‬157 شركة لتجارة الأواني الفضية بدبي.. وأسعار المنتجات تحكمها المنافسة

السياحة وانخفاض الأسعار يرفعان مبيــعات المشغولات الفضية ‬20٪

أسعار الفضة المحلية تتأثر ببلد المنشأ ومكان البيع والقدرة على المساومة. الإمارات اليوم

سجلت مبيعات المشغولات والأواني الفضية نمواً خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، بنسب تراوح بين ‬15 و‬20٪، بحسب مسؤولي شركات محلية متخصصة في تجارة وتوريد الفضيات.

وأوضح المسؤولون أن النمو جاء مدعوماً بالتحسن الكبير الذي شهده قطاع السياحة والضيافة، إضافة إلى التراجع الذي شهدته أسعار الفضة على المستوى العالمي، بنسب متباينة منذ بداية العام، وانعكس محلياً بانخفاض مقدراه ‬1.5 درهم على سعر غرام الفضة الخام، الذي يبلغ حالياً نحو ثلاثة دراهم مقارنة بـ‬4.5 دراهم في بداية العام.

وأشاروا إلى أن الانخفاضات أسهمت في تنشيط حركة إعادة تصدير المشغولات الفضية من دبي، التي تعد بمثابة مركز إقليمي لتلك المنتجات، مع توافر تسهيلات التجارة والبنية التشريعية التي تدعم ضمان الجودة وسهولة نمو الأعمال التجارية في القطاع.

وكان تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي، صدر أخيراً، أشار إلى أن المصادر الرئيسة لواردات الإمارات من الفضة الخام في عام ‬2011 كانت هونغ كونغ، تركيا، التشيك والولايات المتحدة، وشملت الأسواق الرئيسة لصادرات الإمارات من هذه المنتجات في العام نفسه الهند، تركيا، باكستان والنيبال، لافتة إلى أنه يوجد حالياً في دبي ‬157 شركة لتجارة أدوات المائدة والأواني الفضية، وثلاثة صائغي فضة، وشركتان لتصنيع الأواني الفضية والمجوهرات الفضية، وهو ما يؤشر إلى أهمية دبي مركزاً لتجارة الفضة.

تحسن المبيعات

فرص الأعمال

أفاد تقرير حديث لغرفة تجارة وصناعة دبي بأنه يمكن لشركات تجارة الفضة في السوق المحلية خفض تكاليفها، وبالتالي تحقيق أرباح أكثر خلال الفترة الحالية، وذلك من خلال رصد الانخفاض طويل الأمد لأسعار الفضة خلال فترة تصحيح الأسعار.

وأشارت الغرفة إلى أنه مع إمكانية تحقيق فرص ربح جيدة عند استيراد وتصدير الفضة الخام، إلا أنه من الممكن تحقيق أرباح مجزية من خلال الانتقال نحو تصنيع الفضة الخام.

وأضافت أنه يمكن للشركات في الإمارات الحصول على مزايا تنافسية أكبر من خلال إنتاج مشغولات فضية ذات جودة عالية، وكذلك أدوات المائدة المصنوعة من الفضة، وغيرها من أغراض الاستعمال اليومي.

وتابعت: بسبب انتشار استخدام الفضة، فإن هنالك العديد من الخيارات لصناعة منتجات تحمل علامات تجارية محلية، ما يساعد على أن يكون لهذه الشركات علاماتها التجارية الخاصة».


أدنى مستوى سعري

أكد تقرير لبنك «ساكسو للتجارة والاستثمار» صدر نهاية مايو الماضي، أن أسعار الفضة انخفضت إلى أدنى مستوى لها في عامين ونصف العام مع افتتاح التداولات العالمية خلال منتصف الشهر، لتصل إلى مستوى ‬20.84 دولاراً للأوقية (الأونصة)، لافتاً إلى أن ذلك يعد هو الأدنى للفضة منذ سبتمبر لعام ‬2010، وأن قيمة الفضة انخفضت بنحو ‬30٪ منذ بداية العام الجاري، ما يجعلها صاحبة أسوأ أداء ضمن المعادن النفيسة.

