معرض في الشارقة يستعيد إبداعات الفنان الراحل

«البعد الرابع» للسوداني عثمان وقيع الله.. تراه البصيرة عقب البصر

صورة

انطلقت صباح أمس فعاليات معرض «البعد الرابع» للفنان السوداني الراحل عثمان وقيع الله، ضمن الدورة الـ20 لمهرجان الفنون الإسلامية (أثر)، في متحف الشارقة للخط.

وتسلّط إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة في الشارقة التي تنظم المعرض الضوء على تجربة عربية رائدة في فن الخط، إذ يضم المعرض عدداً من أعمال الفنان الراحل عثمان وقيع الله، ويقارب المعرض إلى حد ما الصفة الاستعادية، نظراً للشمولية التي يتمتع بها، والإضاءة على مختلف مراحل الفنان، ليتعرف الزائر بشكل دقيق إلى الاتجاه المُحدّث والريادي في السودان.

أستاذ مؤسس

أنجز عثمان وقيع الله بخطه المتفرد بعض المصاحف وعدداً كبيراً من اللوحات القرآنية، وهو أستاذ مؤسس لكلية الفنون الجميلة 1951، ولأول مرسم حر لفنان سوداني، وأسهم في تأسيس البرنامج الأوروبي في الإذاعة السودانية، وصمم أول عملة سودانية.

600

عمل فني أنجزها الراحل عثمان وقيع الله، وانتقيت أعمال «البعد الرابع» من بينها.

2007

العام الذي رحل فيه عثمان وقيع الله الذي يُعد أباً لأجيال من الخطاطين الموهوبين.

وافتتح المعرض رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، عبدالله العويس، بحضور رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، الأديب محمد المر، والقنصل العام لجمهورية السودان في دبي والمناطق الشمالية، عبدالعظيم الصادق الكاروري، والمنسق العام للمهرجان ومدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة محمد إبراهيم القصير، ومدير عام هيئة الشارقة للمتاحف منال عطايا.

صاحب إضافة

ويعتبر الراحل عثمان وقيع الله قامة مؤثرة في أجيال من أبناء بلده، فهو صاحب تجربة إبداعية شكلت إضافة قيِّمة وتجارب معاصرة في التشكيل والخط. ويعيد معرض «البعد الرابع» أعمال الفنان الراحل إلى دائرة الضوء، ما يفسح المجال لقراءاتها الجمالية المعاصرة، وإعادة اكتشافها من جديد.

وانتقيت أعمال من عدد كبير من منجزات الفنان الراحل، التي تفوق الـ600، ومن بينها ثلاثة مصاحف، إذ كتب عثمان بكل أنواع الخطوط واستخدم القوالب التركيبية بطرق غير تقليدية، محاولاً التجديد، سواء عبر تنويع الخطوط الكلاسيكية من الكوفي والثلث والنسخ، أو عبر استخدام الألوان بطبقاتها المتعددة، وتفرد بأسلوب خاص يميّز خطه أينما يشاهد، وأضاف لتجربته أسلوباً آخر جمع فيها بين الخط واللون أسماه «البعد الرابع»، وأطّره برؤى فلسفية وتأملية.

وقال الراحل في إحدى المقابلات: «إن البعد الرابع.. بعدٌ تراه البصيرة عقب البصر. وإن قليلاً من التأمل كفيل ببلورته في اللوحات التي تهدف إلى جعل الخط لحمة اللوحة وسداها. دون أن تستعير المفردات الفنية الغربية، خصوصاً أن خطنا العربي لا يحتاج أصلاً إلى مثل هذا الاستجداء الذي لا يعبر إلا عن عجز وقصور في إدراك ما للخط العربي من إمكانات. والعمل الفني المكتمل لا يحتاج إلى شرح، وقد شاهد أعمالي كثير من غير العرب وتذوقوها كما تتذوق الموسيقى الأجنبية. ثم إنني بفني هذا أريد إبلاغ أهلي وعشيرتي أولاً، ولا يهمني من لا يقرأ العربية. والدور عليه أن يتعلمها ليفهم ما يكتب بها».

مسيرة

ويعد الفنان الراحل البروفيسور عثمان وقيع الله (1925 – 2007) رائد مدرسة الخرطوم التي استلهمت صيغ الخط العربي وجمالياته. حصل على وسام الإنجاز من رئاسة الجمهورية في السودان، وإجازة من الخطاط المصري سيد إبراهيم.

عاش الراحل في بريطانيا بين عامي 1967 و2005، وخلال هذه الفترة عمل بهيئة الإذاعة البريطانية، وحاضر بالجامعات البريطانية، وكان عضو اتحاد الصحافيين العالميين، ونقابة الصحافيين البريطانيين، كما أنه خبير خطوط أمام المحاكم البريطانية، ونظم العديد من المعارض، منها ما أقيم في معهد كونتربري للفنون، ومعهد جامعة إكسفورد، وغيرهما. ويحفظ التاريخ لعثمان أنه كان أوّل سوداني يحقق امتيازاً في إجادة الخط العربي على نهج وطرق المدرستين العربية والتركية، وكان بذلك أباً ورائداً لأجيال الخطاطين الموهوبين.

تويتر