خبراء أكّدوا توجّه شركات إلى خفض الكلفة الإنتاجية والاستغناء عن هامش من الربح لتنشيط المبيعات

«القيمة المضافة» تدعم المنتج المحلي.. وتغيّر في الثقافة الاستهلاكية الخاطئة

صورة

اتفق رجال أعمال وخبراء اقتصاد في أن ضريبة القيمة المضافة أدت إلى زيادة وعي المستهلك، الذي أصبح يضع السعر في الحسبان.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم»، أن «القيمة المضافة» ضريبة تؤثر في الاستهلاك، وتسهم في تغيير الثقافة الاستهلاكية الخاطئة لدى العديد من المستهلكين، مشددين على أن تطبيقها يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، إذ أدت إلى تنامي استخدام المنتج المحلي، والمواد الخام المحلية في الإنتاج، فضلاً عن فوائد عدة، ستظهر آثارها لاحقاً.

وذكروا أن العديد من شركات القطاع الخاص خفضت الكلفة الإنتاجية والتشغيلية، في وقت بدأت فيه شركات تستغني عن جانب من هامش أرباحها، لزيادة المبيعات.

وأكدوا أن السوق تشهد منافسة تجارية إيجابية بين تجار التجزئة، لمصلحة المستهلكين، لتنشيط السوق وجذب مزيد من المستهلكين.

فوائد «الضريبة»

مسلّم: تقليل الميل النفسي إلى الاستهلاك

 

قال المدير العام لشركة «تروث» للاستشارات الاقتصادية، رضا مسلم، إن شركات عدة تعمل - منذ تطبيق ضريبة القيمة المضافة - على خفض تكاليفها التشغيلية والإنتاجية، عبر طرق عدة، بهدف زيادة قدرتها التنافسية في الأسواق، التي تشهد احتداماً في المنافسة، لجذب مزيد من المستهلكين. وأوضح أن «القيمة المضافة» ضريبة استهلاكية، أثرت بشكل غير مباشر في الشركات الموردة للخدمات، لافتاً إلى أن للضريبة آثاراً نفسية في المستهلكين، يمكن وصفها بـ«تقليل الميل النفسي إلى الاستهلاك»، ما أدى إلى منافسة شرسة بين الشركات، في تقديم عروض وتخفيضات لجذب هؤلاء المستهلكين. وطالب مسلم الهيئة الاتحادية للضرائب بإجراء مسح شامل، لقياس أثر ضريبة القيمة المضافة في اقتصاد الدولة، بهدف تعظيم الآثار الإيجابية، وتقليل الآثار السلبية لها.

وتفصيلاً، قال نائب الرئيس في جمعية رواد الأعمال الإماراتيين، إبراهيم بن شاهين، إن ضريبة القيمة المضافة أدت إلى زيادة إقبال شركات محلية على استخدام المواد الخام من السوق المحلية، وتقليل استخدام المستورد منها قدر الإمكان، لافتاً إلى أن سريان ضريبة القيمة المضافة على المواد الخام المستوردة رفع سعرها، مقارنة بنظيرتها المحلية.

وأضاف أن ضريبة القيمة المضافة أدت إلى زيادة وعي المستهلك، الذي أصبح يضع السعر في الحسبان، كأحد أهم عوامل شراء السلعة، خصوصاً أن المعروض كبير ومتنوع، والمنافسة في الأسواق شديدة، ما أدى إلى بعض الركود في حركة البيع بالنسبة لبعض المنتجات.

ولفت إلى أن هذا الوعي أدى إلى ما يمكن أن يطلق عليه «حروب تجارية إيجابية» بين تجار التجزئة في العديد من القطاعات، لمصلحة المستهلكين، من أجل عرض التخفيضات أو ما يسمى «العروض المجنونة»، التي تتضمن تخفيضات كبيرة، مثل «اشترِ منتجاً.. واحصل على الآخر مجاناً».