وكشف التقرير أن هذا الانخفاض يعود إلى عوامل عدة، أبرزها تراجع الطلبات الصناعية على الفضة، إذ تستخدم الفضة على نطاق واسع في الإلكترونيات ومنتجات الطاقة الشمسية، إضافة إلى تراجع شهية شراء المعادن النفيسة، باعتبارها ملاذاً استثمارياً آمناً للحماية من الأزمات الاقتصادية وللحماية من ارتفاع معدلات التضخم، لذلك، لاتزال الضغوط البيعية تحيط بهذا المعدن على الرغم من تعافيه اليوم من مستوياته المنخفضة في عامين ونصف العام.


العرض والطلب

قال مدير شركة «الفراشة لتجارة الفضيات»، فيجي كومار، إن «التراجع السعري الحاصل في الفضة لا يستطيع بعض المتعاملين تمييزه بسهولة، وذلك يرجع إلى خضوع أسعار الفضة في السوق المحلية إلى معايير لا تعتبر الأسعار العالمية المؤثر الرئيس فيها، أهمها مدى المنافسة بين التجار، ومعايير العرض والطلب، إذ لا يتبنى تجار الفضة تسعيرة محددة للفضة نتيجة تنوع فئاتها المعروضة، وكذا اختلاف المنشأ أو درجات المصنعية أو الترصيع بالأحجار أو الطلاء بالذهب، وهو ما يجعل من الصعب جداً وضع لوائح أسعار للفضة على غرار المشغولات الذهبية»، لافتاً إلى أن «الانخفاضات العالمية في الأسعار أسهمت بشكل واضح في تنشيط حركة إعادة تصدير المشغولات الفضية من الدولة».

وأكد كومار أن «نمو المبيعات محلياً خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، جاء بسبب التحسن الكبير الذي شهده القطاع السياحي».

وذكر أن «أكثر أنواع الفضة طلباً في الأسواق هي الإيطالية والتركية المنشأ، خصوصاً التي تكون مدعمة بمصنعية على هيئة نقوش عربية أو شرقية بشكل عام، ما يجعل السائحين الأجانب والخليجين يقبلون على شرائها»، لافتاً إلى أنه «في أوقات الارتفاعات الكبيرة في أسعار الذهب تكون هدايا المشغولات الفضية بديلاً مفضلاً للمتعاملين عن هدايا المشغولات الذهبية، خصوصاً بالنسبة لإكسسورات الزينة النسائية والساعات».

واتفق معه، مسؤول المبيعات في محل «أفضل هدية لتجارة الفضيات»، بورناب مالقا، الذي أفاد بأنه «على الرغم من نمو مبيعات المشغولات الفضية بنحو ‬20٪ منذ بداية العام، إلا أن تراجع الأسعار عالمياً أسهم في تباين أسعارها محلياً بشكل كبير، خصوصاً أن سعر الفضة يختلف وفقاً لنوعها ومنشئها، ومكان العرض، ونوعية المشترين الذين يقبلون على تلك المحال»، مضيفاً أن «الفضة الإيطالية المنشأ تعد من أغلى الأنواع ثمناً، إذ تراوح بين ‬15 و‬18 درهماً للغرام حالياً، فيما تراوح أسعار الفضة التركية المنشأ بين ‬10 و‬15 درهماً للغرام، أما التايلندية والهندية فتراوح بين ثمانية و‬14 درهماً للغرام».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/06/002152000.jpg

وتفصيلاً، قال مسؤول المبيعات في شركة «بابا سيلفر» لتوريد المشغولات الفضية، حارس محمد، إن «انخفاض الأسعار العالمية للفضة، واكبه تحسن في مبيعات الجملة لمختلف المنتجات الفضية في السوق المحلية، نتيجة ارتفاع الطلب في قطاع التجزئة، تأثراً بانتعاش النشاط السياحي والتحسن الاقتصادي، فضلاً عن انخفاض الأسعار»، لافتاً إلى أن «نمو مبيعات الفضة في السوق المحلية منذ بداية العام الجاري حتى نهاية مايو تقدر بنحو ‬20٪، مقارنة بالفترة الزمنية المماثلة خلال العام الماضي».

