ارتفاع مياه المحيطات سبب رئيس

المناطق الساحلية من أميركا مهدَّدة بالغرق

صورة

يهدد ارتفاع مستوى سطح البحر أكثر من 300 ألف منزل ساحلي في أميركا، حيث تتوقع دراسة عن تغير المناخ «تأثيراً مذهلاً» للمحيطات في المجتمعات الساحلية، خلال الثلاثين عاماً المقبلة. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الارتفاع في مستوى سطح البحر إلى أزمة وجودية للعديد من المجتمعات الساحلية الأميركية، حيث توصل بحث جديد إلى أن ما يصل إلى 311 ألف منزل ستواجه الفيضانات كل أسبوعين، في غضون الثلاثين عاماً المقبلة.

أعلنت وكالة إدارة الطيران والفضاء الأميركية

(ناسا)، الأسبوع الماضي، أن كمية الجليد

المفقودة سنوياً من القارة القطبية الجنوبية

قد تضاعفت ثلاث مرات، منذ عام 2012، لتصل

إلى 241 مليار طن سنوياً.

ويحذر الخبراء من أن ازدياد مياه المحيطات قد يدمر مساكن ساحلية، تبلغ قيمتها مجتمعة 120 مليار دولار بحلول عام 2045، إذا لم تتقلص انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشدة. وهذا من شأنه أن يلحق خسائر مالية ونفسية هائلة بنصف مليون أميركي، يعيشون في عقارات تتعرض أقبيتها، أو ساحاتها الخلفية، أو مرآباتها، أو غرف معيشتها للخطر كل أسبوعين.

تقول عالمة المناخ البارزة في اتحاد العلماء المعنيين بتغير المناخ، كريستينا دال، إن التأثير قد يكون مذهلاً، «سيكون هذا المستوى من الفيضانات نقطة تحول، حيث سيجد الناس في هذه المجتمعات أنه من غير المقبول استمرارهم في العيش بهذا المكان.» وتضيف قائلة: «لأنه سيتعين عليهم القيادة عبر المياه المالحة للوصول إلى العمل، أو مواجهة انقطاع أطفالهم عن المدرسة، ويمكنك أن تتخيل أشخاصاً يبتعدون عن رهونهم العقارية، ومنازلهم».

ويستخدم الاتحاد بيانات فيدرالية، تتمثل في سيناريو عن ارتفاع مستوى سطح البحر المتوقع، مستقاة من بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ومدمجة مع بيانات عقارية من شركة زيلو العقارية، لتحديد مستوى المخاطر عبر الولايات الـ48 على الأقل.

وفي ظل هذا السيناريو، حيث يمكن بالكاد السيطرة على انبعاثات الاحترار الكوكبي، وحيث سيزيد مستوى البحار بنحو 6.5 أقدام على مستوى العالم بحلول نهاية القرن، سيواجه 311 ألف منزل على طول الساحل الأميركي الفيضانات، بمعدل 26 مرة في السنة، خلال الثلاثين سنة المقبلة. وستتضاعف الخسائر مع نهاية القرن، مع التحذير من أن ما يصل إلى 2.4 مليون منزل، تقدر قيمتها بنحو تريليون دولار، يمكن أن تتعرض للخطر. وفي الولايات المنخفضة بشكل خاص ستخسر فلوريدا مليون منزل، ونيوجيرسي 250 ألف منزل، و143 ألف منزل ستخسرها نيويورك بسبب الفيضانات المزمنة بحلول عام 2100.

ومن المرجح أن تؤدي هذه الفيضانات المستمرة إلى تعكير صفو سوق الإسكان عن طريق خفض أسعار العقارات، وجعل الرهن العقاري غير قابل للتعويل عليه في مناطق معينة. وقد ترتفع أقساط التأمين ضد الفيضانات بشكل حاد، حيث يواجه الناس خيار زيادة تكاليف التنظيف أو الارتداد إلى الأراضي المرتفعة.

وتقول الخبيرة الاقتصادية ومديرة سياسة المناخ في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، راشيل كليتوس: «للأسف، ستواجه العديد من المجتمعات الساحلية، في السنوات المقبلة، قيماً متدهورة للممتلكات»، وتمضي قائلة «على النقيض من الانهيار السابق لسوق الإسكان، فإن العقارات المغمورة بسبب ارتفاع مستوى البحر، من غير المرجح أن تتعافى، وسوف تستمر في الغوص لمستوى أعمق في الماء، بالمعنى الحرفي والمجازي».

وترتفع المحيطات بنحو 3 ملم في السنة، بسبب الاحترار الكوني نتيجة حرق الوقود الأحفوري، الذي يؤدي بالتالي إلى ذوبان الأنهار الجليدية الضخمة في غرينلاند وأنتاركتيكا ليرتفع مستوى البحار. وقد أعلنت وكالة إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، الأسبوع الماضي، أن كمية الجليد المفقودة سنوياً من القارة القطبية الجنوبية قد تضاعفت ثلاث مرات، منذ عام 2012، لتصل إلى 241 مليار طن سنوياً.

ومن المتوقع أن يؤدي هذا السيناريو، الذي يتكشف ببطء، إلى فرض خيارات مؤلمة بالنسبة للكثيرين في الولايات المتحدة. وكانت أبحاث سابقة قد أشارت إلى أن نحو 13 مليون أميركي قد يضطرون إلى النزوح لولايات أخرى، بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر بحلول نهاية هذا القرن، مع ازدياد سكان ولايات غير ساحلية مثل أريزونا ووايومنغ، التي من المتوقع أن ينزح إليها سكان الولايات المتأثرة.

ويقول عمدة جنوب ميامي، فيليب ستودارد: «ارتفعت فاتورة التأمين على الفيضانات بمقدار 100 دولار هذا العام في مدينتي، وارتفعت 100 دولار في العام السابق»، ويمضي قائلاً «لن يتمكن الأشخاص الذين يسكنون على الواجهة المائية من البقاء إلا إذا كانوا أثرياء جداً، وهذا ليس مخاطرة، لكنه أمر لا مفر منه». ويختتم حديثه قائلاً «ميامي مكان جميل وممتع للعيش، لكن الناس سيواجهون كلفة العيش هنا في مرحلة ما، وسيكون عليهم اتخاذ قرار اقتصادي منطقي».

تويتر