ندوة استضافت أسماء الزرعوني وإيمان اليوسف ومحمد عبدالنبي

رهانات الرواية الاجتماعية.. برؤية 3 مبدعين

صورة

استعرض ثلاثة مبدعين تجارب روائية اجتماعية ناجحة، مرجعين نجاح تلك الأعمال إلى قدرة مؤلفيها على استلهام مضامين ومحتويات أحداث الروايات من الأجواء المحيطة، وتوظيف المضامين في السرد الروائي.

رقم صعب

قالت الكاتبة أسماء الزرعوني، إن الرواية الخليجية أصبحت رقماً صعباً بين الروايات العربية، مشيرة إلى غزارة الإنتاج الأدبي في دول الخليج العربي، الذي لا يعتمد على الكم بقدر ما يركّز على نوعية المنتج الأدبي، والذي بات يتناول ويعالج مختلف القضايا المجتمعية. وأشارت إلى أنه لا توجد رواية خالية من الصفة الاجتماعية، باعتبار أن الواقع هو المدخل الأساسي للرواية وهو عامل الجذب الوحيد للقارئ الذي لا يُقبل على قراءة رواية لا تتماس مع مشكلاته ومشاعره، مؤكدة أن الرواية الناجحة هي القادرة على تقديم أفكار ومضامين، تبتعد عن التكرار، وتشد القارئ منذ اللحظة الأولى التي يفتح فيها صفحات الرواية، ووصفت الرواية برحلة يأخذ خلالها الكاتب قارئه إلى فكرة معينة.


 

ينبغي الابتعاد عن الإغراق في الفن الذي يبعد الكاتب عن الواقع.

إيمان اليوسف

الواقع المدخل الأساسي للرواية وعامل الجذب الوحيد للقارئ.

أسماء الزرعوني

على الروائي ألا يستسلم لوحش الواقع الاجتماعي اليومي.

محمد عبدالنبي

جاء ذلك، خلال ندوة «رهانات الرواية الاجتماعية»، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، التي استضافت كلاً من الروائية الإماراتية إيمان اليوسف، والكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني، والروائي المصري محمد عبدالنبي، للحديث حول مكامن الإبداع في الروايات الاجتماعية، وأبرز التحديات التي تواجه قدرتها على استقاء مادة كتابتها من واقع الحياة اليومية.

وأكدت إيمان اليوسف، خلال الندوة التي أدارها الناقد عبدالفتاح صبري، أن الرواية الاجتماعية هي التي ترصد التغيرات المختلفة التي تطرأ على المجتمع، معتبرةً أن تلك المتغيرات هي المحاور الرئيسة للرواية الاجتماعية الشمولية، مشيرة إلى ضرورة الابتعاد عن الإغراق في الفن الذي يبعد الكاتب عن الواقع.

ولفتت اليوسف إلى أن الحوار يشكل اتجاهاً مهماً ومؤثراً في الرواية، إذ يساعد على كسر حدة السرد أو الوصف، بما يمكن اعتباره استراحة لتأكيد الفعل السردي بلون مختلف، منوهة بأن هذه الاستراحة ليست للترف الفكري بقدر ما هي تعزيز لسير الأحداث، وزيادة حجم الوصف للشخصيات التي يرد الحوار على لسانها.

وفي ما يتعلق بالمشهد الأدبي الخليجي رأت الكاتبة الإماراتية أنه ينقسم إلى جزأين، الأول يجنح إلى الواقع العربي المؤلم، الذي مزقته - وفقاً لليوسف - وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يتجه الشق الثاني إلى أعمال الحنين والعواطف والبطولات.

من ناحيته، قال محمد عبدالنبي: إن «المؤلف الروائي محاط بالانفعالات الإنسانية، وبالتالي هو القادر على توظيف هذه الانفعالات في خدمة النص، من خلال استلهامه للتفاصيل المحيطة به، إذ تكوّن البنية الأساسية التي تسير عليها الرواية في رحلة عرضها للأحداث». ودعا إلى عدم الاستسلام أمام ما وصفه بوحش الواقع الاجتماعي اليومي، في إشارة إلى أن تناول الرواية للهموم اليومية التي لا تنتهي يفقدها قيمتها الأدبية والاجتماعية.

من جهتها، تناولت أسماء الزرعوني تاريخ الرواية الخليجية والإماراتية وتطورها، مشيرة إلى أن أول رواية خليجية ظهرت هي رواية سعودية في عام 1930، فيما برزت أول رواية إماراتية في عام 1971. وقالت إن معظم الأعمال الخليجية التي ظهرت آنذاك تناولت التحولات التي طرأت على المجتمعات الخليجية، وانتقالها إلى الحداثة بعد طفرة النفط.

تويتر