روحاني يطالب بصلاحيات «زمن الحرب».. وظريف يرفض التفاوض تحت التهديد

ترامب: إيران أبدت عدائية شديدة تجاه أميركا وستواجه «قوة هائلة» إن تحركت ضدنا

الأمم المتحدة أعربت عن قلقها إزاء استهداف السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء في بغداد. أ.ف.ب

أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الليلة قبل الماضية، أن إيران ستواجه «قوة هائلة» إن حاولت فعل أي شيء ضد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مضيفاً أنها أبدت عدائية شديدة تجاه واشنطن، وفيما طالب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بالحصول على صلاحيات تنفيذية موسعة يطلق عليها «زمن حرب»، للتعامل مع الضغوط التي تتعرض لها طهران في الآونة الأخيرة، أكد وزير خارجيته، محمد جواد ظريف، أن بلاده لن تتفاوض تحت التهديد.

وتفصيلاً، قال ترامب في حديث للصحافيين، أثناء مغادرته البيت الأبيض لحضور فعالية في بنسلفانيا، إنه لايزال مستعداً لإجراء محادثات مع إيران «عندما يكونون مستعدين».

وكان الرئيس الأميركي قال في وقت سابق، أول من أمس، إن بلاده لم تسعَ لإجراء حوار مع إيران، وإنه إذا أرادت طهران التفاوض فيتعيّن عليها القيام بالخطوة الأولى.

وكتب ترامب في تغريدة على «تويتر» أن «وسائل إعلام الأخبار الكاذبة نشرت كعادتها خبراً كاذباً، من دون أن يكون لها أي علم (بهذا الشأن)، مفاده أن الولايات المتحدة تحاول إجراء مفاوضات مع إيران، هذا تقرير كاذب»، من دون أن يوضح عن أي تقرير تحديداً يتحدث.

وأضاف «إيران ستتصل بنا عندما تكون جاهزة لذلك، وفي الانتظار يستمر اقتصادها في الانهيار، أنا حزين جداً على الشعب الإيراني».

ورفع ترامب، الأحد الماضي، درجة التهديد بتغريدة حذر فيها من أنها ستكون «النهاية الرسمية لإيران» إذا ما هاجمت الولايات المتحدة، وكتب في تغريدته: «إذا أرادت إيران خوض حرب فستكون تلك نهايتها، لا تهددوا الولايات المتحدة مجدداً».

وردّ وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على تغريدة ترامب، مؤكداً أن «تبجحات» الرئيس الأميركي «لن تقضي على إيران». وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ أن أدرجت إدارة ترامب الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء لـ«التنظيمات الإرهابية»، وشددت عقوباتها بحق طهران، وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي قبل عام.

وارتفع منسوب التوتر أكثر إثر نشر الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات «بي 52» في الخليج، الأسبوع الماضي، للتصدي لـ«تهديدات» مصدرها إيران.

كما أمرت إدارة ترامب الطاقم الدبلوماسي الأميركي غير الأساسي بمغادرة العراق، بسبب تهديدات من مجموعات عراقية مسلحة مدعومة من إيران.

وفي سياق متصل، قال مساعدون في الكونغرس الأميركي إن كبار مسؤولي الإدارة الأميركية سيطلعون مجلسَي الشيوخ والنواب على التطورات بشأن إيران، بعد مطالبة أعضائهما بمزيد من المعلومات عن التوتر بين الدولتين.

وهدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إيران في تغريدة، أول من أمس، ما زاد القلق من احتمال نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران مع تصاعد حدة التوتر بين البلدين.

في المقابل، طالب روحاني بالحصول على صلاحيات تنفيذية موسعة يطلق عليها «زمن حرب»، للتعامل مع الضغوط التي تتعرض لها طهران في الآونة الأخيرة.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا»، أول من أمس، بأن الرئيس الإيراني قال: «خلال فترة الحرب مع العراق، عندما واجهنا مشكلة، تم إنشاء المجلس الأعلى لإدارة الحرب، وكانت جميع السلطات في أيدي هذا المجلس، وحتى مجلس الشورى (البرلمان) والقضاء لم يشاركا في قرارات ذلك المجلس، واليوم نظراً إلى أننا نواجه ظروف الحرب فإننا بحاجة إلى مجلس مشابه».

وأشار إلى أن التعاملات المصرفية ومبيعات النفط الإيرانية تعطلتا بسبب العقوبات الأميركية.

وذكر روحاني أن إيران تواجه مشكلات غير مسبوقة «في المصارف وبيع النفط»، مشيراً إلى أن البلاد «متحدة في ضرورة مقاومة الولايات المتحدة والعقوبات».

وشدد روحاني على أنه يحبذ المحادثات والدبلوماسية، لكنه لا يقبلهما في ظل الظروف الراهنة، حيث نقلت وكالة (إرنا) عن الرئيس قوله «الوضع اليوم غير مؤاتٍ لإجراء محادثات، وخيارنا هو المقاومة فحسب».

وكان الرئيس الإيراني أكد، قبل أسبوعين، أن بلاده تواجه حرباً غير مسبوقة، ودعا إلى الوحدة بين الفصائل السياسية في البلاد لتجاوز الظروف التي قال إنها ربما تكون أصعب من أوضاع البلاد خلال الحرب مع العراق في الثمانينات.

في السياق نفسه، قال وزير الخارجية الإيراني في مقابلة مع قناة «سي إن إن» الأميركية: «لن نتفاوض مع ترامب حتى يحترم تعهدات الاتفاق النووي، وأكد أن إيران لن تخضع للتهديدات ولن تتفاوض تحت التهديد، مضيفاً «لن نحاور الأشخاص الذين لا يلتزمون بتعهداتهم».

وتابع ظريف «تعاملنا مع الاتفاق النووي بنية طيبة لكن واشنطن انسحبت منه»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة تلعب لعبة خطيرة بزيادة وجودها العسكري في المنطقة».

بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الجميع إلى «خفض حدة اللهجة والأفعال».

وقال الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، للصحافيين أول من أمس: «نشعر بالقلق إزاء اللهجة المتفاقمة».

وعن استهداف السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء في بغداد، قال دوجاريك إن الأمين العام قلق إزاء هذا الموضوع، مضيفاً: «إنها منطقة مضطربة للغاية، أي تطورات، سواء كانت أفعالاً ميدانية أو لهجة بلاغية، من الممكن أن يساء تفسيرها، وقد تفاقم خطر أن تصبح المنطقة المضطربة أكثر اضطراباً».

 

تويتر