أول معرض فني رقمي للفنّانة أشواق عبدالله

«المبروكة».. 10 لوحات مرسومة باليد تحكي حياة المرأة الإماراتية

صورة

لطالما حلمت الفنانة التشكيلية الإماراتية، أشواق عبدالله، بتحريك أعمالها الفنية التي كرست لها كل موهبتها وإبداعها، قبل أن تحقق حلمها، أخيراً، وتبث الحياة في فنها من خلال أحدث معارضها الفنية، معرض «المبروكة» الرقمي.

فخلال أشهر الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي بسبب انتشار فيروس «كورونا»، استغلت عبدالله الوقت لتجهز لوحاتها، رغبةً منها في تنظيم معرض فني خاص بها، غير أنها شعرت بضرورة الابتعاد عن المعارض الفنية الاعتيادية، وتقديم أسلوب جديد يتفاعل الناس من خلاله مع الأعمال الفنية، ويستمتعون بها، ويحسون بها لعيش اللحظة بالكامل.

من هنا، ومن شغفها بالفيديوهات والصور المتحركة، جاءت فكرة إطلاق معرض فني رقمي هو الأول من نوعه في المنطقة، واختارت الفنانة له عنوان «المبروكة»، وهو اسم يطلق على النساء الكبيرات في السن لما يقدمنه من بركة وحكمة وعطاء، وقد وقع اختيارها على هذا الاسم تحديداً لأن معرضها المميز هذا يركز على المرأة الإماراتية وأصالتها وتاريخها.

بالنسبة لعبدالله، يُعد تاريخ المرأة الإماراتية غنياً بالفعل، وجديراً بالتقدير، فإسهاماتها متعددة في مختلف المجالات، وإلى جانب رعاية الأسرة، كان للمرأة الإماراتية دور في تحريك النشاط الاقتصادي في مجتمعها من خلال الحِرف والأنشطة المتنوعة التي تشارك فيها بمختلف البيئات الصحراوية والبحرية والجبلية.

وقد عرفت المرأة الإماراتية تحديات وصعوبات كثيرة طوال حياتها، منذ السنوات الماضية وحتى اليوم، وهذا تماماً ما مكّن عبدالله من ترجمة مسيرتها إلى ألوان وأشكال وإلهامات ملؤها الاختلاف والتنوع.

واستخدم معرض «المبروكة» تقنية نظام التفاعل البصري لمختلف اللوحات الفنية، مع عزف مقطوعة موسيقية للملحن محمد الأحمد، حيث ينعكس العمل الفني عن بُعد من خلال 10 لوحات مرسومة باليد، استخدمت فيها عبدالله الألوان المائية والباستيل، فيما تناول موضوعات متعددة أبرزها انتظار المرأة للبحارة، وكفاحها خلال غيابهم، والحرف اليدوية كالتلي والخوص، وزينة المرأة الإماراتية كالذهب الإماراتي، بالإضافة إلى العروس الإماراتية، وغيرها من الموضوعات التي تسلط الضوء على الحياة والعطاء. وقد أدخلت الفنانة إلى لوحاتها تفاصيل كثيرة تعكس الأمل والتفاؤل وحب الحياة، كالورود مثلاً ونباتات دوار الشمس.

أما بالنسبة لنظام التفاعل البصري الذي يرافق معرض «المبروكة»، فتقول عبدالله إنها عملت على تحريك اللوحات ليشعر الناس بها. وتماماً كما في العروض الحية التفاعلية، يتيح هذا المعرض الانغماس في عالم اللوحات والتجول بينها، كما لو دخلنا اللوحات بالفعل ولمسنا بأيدينا ما تقدمه، وذلك مع الاستمتاع بالفضاءات اللونية والتأمل بالأشكال، والتجربة المميزة هذه تأسر الحواس بكل ما للكلمة من معنى، مع إمتاع العيون والآذان والحدس الداخلي.

وتشير عبدالله إلى أن تنظيم المعرض بالأسلوب الجديد والفريد، يتيح لها تصوير أعمالها الفنية ونشر فنها على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الموقع الإلكتروني الخاص بها. ومع عدم إمكانية بيع اللوحات في الوقت الحالي، تؤكد الفنانة أن المرحلة المقبلة ستشهد عرض لوحاتها الأصلية، لتتيح للجمهور من محبي الفنون والإبداع فرصة اقتنائها بين مفضلاتهم.

ولابد من القول إن معرض «المبروكة» يتسم من دون شك بالتميز والفرادة، إذ يجمع التكنولوجيا والفن، ويقدم فيديو تفاعلياً يمتد على دقيقتين، لينقل المشاهد في رحلة لم يسبق له أن اختبرها.

سيرة الفنانة

أشواق عبدالله فنّانة تشكيلية ومصمّمة إماراتية، رافقها حبّها للفنّ وإبداع موهبتها منذ الصغر، وتحديداً منذ السابعة من عمرها، حين فازت بمسابقة فنية محلية، فبعد مئات اللوحات الفنية التي تحمل توقيعها، وعدد كبير من المشاركات في معارض فنية رائدة، نجحت عبدالله في حجز مكانة خاصة لها في عالم الفنّ، الذي توجّه من خلاله رسائل بصرية تبلغ قلوب الجمهور وحواسه في آن.

وفي أعمالها التي تستخدم فيها ألواناً وأساليب وأشكالاً مختلفة، تركّز عبدالله على عدد من الموضوعات المرتبطة بالمجتمع والتراث والبيئة الإماراتية وغيرها.

ولمع اسم أشواق عبدالله منذ سنوات طويلة على الساحة الفنية في الإمارات، خصوصاً أنها كانت أول موهبة إماراتية ترسم لوحة جدارية في متحف بالهواء الطلق في دبي عام 2016. وقد وصلت موهبتها أيضاً إلى الساحة العالمية، فكانت أول من يصمّم كأس بطولة سيليكون فالي كلاسيك أي أطول بطولة تنس للنساء في العالم تُنظّم بكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية. ومن أشهر الأماكن التي تعرض أعمال عبدالله، فندق فور سيزونز في أبوظبي، الذي يضمّ أكثر من 10 أعمال فنية تشمل رسومات ومنحوتات أيضاً، ومنتجع وفيلات سعديات روتانا مع أكثر من 300 لوحة موزّعة على الغرف جميعها.

• المعرض يجمع التكنولوجيا والفنّ ويقدّم فيديو تفاعلياً لدقيقتين، ينقل المشاهد في رحلة لم يسبق أن اختبرها.

تويتر