التحكيم الإماراتي في خطر

عماد النمر


 إذا أردت أن تعرف شعباً، أو أمة فانظر إلى ميزان العدالة فيها كيف يسير، فإذا كان القضاء بخير ومستقيم ولا يتلون ولا يتأثر بالسلطة فاعلم أن هذه الأمة تسير على الطريق الصحيح، فاستقامة القضاء من استقامة الأمة.
 
وفي الرياضة يعتبر قضاة الملاعب ميزان العدالة الذين تستقيم بهم المنافسات، فإذا اهتز ميزان العدالة فإن الرياضة ستخسر الكثير، وبالتالي لابد من حماية قضاة الملاعب بداية من اختيار الأكفأ والأفضل ونهاية بالمحاسبة الدقيقة للمخطئين منهم حتى يستقيم الميزان.
 
وخلال الأيام الماضية علت أصوات الاحتجاج بقوة من قضاة ملاعبنا، وتظلم أكثر من فريق نتيجة أخطاء تحكيمية أثرت سلباً في نتائج مباريات، وفي المقابل وجدنا أصوات قضاة الملاعب تعلو أيضاً، ليس دفاعاً عن أنفسهم، لكن شكوى من لجنتهم التي اتهموها بأنها تكيل بمكيالين، وتجامل أفراداً على حساب المصلحة العامة، وبأن العمل بلجنة الحكام يسير دون خطط وبرامج وبلا استراتيجيات للجنة التي لا يجتمع أعضاؤها إلا مرة كل شهرين والعمل يدار بالهاتف، وبأن اللجنة لا يهمها على الإطلاق من يستمر من الحكام ومن يخرج من سلك التحكيم أو حتى السلك الإداري، وبأن هناك هوة عميقة بين اللجنة والحكام خلال السنوات الأخيرة، والدليل على ذلك عدد الاعتزالات التي تمت في صفوف الحكام!.
 
ورد رئيس لجنة الحكام على الانتقادات التي وجهت للجنته، سواء من الأندية المتضررة أو المعتزلين من الحكام والإداريين باللجنة، موضحاً وجهة نظره في إدارة اللجنة من خلال حديثه في «دبي الرياضية» وصحيفة الاتحاد، ونحن نحترم وجهة نظره لكننا نرى أن هناك فجوة بين اللجنة والأعضاء، سواء الإداريين أو الحكام، ولابد من رأب الصدع الحالي قبل أن تتفاقم الأمور، ولابد أن يجتمع الفرقاء على مائدة واحدة للوصول إلى حل يحفظ كرامة قضاة الملاعب، ويزيل الأخطاء الموجودة، سواء داخل الغرف المغلقة أو على المستطيل الأخضر، فما يحدث حاليا يضع قضاة الملاعب في دائرة الخطر سواء من الجماهير الغاضبة من مستوى بعض الحكام أو من حالة الإحباط الشديدة التي انتابت الكثير من الحكام والمساعدين.
 
إن قضاة الملاعب في الإمارات ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها بكل السبل والعمل على تذليل الصعاب التي تعوق عملهم بطريقة صحيحة، ويجب أن لا تأخذنا العزة ونكابر ويتغلغل العناد في النفوس فيأخذ كل طرف طريقاً ويتفرق الجميع، فعندئذ ستنهار منظومة القضاء في الملاعب، وبالتالي سنتراجع عشرات السنوات إلى الوراء.
 
الورقة الأخيرة
منتخبنا الوطني لكرة اليد شارك في بطولة أمم آسيا لكرة اليد التي أقيمت أخيراً في مدينة أصفهان الإيرانية، وخاض مباريات المجموعة الثانية فخسر أمام اليابان والسعودية وكوريا وقطر، وبالتالي لعب على المركزين التاسع والعاشر، وفاز على لبنان أضعف فرق البطولة واحتل المركز قبل الأخير، وعاد الفريق إلى الدولة بخفي حنين، وفي الوقت نفسه يطالب الجهازان الفني والإداري بصرف مكافأة الفوز للاعبين! فماذا سيطالب الفريق إذا تأهل لنهائيات كأس العالم، على سبيل المثال، كما نجحت السعودية ثالث البطولة أو الكويت الثانية؟!.
تويتر