وأشار إلى أن «النمو لم يقتصر على المبيعات المحلية، إذ ارتفعت عمليات التصدير لدينا إلى الأسواق الخارجية المختلفة، خصوصاً في الشرق الأوسط وإفريقيا، بنسبة ‬15٪ منذ بداية العام، مع تزايد إقبال شركات التجارة الإفريقية على استيراد الفضيات من دبي، باعتبارها مركزاً إقليمياً لأنواع الفضة المختلفة، سواء من كوريا أو إيطاليا أو تركيا والصين».

من جهته، قال مسؤول المبيعات في شركة «أنوار الملكة» لتجارة المنتجات الفضية، عابد البتول، إن «مبيعات المشغولات الفضية تشهد نمواً يراوح بين ‬15 و‬20٪ منذ بداية العام الجاري، نتيجة الانخفاضات المتتالية في أسعارها، التي بلغت وصلت حالياً إلى نحو ثلاثة دراهم للفضة المصنعة، بعد مرورها بمراحل تغيير سعرية متذبذبة»، مبيناً أن «سعر غرام الفضة يختلف وفقاً للمنشأ وكمية المصنعية الموجودة في المشغولات».

وأضاف أن «التراجع الكبير في أسعار الذهب كانت له انعكاسات سلبية على حجم الإقبال على مبيعات المشغولات الفضية، التي تعد بمثابة البديل للهدايا لدى المتعاملين غالباً، في أوقات ارتفاع أسعار الذهب». وأوضح أن «المشغولات الفضية المطلية بالذهب تعد من الأنواع التي تشهد طلباً كبيراً في الأسواق حالياً، على الرغم من ارتفاع أسعارها مقارنة بالأسعار العادية للفضة، إذ تراوح بين ‬20 و‬30 درهماً للغرام، وتختلف وفقاً للمصنعية وحجم الطلاء، الذي يزول تدريجياً بعد سنوات من الاستعمال، اعتماداً على المحافظة عليه من الاختلاط الزائد بالعطور والمنتجات الدهنية».

النشاط السياحي

بدوره، قال مسؤول المبيعات في شركة «وردة الياسمين للعطور والفضة»، نوفل عبدالغفور، إن «التراجع التدريجي في أسعار الفضة منذ بداية العام، الذي تجلى بوضوح منذ بداية مايو، مع استقرار مجمل التراجع عند نحو خمسة دراهم، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، أسهم في نمو المبيعات بنسب ‬20٪، خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، بدعم من نمو السياحة، التي تعد رافداً مهماً لمبيعات المشغولات الفضية»، لافتاً إلى أن «المشترين الأوروبيين والروس يعدون الأكثر إقبالاً على شراء الفضيات، يليهم المواطنون، ثم المقيمون العرب، فيما يفضل المشترون الآسيويين الفضة المطلية أو المخلوطة بالذهب».

وأضاف أنه «من الصعب للمستهلكين تحديد سعر مصنعية الفضة، التي يحددها البائعون وفقاً للمصانع التي يشترون منها، والتي تختلف بين دولة وأخرى، كما تختلف وفقاً نوعية القطعة وحجم المصنعية أو الترصيع للأحجار فيها»، مبيناً أن «بعض المحال يبيع المشغولات الفضية بالقطعة، وبعضها يدمج بين نظام البيع بالغرام والقطعة، خصوصاً للمنتجات الإيطالية المرصعة».

من جانبه، قال مدير شركة «اليابان للمجوهرات»، لتجارة المشغولات الفضية، زاهر حسين، إن «مبيعات المشغولات الفضية، سواء من منتجات الحلي أو الأواني وأدوات المائدة، شهدت نمواً في المبيعات يقدر بنحو ‬15٪ خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، نتيجة انتعاش قطاع السياحة والضيافة، إضافة إلى تراجع الأسعار العالمية للمنتجات، ما دعم من الإقبال على اقتنائها»، لافتاً إلى أن «قيمة التراجع في سعر الفضة الخام من يناير الماضي حتى نهاية مايو المنقضي يبلغ ‬1.5 درهم».

