المعدن الأصفر يتجه عالمياً صوب أسوأ أسبوع في 15 شهراً

الذهب.. انخفاضات سعرية كبيرة.. ومتعاملون يترقبون مزيداً من التراجع

سجلت أسعار الذهب في نهاية الأسبوع الماضي، انخفاضات راوحت قيمتها بين 9.75 دراهم و12.75 درهماً للغرام من مختلف العيارات، مقارنة بأسعارها نهاية الأسبوع السابق عليه، وذلك بحسب مؤشرات الأسعار المعلنة في سوقي دبي والشارقة، في وقت تتجه فيه أسعار الذهب عالمياً صوب تسجيل أسوأ أداء أسبوعي، منذ مارس 2020، بعد أن تسبب تحول مجلس الاحتياطي الاتحادي صوب لهجة تميل إلى التشديد النقدي، في صعود الدولار، وأثر سلباً على جاذبية المعدن الأصفر.

وفي وقت قال فيه متعاملون إنهم فضلوا تأجيل عمليات الشراء حتى تسجيل أسعار الذهب انخفاضات جديدة، أكد مسؤولو منافذ بيع لتجارة الذهب والمجوهرات لـ«الإمارات اليوم» أنه على الرغم من الانخفاضات السعرية الكبيرة التي سجلها الذهب أخيراً، فإن الأسواق شهدت إقبالاً محدوداً على شراء المشغولات الذهبية الجديدة، لعوامل تتعلق بترقب بعض المتعاملين لتراجعات إضافية في الأسعار، وانشغال البعض بموسم العطلات الصيفية ونهاية موسم العام الدراسي.

وتوقعوا أن تشهد المبيعات نشاطاً بمعدلات أكبر خلال الأيام المقبلة، في حال استقرار الأسعار عند معدلات منخفضة أو تسجيل انخفاضات سعرية إضافية.

وبلغ سعر غرام الذهب من عيار 24 قيراطاً 216 درهماً بانخفاض قيمته 12.75 درهماً، مقارنة بسعره في نهاية الأسبوع السابق عليه، في ما سجل سعر غرام الذهب من عيار 22 قيراطاً مبلغ 203 دراهم، بتراجع قيمته 12 درهماً.

ووصل سعر غرام الذهب من عيار 21 قيراطاً إلى 193.75 درهماً بانخفاض قيمته 11.25 درهماً، كما وصل سعر غرام الذهب من عيار 18 قيراطاً إلى 166 درهماً بتراجع بلغ 9.75 دراهم.

تأجيل الشراء

وقال المتعامل تامر محمد، إنه يرغب في شراء قطعة من المشغولات الذهبية الجديدة، لكنه فضل الانتظار قليلاً ترقباً لتسجيل أسعار الذهب المزيد من التراجع وفقاً لبعض التوقعات في الأسواق.

بدوره، قال المتعامل إبراهيم بدير، إنه اشترى قطعة صغيرة من المشغولات الذهبية، وأجل شراء قطعتين، مع توقعات تسجيل أسعار الذهب انخفاضات جديدة خلال الفترة المقبلة.

وأفاد المتعامل عمرو حسن، بأنه بعد اختياره قطعة من مشغولات ذهبية، أجل عملية الشراء بناء على نصيحة من صديق، توقعاً لانخفاضات سعرية جديدة أو استقرار أسعار الذهب عند معدلات مماثلة.

إقبال محدود

إلى ذلك، قال مدير محل «دهكان للمجوهرات»، جاي دهكان، إن الأسواق شهدت إقبالاً محدوداً على شراء المشغولات الجديدة، على الرغم من الانخفاضات الكبيرة التي سجلتها أسعار الذهب أخيراً.

وأرجع دهكان بطء الطلب، إلى انتظار بعض المتعاملين، الرواتب، وعدم الشراء خلال منتصف الشهر، فضلاً عن عادات بعض المتعاملين بترقب انخفاضات إضافية للأسعار، وفقاً لما يتردد في الأسواق.

من جهته، قال مدير المبيعات في محل «دايمواند للمجوهرات»، ديليب سوني، إن الانخفاضات السعرية الكبيرة في أسعار الذهب أخيراً لم تكن مؤثرة بشكل كبير في تحريك الطلب على شراء المشغولات الذهبية الجديدة، وذلك مع ترقب بعض المتعاملين لمزيد من الانخفاضات السعرية.

وأشار إلى مواكبة الانخفاضات الحالية فترة انشغال معظم المتعاملين واستعداداتهم لموسم العطلات الصيفية والسفر، فضلاً عن نهاية العام الدراسي، وسداد الرسوم الأولية للعام الدراسي الجديد، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة نشاطاً في الإقبال على شراء المشغولات الذهبية الجديدة، سواء عند تراجع الأسعار بنسب إضافية، أو عند استقرارها عند معدلات مقاربة للحدود السعرية الحالية.

في السياق نفسه، أكد مسؤول المبيعات في محل «مجوهرات إمبريال»، أشوين شوني، أن نشاط بيع المشغولات الجديدة شهد حركة محدودة في الطلب، مع ترقب بعض المتعاملين لانخفاضات سعرية إضافية جديدة.

واتفق في أن الانشغال باستعدادات موسم العطلات الصيفية، من العوامل التي أثرت في كون الانخفاضات السعرية الأخيرة لم يكن لها تأثير ملحوظ في تنشيط الطلب.

أسوأ أداء

عالمياً، تتجه أسعار الذهب صوب تسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ مارس 2020، بعد أن تسبب تحول مجلس الاحتياطي الاتحادي نحو لهجة تميل إلى التشديد النقدي في صعود الدولار، وأثر سلباً على جاذبية المعدن الأصفر.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية أمس، 0.5% إلى 1781.96 دولاراً للأوقية (الأونصة)، لكنه منخفض بنسبة 5% في الأسبوع. فيما ربحت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5% إلى 1782.70 دولاراً.

وقال المحلل لدى «إي.دي آند إف مان كابيتال ماركتس»، إدوارد مير، إن تغيير «مجلس الاحتياطي الاتحادي» لتوقعات السياسة أطلق انخفاضاً في أسعار الذهب، لافتاً إلى أن «رد الفعل في الذهب مبالغ فيه إلى حد ما».

وبعد التصريحات التي تميل إلى التشديد النقدي من «مجلس الاحتياطي»، قفز الدولار لأعلى مستوى في شهرين، ويتجه صوب أفضل أسبوع في نحو تسعة أشهر.

وعلى الرغم من أن الذهب يُعتبر تحوطاً في مواجهة التضخم، فإن أسعار الفائدة المرتفعة ستقلص جاذبيته إذ إنها تعني ارتفاع كلفة فرصة حيازته.

تويتر