«زد دي نت»: المستخدمون يتعرضون لـ«صدمة تغيير»

تعديلات «غوغل كروم» تثير موجة اعتراض بين المستخدمين

«غوغل» تدخلت وحثت المستخدمين على عدم ترك «كروم» أو العودة إلى الإصدارات القديمة. غيتي

يستقبل برنامج تصفح «غوغل كروم»، المتربع على عرش متصفحات الإنترنت، العام الجديد، بأسوأ حملة غضب واعتراض واجهها منذ ظهوره عام 2008، ذلك أن واجهته الرئيسة الجديدة المعدلة في الإصدار رقم 71 التي أحدثت بها «غوغل» أكبر عملية تغيير منذ طرح المتصفح، أثارت اعتراضات واسعة وغير مسبوقة بين المستخدمين، وراحوا ينظمون ضدها حملات رفض تركز معظمها عبر موقع «تويتر» ومنتديات الدعم الفني الكبرى لمتصفحات الإنترنت، مطالبين بالعودة إلى الإصدار القديم، أو الانتقال إلى متصفحات أخرى.

تعديلات «غوغل»

ورصد تقرير نشرته شبكة «زد دي نت» zdnet.com المتخصصة في التقنية، موجة الغضب ضد تعديلات «غوغل كروم»، وذكرت أن هذه الموجة بدأت منذ نحو ثلاثة أسابيع، مع طرح «غوغل» للتعديلات الأخيرة على المتصفح.

وتتضمن تعديلات «غوغل» على الإصدار الجديد من متصفح «كروم» الانتقال إلى لغة التصميم متعدد الأبعاد، لكي يصبح المتصفح أكثر توافقاً مع العمل على الأجهزة المحمولة واليدوية، وهو نهج يتطلب التخلي عن الكثير من الثوابت في التصميم الحالي الذي اعتاد عليه مستخدمو أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة بالأساس، ومنه الاعتماد على علامات دائرية بيضاء لتمييز علامات التبويب عن بعضها بعضاً، لاسيما عندما يفتح المستخدمون العديد من علامات التبويب في وقت واحد، وإلغاء علامة الكلاسيكية ذات الزوايا الرمادية المتعارف عليها، التي تظهر على هيئة علامة «×» الشهيرة، وهذا التغيير جعل من الصعب للغاية تمييز علامات التبويب من بعضها بعضاً.

وقد حاولت «غوغل» تسهيل عملية التمييز مع العلامات الجديدة، لأنها كانت تتوقع حدوث مثل هذه الصدمة، فضمنت الإصدار الجديد العديد من المزايا والإضافات المهمة، مثل مولد كلمات المرور العشوائي الذي يأتي مدمجاً مع المتصفح، كما أعادت تصميم لوحة الإعدادات لتتوافق مع مظهر التصميم متعدد الأبعاد، وقدمت تحديثات أمنية لـ40 نقطة ضعف جرى الإبلاغ عنها خلال الفترة السابقة، كما أصبحت صفحة علامة التبويب الجديدة تتيح للجميع تخصيص وحفظ الروابط التي يشاهدونها بصورة أسهل، وهو أمر أراده العديد من المستخدمين.

موجة اعتراضات

على مدى الأسبوعين إلى الثلاثة أسابيع الماضية، غمرت مواقع وسائل التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» شكاوى حول واجهة الإصدار 71 من «كروم»، وأكد آلاف المستخدمين عدم قدرتهم على الرجوع إلى الإصدار رقم 70 أو 69، والإصدارات الأقدم ذات الواجهات والتصميمات التي اعتادوا عليها، بعدما أزالت «غوغل» الخاصية التي تتيح الرجوع للإصدارات القديمة.

ووفق ما قاله المحللون، فإن معظم الشكاوى التي يقدمها مستخدمو «كروم» مشروعة، وأهم أسبابها أنه من الصعب للغاية العثور على علامة التبويب المطلوبة على شريط علامات التبويب مع واجهة المستخدم الجديدة، مقارنة مع القديم، كما أن واجهة المستخدم الجديدة أدت إلى كسر قدرة المستخدمين على تجاهل علامات التبويب، ما يمثل مصدر إزعاج خاصاً بها.

وأدى هذا الأمر إلى ظهور دعوات للعودة للإصدارات القديمة أو التخلي عن «كروم» كلية، ما دعا مهندسي «غوغل» للتدخل، والانخراط في المناقشات العارمة الجارية بمنتديات الدعم الفني، وكان من بينهم بيتر كاستنج، أحد المهندسين الكبار المسؤولين عن تطوير «كروم»، والذي تدخل في الحوارات الجارية ليحث المستخدمين على عدم ترك «كروم» أو العودة للإصدارات القديمة، وكتب قائلاً: «الرجاء عدم القيام بذلك، فهناك عواقب وخيمة لهذا، عواقب تشبه إلى حد كبير اختيار عدم التطعيم أثناء انتشار مرض أو وباء، وهذا يؤثر في الآخرين معك».

صدمة تغيير

وفقاً لمحللي شبكة «زد دي نت»، فإن «كروم» يواجه هذه الأيام أزمة من الأزمات الفارقة التي وقعت لبرمجيات عدة، في صدارتها متصفحات الويب ونظم التشغيل، وتقع هذه الأزمة حينما تقدم شركة أو جهة ما على إحداث تغيير وتحديث كبير لبرنامج ناجح واسع الانتشار وتآلف المستخدمون معه، ومع واجهاته الرئيسة، وذلك لأسباب ترى الشركة أن ظروف التطور والمنافسة والتوجهات الجديدة في صناعة التقنية تفرضها فرضاً، وتجعل من الصعب تفاديها، وساعتها يحدث نوع من الصدمة بين المستخدمين، بسبب الفقد المفاجئ لحالة التآلف والمعايشة التي اعتادوا عليها، فيعبرون عنها بالغضب والضيق، وربما التحول إلي منتجات أخرى منافسة، وهنا يتعين على الجهة المنتجة أخذ الأمر على محمل الجد، وبمنتهى الحذر، حتى لا يفقد البرنامج شعبيته لدى المستخدمين، ويضعف أمام منافسيه. وحدثت مثل هذه الصدمة مراراً من قبل، ومن أشهرها الصدمة التي تلقاها متصفح «فايرفوكس» في عام 2010، عندما طرحت شركة «موزيلا» واجهة المستخدم المعروفة باسم «أوستراليس»، وكان هذا التغيير هو السبب الرئيس في تحول العديد من مستخدمي «فاير وكس» إلى «كروم».

تراجع «مايكروسوفت»

واجهت «مايكروسوفت» حملة غضب في عام 2010، حينما أزالت واجهة المستخدم المعروفة باسم «أيرو يو آي» من نظام تشغيل «ويندوز 7» صاحب الشعبية الكاسحة، ووضعت مكانها واجهة المستخدم المعروفة باسم «مترو» في «ويندوز 8» والإصدارات الأحدث، وانفجرت في وجهها ردود فعل غاضبة للغاية، إلا أن «مايكروسوفت» لم تعاند واستمعت إلى مستخدميها، وأعادت تصميم واجهة المستخدم مرة أخرى، وتراجعت عن بعض قراراتها المهمة.

تويتر