وأضاف أن «أغلب مشتري الفضة محلياً هم الأوروبيون والخليجيون»، موضحاً أن «الأسعار في قطاع تجارة الفضة تخضع للتنافس بين التجار، وهو من معايير السوق الحرة المتبعة في القطاع عالمياً».

وأكد حسين أن «أسواق الدولة تشتهر إقليمياً بجودة المنتجات الفضة التي ترد إليها، وزيادة الرقابة عليها بما يمنع أي تلاعب فيها، ما يجعل عمليات التحايل في المشغولات الفضية بشكل عام نادرة، بخلاف الذهب، لأنه لا فائدة كبيرة من الغش في تركيز الفضة، التي يعتبر سعرها في الأساس منخفضاً مقارنة بالمصنعية، التي تمثل النسبة الأكبر من السعر».

اختلاف الأسعار

إلى ذلك، اعتبر مدير شركة «مجوهرات سامر»، التي تعمل في توريد وتجارة الجملة للفضة، ماهر نادر الشعار، أن «أسعار الفضة الخام، من دون أي إضافات مصنعية، تراجعت في السوق المحلية منذ بداية العام بمقدار ‬1.5 درهم، وهذه التراجعات تنعكس بدورها على الفضة المصنعة، ويتم احتسابها وفقاً لأنواع الفضة ومنشأ التصنيع، وذلك عبر إضافة سعر المصنعية بأنواعها إلى كلفة الشحن»، لافتاً إلى أن «المعايير التي تحكم أسعار الذهب تختلف عن الفضة، التي يؤثر فيها تراجع سعر الخام درهماً، فيما لا يتأثر سعر الذهب كثيراً بزيادة أو انخفاض بمقدار درهم، إضافة إلى أن سعر المصنعية في الفضة يفوق سعر غرام الفضة الخام».

وأشار إلى أن «أسعار الفضة تختلف أيضاً وفقاً لموقع البيع، إذ إن زيادة الكلفة الإيجارية للمحال التي تبيع في المراكز التجارية ترفع الأسعار لديها مقارنة بالمحال الصغيرة في الأسواق الشعبية، وفي العموم يحكم الأسعار مقدار التنافس بين المحال، وهو ما يجعل مسألة التفاوض بين التجار والمتعاملين في سوق الفضة مسألة شائعة، بخلاف الذهب الذي تكون فيه عمليات المساومة محدودة، وتتم بنسب قليلة في المصنعية».

وأضاف أن «زيادة الأفواج السياحية وانخفاض الأسعار أسهما في زيادة المبيعات في السوق المحلية بنسب ‬20٪ خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، فيما رصدت الشركة أيضاً إقبالاً على الشراء من شركات عاملة في شمال إفريقيا، خصوصاً في السوق الليبية، التي لوحظ زيادة معدلات التصدير إليها مع استقرار الأوضاع الأمنية هناك، وتوجه شركات فيها إلى دبي لجلب المشغولات الفضية، باعتبارها تمثل مركزاً إقليمياً للفضيات، مع توافر تسهيلات الاستيراد وإعادة التصدير، وإجراءات الحماية والرقابة من الغش، التي تتم من قبل الجهات المعنية».

وقال الشعار إن «الرقابة في أسواق الفضة تتم على الجودة فقط، والتأكد من أن نوعية الفضة من عيار (‬925)، الذي يعد العيار الوحيد في الأسواق المحلية الذي تدمغ المشغولات به، وهو ما يتم التفتيش عليه من قبل موظفي الجهات الرقابية»، موضحاً أن «الشركات التي تعمل في صياغة الفضة محدودة للغاية في الدولة، وتعمل على التصدير للأسواق الخارجية، وذلك مع اعتماد أغلب التجار على استيراد المشغولات الفضية من المصانع الخارجية». وذكر أن «تجار الفضة ليس لهم جهة مخصصة للقطاع يتبعون لها، وإنما يعملون تحت مظلة مجموعة دبي للذهب والمجوهرات».

تويتر