نصحوا المستثمرين بالانتقائية عند الاختيار.. وأكدوا ضرورة ضخ سيولة جديدة في الأسواق

محللون: فرص جاذبة للاستثمار في الأسهم المحلية رغم التراجعات

صورة

أكد محللون ماليون أن التراجعات التي يشهدها سوقا دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية، تعتبر فرصة جذابة ومغرية للاستثمار في الأسهم المحلية خلال الفترة الحالية، لاسيما بعد أن تراجعت أسهم شركات عن قيمتها الدفترية بنسب تراوح بين 40 و50%.

ونصحوا بالانتقائية عند اختيار الأسهم، والاعتماد على الوضع المالي لها دون النظر في الوقت الحالي إلى أدائها، مشيرين إلى أن التأمين والعقارات والبنوك تعد من أبرز القطاعات المتميزة في كلا السوقين.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن أسواق المال المحلية بحاجة إلى محفزات إيجابية بدعم من المؤسسات التي تستطيع ضخ سيولة جديدة في الأسواق لدعم شهية المستثمرين.

تراجع

وتفصيلاً، تراجع سوق دبي المالي، أمس، بنسبة 1.63% ليغلق عند 2632.15 نقطة، بعد تراجع الأسهم القيادية مثل سهم إعمار العقارية، الذي هبط بنسبة 3.06%، وسط تداولات بلغت 32.028 مليون درهم مستحوذاً بذلك على 17.8% من إجمالي قيم التداولات.

وانخفض سوق أبوظبي للأوراق المالية 1.38%، مغلقاً على 4830.38 نقطة، بضغط من تراجع سهم «أبوظبي الأول» بنسبة 2.27%.

فرص مغرية

إلى ذلك، قال المحلل المالي مدير شركة «جلوبال للخدمات المالية»، وليد الخطيب، إن الكثير من الأسهم في سوقي دبي وأبوظبي الماليين، ظلمت، على حد تعبيره، وسط الهبوط الذي لايزال يشهده السوقان منذ أوائل العام الجاري، مشيراً إلى أن بعض تلك الأسهم يتم تداولها دون القيمة الدفترية بنسب تراوح بين 40 و50%. وأضاف أن عند صعود السوق لن يستطيع أحد من خارجه الاستفادة من هذا الصعود الذي توقع أن يكون حاداً مثل حدة الهبوط الحالية.

وعزا الخطيب استمرار التراجع إلى حالة الخوف لدى المستثمرين من الأسواق، فضلاً عن غياب حوافز تدفعهم لزيادة أو ضخ استثمارات جديدة. لكنه أكد في الوقت نفسه أن هناك فرصاً مغرية في السوق يستطيع المستثمر أن يجني منها مكاسب، مثل أسهم الشركات التي حققت معدلات نمو جيدة خلال الأرباع الثلاثة الماضية التي من المتوقع أن ترتفع أرباحها خلال العام المقبل.

انتقائية

ونصح الخطيب المستثمرين بالانتقائية عند اختيار الأسهم في السوق والاعتماد على الوضع المالي لها دون النظر في الوقت الحالي إلى أدائها.

ولفت إلى أن المستثمرين الذين خرجوا من السوق يستطيعون الدخول إليه تدريجياً لاستغلال الفرص التي لن تعوض، داعياً إلى عدم التعجل في تحقيق الأرباح.

وبالنسبة إلى المستثمرين من داخل السوق، نصحهم الخطيب بضرورة تغيير مراكزهم في الأسهم غير الجيدة، والانتقال إلى الأسهم ذات الوضع المالي الجيد، وعدم التمسك بالشراء بالهامش حتى لا يضطر إلى بيع أسهمه إجبارياً، موضحاً أن هذا لن يضر المستثمر فقط، بل سيضر السوق ككل أيضاً.

أدوات جديدة

من جهته، قال المحلل المالي لدى شركة «مينا كورب» عصام قصابية، إن الفرص أمام المستثمرين في أسواق المال المحلية متوافرة وجيدة منذ بداية العام الجاري، لاسيما في قطاعات البنوك والعقارات والاتصالات.

وعزا قصابية تراجع الأسواق إلى الحالة النفسية السلبية للمتعاملين، بسبب عدم إفصاح شركات عن استراتيجيتها، وبالتالي صعوبة التنبؤ بأرباحها وأوضاعها المالية خلال الفترة المقبلة.

ورأى قصابية أنه لا توجد توعية كافية لجذب المستثمرين بالأدوات الجديدة في سوقي دبي وأبوظبي، والتي تستطيع جذب سيولة جديدة، موضحاً أن أحجام التداولات العادلة يجب أن تصل إلى 500 مليون درهم يومياً للسوقين كل على حدة.

وأكد أن أسواق المال حالياً تتيح فرصاً جيدة على المديين المتوسط والطويل، لافتاً إلى أن التأمين والعقارات والبنوك تعد من أبرز القطاعات المتميزة في كلا السوقين.

ضخ سيولة

بدوره، قال الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات في شركة «الظبي كابيتال»، محمد ياسين، إن هناك تراجعاً في شهية المستثمرين نحو المخاطرة، ولاسيما المستثمر المحلي الكبير، الأمر الذي يدعو إلى قيام الشركات والمؤسسات شبه الحكومية إلى ضخ سيولة في السوق.

وأضاف ياسين أنه يجب أن يكون مناخ الاستثمار الحقيقي مدعوماً بثقة المستثمر المحلي، مشيراً إلى أن هذا سيحدث إذا ما شهد المستثمر الأجنبي، مساندة تلك المؤسسات للسوق عبر ضخ سيولة فيه.

الأسهم حرة التداول

طالب المحلل المالي لدى شركة «مينا كورب» عصام قصابية، هيئة الأوراق المالية والسلع بزيادة الحد الأدنى من الأسهم حرة التداول في الشركات المدرجة بالسوق، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيحفز الطلب على الأسهم المحلية، خصوصاً على بعض الشركات التي يحتفظ ملاكها بنحو 80% من أسهمها.

تويتر