «أساهي» على شريط فيديو للاعتداء الذي تم التقاطه بواسطة كاميرا مثبتة على لوح القيادة. وبثت المحطة لقطات مثيرة، إلى جانب مقابلة مع الضحية. في نهاية المطاف، اضطر رئيس اللجنة الوطنية للسلامة العامة إلى التعليق، قائلاً إن الاعتداء غير مقبول، وأصبح المعتدي المشتبه به هدفاً لمطاردة وطنية، وتم اعتقاله بعد أكثر من أسبوع في أوساكا.

وتسمى هذه الحوادث «أوري أونتن»، وهو مصطلح يغطي مجموعة واسعة من سلوكيات القيادة الخطرة. هذه السلوكيات ليست نادرة، لكن حتى الآن لم تأخذها السلطات على محمل الجد، رغم أن حادثة مماثلة أدت في عام 2017 إلى وفاة شخصين على طريق «تومي» السريع.

ويقول الصحافي تورو تاماكاوا، إن الاستخدام المتزايد لكاميرات السيارات، والأهم من ذلك، أن البث المتزايد لمثل هذه اللقطات في البرامج التلفزيونية، دفع الشرطة إلى التحرك. ويُعتقد أنه منذ أكثر من 10 سنوات كان من الصعب على الشرطة توجيه اتهام إلى أحد في حادث غضب أو مناوشة على الطرق. ولا تتم ملاحقة الأشخاص المعنيين إذا لم يكن هناك دليل مرئي أو شهود.

وقال محقق سابق بالشرطة، إنه يجب «ألا تحاول الهرب، أيضاً، لأن ذلك قد يتسبب في حادث مروري». ويوصي المحقق بالبقاء منتبهاً والاتصال برقم الطوارئ، وإذا تطورت الحالة «فمن الأفضل أن يتم استدراج المعتدي إلى مواقف السيارات أمام المتاجر، حيث عادة ما يكون هناك كاميرات مراقبة».

ومع ذلك، فإن أفضل إجراء احترازي هو تثبيت كاميرا على متن السيارة، ووفقاً لموقع «إن إتش كي نيوز ويب»، فقد ارتفعت مبيعات كاميرات المراقبة الخاصة بالسيارات منذ بث لقطات الحادث بنسبة 40% في طوكيو، مع رغبة متزايدة لتسجيل ليس فقط ما يحدث أمام السيارة وخلفها، ولكن بالداخل أيضاً. والسبب الرئيس لزيادة المبيعات هو أن السائقين يريدون جمع الأدلة في حال تعرضهم للهجوم. وتشجع ولاية «توتوري» هذا التفكير المدني من خلال تقديم دعم جزئي لشراء كاميرات القيادة من قبل الأفراد.

ويمكن للمستهلكين أيضاً شراء ملصقات خارجية لإخبار السائقين الآخرين بأن هناك كاميرا مراقبة على متن السيارة، وبالتالي ردع المعتدين المحتملين. وكل هذه الإجراءات الاستباقية تعني أن الغضب على الطرق هو حقيقة، وأنه يتحتم على جميع السائقين حماية أنفسهم. وحول هذا الأمر، يقول علماء النفس إن المعتدين على الطرق يستهدفون عادة «الأشخاص العاديين» الذين يقودون سيارات صغيرة ولا يتوقع منهم ردة فعل. وتنصح جمعية إدارة الغضب اليابانية السائقين العدوانيين بمضغ العلكة عندما يشعرون بالقلق من حركة المرور، أو النظر في الصور الفوتوغرافية لعائلاتهم. الفكرة هي أنهم بذلك سيفهمون أن القيادة المتهورة والاندفاعية لها عواقب وخيمة.

المشاة على رأس الوفيات المرورية

في اليابان يشكل المشاة نسبة كبيرة من الوفيات المرورية، بشكل غير متناسب، مقارنة بالدول الأخرى، وسبب من أسباب ذلك أن السائقين اليابانيين يشعرون بأن لديهم الأولوية دائماً في الطريق حتى عند المعابر المخصصة للمشاة. ويبدو أن الكثير من المشاة يؤمنون بذلك أيضاً. يقول أحدهم إنه كان يفترض دائماً أن المشاة لا يتمتعون بحق عبور الطريق في اليابان، كما يفعلون في بلدان أخرى، لأنه نادراً ما يرى السائقين يتوقفون عند المعابر المخصصة حتى عندما يكون هناك مشاة في الطريق.

لحسن الحظ، تترصد الشرطة الآن السائقين الذين لا يعطون الأولوية للمشاة، ما يعني أنهم يقومون في النهاية بإنفاذ القوانين التي نسيها كثير من السائقين، أو لم يأخذوها على محمل الجد. وبالتواجد وراء عجلة القيادة، يبدو أن بعض السائقين يميلون إلى أن يكونوا في عالم خاص بهم.


- «أوري أونتن» هو

مصطلح يغطي

مجموعة واسعة

من سلوكيات القيادة

الخطرة.

تويتر