أنقذت المصابين رغم تعرّضها لإطلاق الرصاص والضرب المباشر

نسرين.. «المسعفة الإنسانة» على خط التماس مع جنود الاحتلال الإسرائيلي

صورة

على حدود المستوطنات الإسرائيلية الجاثمة على أراضي الضفة الغربية، وفي المواجهات المباشرة بين المتظاهرين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين، توجد المسعفة الفلسطينية المتطوعة نسرين عميرة في خطوط التماس الأمامية، متسلحة بمعداتها الطبية، حاملة على عاتقها إنقاذ المصابين مهما كلّفها ذلك الأمر.ورغم خطورة ما تقوم به الشابة عميرة، وتقديمها واجبها الإنساني، إلا أن ذلك لا يفقدها إحساسها بالمسؤولية تجاه أبناء شعبها وهي تواجه بطش الجنود الإسرائيليين، لثنيها عن إسعاف المصابين والوصول إليهم.

هذه الصورة حدثت تماماً مع المسعفة الشابة، أثناء محاولتها إسعاف ثلاثة شبان جرحى في المسيرات السلمية، التي تنظم كل جمعة شرق مدينة رام الله، إلا أن الجنود اعتدوا عليها، ووجّهوا بنادقهم من مسافة صفر صوب رأسها، لإجبارها على عدم إنقاذهم، ومغادرة المكان، إلا أنها قاومت بكل بسالة وجرأة الجنود رغم إصابتها، وتهديدها بالسلاح، فأنّات المصابين أرهفت سمعها، لتصرّ على تقديم واجبها الإنساني، فركضت مسرعة صوبهم، وهي تعلم أن ضغطة واحدة على زناد السلاح من جندي إسرائيلي تودي بها، حتى تمكنت من تخليص الجرحى من بين أيديهم، ونقلهم إلى سيارات الإسعاف.

أيقونة

رغم خطورة ما تقوم به الشابة عميرة، وتقديمها

واجبها الإنساني، إلا أن ذلك لا يفقدها إحساسها

بالمسؤولية تجاه أبناء شعبها، وهي تواجه بطش

الجنود الإسرائيليين لثنيها عن إسعاف المصابين

والوصول إليهم.

نسرين عميرة، البالغة من العمر 19 عاماً، من قرية بيتونيا غرب رام الله، تدرس تخصص فني أسنان، وقد تطوعت عميرة في الدفاع المدني، خلال الأسابيع الماضية، لإنقاذ المصابين في المواجهات مع الجنود الإسرائيليين، كما امتد ذلك ليشمل مشاركتها في فعاليات الأسرى والشهداء، والمساعدة في الكوارث والحرائق.

إلا أن مشهد إنقاذها ثلاثة جرحى فلسطينيين كانوا يتعرضون للضرب من الجنود الإسرائيليين، جعل منها أيقونة فلسطينية جديدة في الاستبسال والشجاعة، لتوصف بعد ذلك من قبل الفلسطينيين بـ«المسعفة الإنسانة».

وللحديث عن تفاصيل ما حدث معها، التقت «الإمارات اليوم» بالمسعفة الشابة نسرين عميرة، قائلة: «خلال المواجهات التي شهدتها مدينة البيرة أثناء احتجاجات دعت إليها الكتل الطلابية في جامعة بيرزيت، رداً على اقتحام قوة من المستعربين حرم الجامعة واعتقال رئيس مجلس طلابها في منتصف شهر مارس الماضي، أصيب ثمانية من طلاب الجامعة، أحدهم برصاصة من مسافة قريبة جداً، وكان أحد زملائه يحاول إنقاذه، فأصيب هو الآخر، وكانوا على مسافة قريبة من الجنود».

وتضيف أن «الجنود منعوا الطواقم الطبية من الوصول إلى المصابين، لكنني ركضت مسرعة، أنا واثنان من زملائي المسعفين، لإنقاذهم، وفي تلك اللحظة أطلق الجنود الرصاص فوق رؤوس المصابين، وفي اتجاهنا، لكننا لم نتوقف، وواصلنا الركض حتى وصلنا إلى المصابين الذين كانوا يتعرضون في ذلك الوقت إلى الضرب من الجنود».

ما إن وصلت نسرين وزميلاها إلى المكان حتى هاجمهم الجنود، وحاولوا منعهم من إنقاذ المصابين، ونزعهم من بين أيديهم، لتستمر المسعفة الشابة على مدار أكثر من 20 دقيقة تقاوم الجنود الإسرائيليين، إذ تعرضت هي وزميلاها للضرب المباشر بأعقاب الأسلحة الرشاشة، والتهديد بإطلاق النار، وكانت إرادتها أقوى من ذلك.

وتكمل الشابة عميرة حديثها: «إن ما فعله الجنود بحق المصابين، وضدي أنا وزملائي لم يمنعني من إكمال طريقي ومواصلة عملي، فلم أتراجع لحظة، وكان هدفي إسعاف المصاب، فأثناء محاولتي الاقتراب منهم أُصبت بقنابل الغاز المسيل للدموع مرتين، لكنني استعنت بالقناع الواقي من الغاز وأكملت، حتى وصلت الى المكان».

وتشير نسرين الى أنها تعرضت للضرب المباشر من الجنود في ظهرها وبطنها وكتفها، بالإضافة إلى إطلاق النار المتواصل أثناء محاولتها إنقاذ المصابين، مضيفة: «تغلبتُ على آلام الضرب، لأنقذ المصاب، فبينما كان يهددني الجنود ويعتدون عليّ بالضرب، تمسكتُ بالمصاب أكثر، وصرختُ قائلة لأحدهم (فشرت عينك، لن تأخذه وأنا على قيد الحياة، ولو أردت أن تطلق عليّ النار فليكن)».

تحت وابل الرصاص

وتبين المسعفة الشابة أن عملية إسعاف الجرحى وإخراجهم من المكان المحاصرين فيه من قبل الجنود، تمت تحت وابل من الرصاص الكثيف.

وعن ذلك تقول المسعفة الشابة: «إن كل ذلك لم يكن أخطر من الذي تعرّضنا له أثناء الوصول إلى الجرحى، وخلال المواجهات التي خضناها لإنقاذهم، فرغم ذلك الرصاص وفرت حماية للمصاب الذي أسعفته بكل ما أوتيتُ من قوة، حتى نقلته إلى سيارة الإسعاف».

تويتر