وأكد أن السوق تشهد - منذ بدء تطبيق ضريبة القيمة المضافة في يناير 2018 - وجوداً مستمراً لهذه العروض على منتجات مختلفة، بعد أن كانت تتوافر في فترات قصيرة قبل تطبيق الضريبة.

تأثير إيجابي

من جانبه، قال رجل الأعمال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، حمد العوضي، إن العديد من شركات القطاع الخاص خفضت - بعد الضريبة - الكلفة الإنتاجية والتشغيلية، على ألاّ يؤثر ذلك في الجودة، في ظل منافسة شرسة بالأسواق، بعد سريان تطبيق الضريبة، لافتاً إلى تزايد اعتماد المستهلكين على المنتج المحلي، لاقتناعهم بأن سعره أفضل من المنتج المستورد.

وأوضح العوضي أن «القيمة المضافة» ضريبة استهلاكية تؤثر في الاستهلاك، وهذا هو الهدف الرئيس لها، إذ إنها تحدّ من الاستهلاك، وتسهم في تغيير الثقافة الاستهلاكية الخاطئة لدى العديد من المستهلكين، وبالتالي تؤثر الضريبة في شركات القطاع الخاص، نتيجة تغير النمط الاستهلاكي للمستهلكين، ما يتطلب من هذه الشركات إعادة ترتيب أوضاعها، تماشياً مع إعادة ترتيب المستهلكين لأولوياتهم، وزيادة وعيهم الاستهلاكي.

ولفت إلى أن تأثير الضريبة في القطاع الخاص، وفي السوق عموماً، يعد تأثيراً إيجابياً، لأنها أدت إلى تغيير في سياسات بعض الشركات التجارية في طرح السلع بالأسواق، وتقديم عروض جذابة لتحفيز المستهلكين على الشراء.

مصلحة الاقتصاد

بدورها، قالت سيدة الأعمال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، ريد الظاهري، إن إعادة شركات تجارية النظر في الكلفة الإنتاجية والتشغيلية - بعد تطبيق الضريبة - يصب في مصلحة هذه الشركات، إذ إن هذه الخطوة تسهم في زيادة تنافسية هذه الشركة في أسواق الدولة، في وقت تصل فيه السلعة إلى المستهلك بسعر أفضل، كما يسمح ذلك للشركة بتنظيم عروض وتخفيضات، وكل ذلك يصب في مصلحة المستهلك النهائي.

وأكدت الظاهري أن تطبيق «القيمة المضافة» في مصلحة الاقتصاد الوطني، إذ أدت إلى تنامي استخدام المنتج المحلي، والمواد الخام المحلية في الإنتاج، فضلاً عن فوائد عدة، ستظهر آثارها لاحقاً.

هامش الأرباح

في السياق، قال الخبير الاقتصادي، عرفان الحسني، إن تأثير ضريبة القيمة المضافة بدأ في الظهور فعلياً في العديد من الشركات التجارية، إذ بدأ بعضها أخيراً بالاستغناء عن جزء من هامش أرباحه، وتحمل الضريبة بشكل حقيقي، بعد أن لمس بعض التباطؤ في مبيعاته، وذلك بعد أن أعلنت شركات في البداية تحملها الضريبة، لكنها رفعت الأسعار، ما أدى إلى عدم تحملها الضريبة فعلياً، وتضليل المستهلكين.

ولفت الحسني إلى استمرارية العروض، التي طرحتها بعض الشركات ومنافذ البيع لفترات طويلة، إذ لا يكاد مركز تجاري يخلو من التخفيضات منذ بدء تطبيق الضريبة، بهدف زيادة المبيعات وتنشيط السوق.

وأكد أن هذه التخفيضات، وبالذات على السلع المعمرة، تؤدي إلى تنشيط الأسواق، وتجاوز آثار الضريبة، مشيراً إلى أن قطاع السيارات، على سبيل المثال، يشهد عروضاً سعرية غير مسبوقة.

تويتر